شيع الآلاف من أهالي قرية منشية القاضي التابعة لمركز فاقوس، أمس، جثمان الشهيد المجند (إبراهيم محمد عبدالسلام عبد القادر - 23 عاما)، والذى استشهد وإثنين آخريين اثناء استقلالهم مدرعة برفح أول أمس، استهدفها إرهابيون بعبوة ناسفة فى مشهد جنائزى مهيب. وخرجت الجنازة، من مسجد القرية مسقط رأس الشهيد يتقدمها عدد من القيادات الأمنية منهم اللواء محمد مسعود حكمدار الشرقية، وحمل الأهالى الجثمان ملفوفا بالعلم المصرى مرددين هتافات:"لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله.. لا إله إلا الله الإرهاب عدو الله.. لا إله إلا الله الإخوان أعداء الله.. القصاص القصاص"، مطالبين بسرعة ضبط الجناه وتقديمهم للمحاكمة العاجلة وإعدامهم فى ميادين عامة كما طالبوا بضرورة تطهير مصر من البؤر الإرهابية. وداخل منزل ريفى بسيط، جلست والدة الشهيد يلتف حولها سيدات القرية متشحات بالسواد لتقديم التعازى ويحاولن مواساة الأم، التى أصيبت بحالة من الانهيار حيث تعرضت للعديد من حالات الإغماء فيما تسارع السيدات لإفاقتها لتردد عبارات "حسبى الله ونعم الوكيل.. ربنا ينتقم منهم.. الصبر من عندك يارب.. قتلوا ابنى حبيبى ونور عينى". "ابنى عريس ملحقش يتهنى بعروسته ولا يشوف ابنه اللي جاي"، بتلك الكلمات بدأت (ناريمان محمد إبراهيم - 55 عاما - والدة الشهيد)، حديثها مع "الوطن". وتابعت:" ابنى لسه متزوج من 9 شهور وزوجته حامل فى 4 شهور ذنب ابنه اللى جاى ايه يتحرم منه ويتربى يتيم، وذنبه هو ايه عشان يقتلوه دا طول عمره غلبان ومعملش حاجة وحشه لحد". وأضافت:" من يوم ما دخل إبراهيم وأخوه هشام " توأمان" الجيش وأحنا عايشين فى قلق وخوف على طول من كتر العمليات الإرهابية وكل شوية نسمع أن فى مجندين وظباط فى الجيش والشرطة بيموتوا على ايد ناس متعرفش دين ولا رحمة". وتتابعت: " هو الإسلام قال اقتلوا وموتوا الناس من غير ذنب.. منهم لله وربنا يحرق قلوبهم زى ما حرقوا قلوبنا" وتتوقف الأم الثكلى عن الحديث لتجهش بالبكاء. أما (شفاء - 19 عاما - زوجة الشهيد)، والتي أصيبت بحالة من الانهيار وجلست داخل غرفتها تحتضن ملابس زوجها وتمسك بصورته مرددة: "ملحقتش تشوف ابنك ولا تربيه معايا.. ربنا ينتقم منهم". أما (محمد عبدالسلام عبدالقادر - 62 عاما - فلاح - والد الشهيد)، والذي حاول التماسك بقلب مفعم بالإيمان قال: "ابنى شهيد عند ربنا ابنى راجل دافع عن بلده وأرضه.. بس اللى عاوزينه القصاص.. واللى قتله يتقتل". ووجه رساله للرئيس عبدالفتاح السيسى:" عاوز حق ابنى واقضى على الإرهابين اللى فى سيناء اللى بيقتلوا ودلانا". ويضيف الأب الملكوم، لدى 3 أولاد وبنت غير محمود وهم كل من (عثمان 29 عاما، صلاح -24 عاما ومتزوج، مها - 31 عاما)، إضافة إلى (هشام - 23 عاما) وهو توأم للشهيد ومجند بالقوات المسلحة بالإسماعيلية. وأشار إلى أن آخر مكالمة للشهيد كانت قبل أسبوع من الواقعة مع شقيقه صلاح اطمئن خلالها على علينا وخاصة أمه زوجته، وأضاف:" لما عرفنا الخبر مكنتش عاوز أصدق كنت عاوز الخبر يكون غلط بس للأسف طلع الخبر هو الحقيقه، ودفنت ابنى بأيدى واخدت عزاه بدل ما هو اللى يدفنى".