قالت بيسان عدوان الباحثة الفلسطينية المتخصصة في الشؤون الإسرائيلية، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تحترم أية مواثيق أو اتفاقيات دولية أو صفقات تعقدها مع الحركة الأسيرة أو فصائل المقاومة وحتى السلطة الفلسطينية، فأكثر من إضراب خاضته الحركة الأسيرة من أجل الاحتجاج على ظروف وشروط اعتقالها وعزل كادراتها وقياداتها في أقسام العزل والموت، أنهته الحركة الأسيرة بعدما تستجيب إدارة مصلحة السجون لمطالبها، وما تلبث أن تنقض عهدها ووعدها وتتنكر لكل المطالب التي وافقت على تنفيذها. وأضافت عدوان في تصريحات خاصة ل"الوطن": "رأينا كيف تنكر الاحتلال لصفقة وفاء الأحرار "صفقة شاليط"، من حيث عدم موافقته على عودة من أبعدوا وفق شروط تلك الصفقة لخارج وطنهم أو إلى قطاع غزة، أو من خلال إعادته إعتقال 65 أسيراً ممن تحرروا في الصفقة ذاتها"، وكذلك الدفعات الأربعة للأسرى القدماء، ما قبل أوسلو، الذين التزمت للسلطة بإطلاق سراحهم مقابل العودة للمفاوضات وبرعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، راعي تلك المفاوضات، وتلاعب في أسماء الدفعة الثالثة، ولم يطلق سراح أي من أسرى الدفعة الرابعة". وتابعت: "نحن ندرك جيدا أن جرائم حرب ترتكب بحق أسرانا داخل سجون الاحتلال ومعتقلاته، وندرك كذلك بأنه يصعد من حربه وعدوانه على الحركة الأسيرة، من أجل كسر إرادتها وتطويعها وتفتيت وحدتها التنظيمية والاعتقالية، بحيث يلغي دور وعمل الهيئات والمؤسسات الاعتقالية والوطنية الموحدة، لكي يستفرد بالتنظيمات والفصائل كل على حدة". واستطردت بالقول: "الاحتلال وإدارة سجونه لا يتوقفون بالمطلق عن مخططاتهم لتدمير وتفكيك الحركة الأسيرة الفلسطينية، فهي حلقة مركزية من حلقات النضال الوطني الفلسطيني، حيث تكتسب الخبرات وتتوسع المدارك وتنضج العقول وتبنى وتتربى الأجيال وتتشرب الأفكار والمبادئ وتخلق الكوادر والقيادات في المجالات والعناوين المختلفة"، مشيرة إلى أن ما يجري خارج قلاع الأسر تجد له صدى وانعكاسات بدرجات متفاوته على صعيد الحركة الأسيرة، فمناخات الانقسام والمناكفات والتحريض والتحريض المضاد تجد لها تربة خصبة، في وقت ومكان يفترض فيه أن لا تجد تلك المناخات والأمراض طريقها الى جسم الحركة الأسيرة، ولجأت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية إلى تخصيص غرف للتفتيش مفصولة لفتح وأخرى لحماس أثناء النقل من معتقل الى آخر،ولتصل الأمور الى غياب التواصل والتفاعل بينهم حتى بالمعنى الإجتماعي بينهم. وعن الأوضاع الداخلية للأسرى قالت عدوان :"إنها غير مطمئنة فالوحدة الوطنية التنظيمية بين مكونات ومركبات الحركة الأسيرة غير متوفرة، وهذا عكس نفسه على غياب القيادة والقرارات الموحدة، حيث في أكثر من مرة كان هناك خطوات نضالية منفردة (إضرابات مفتوحة أو جزئية عن الطعام) بادر إليها أفراد وتنظيمات وكذلك نجد بأن العلاقات الشخصية والجهوية حاضرة في القرار التنظيمي والفصائلي بقوة، حيث أصبحت عوامل ذات وزن في القرار التنظيمي الداخلي والإعتقالي وفي تركيبة السكن الاعتقالي". وأشارت عدوان إلى أن الحياة الثقافية للأسرى لم تعد كما كانت عليه في سنوات عنفوان الحركة الأسيرة، فهناك تراجع كبير في العملية الثقافية والتنظيمية عند أغلب الفصائل، وإن مورست فهي تمارس في إطار ضيق. وأوضحت أن الحركة الأسيرة إذا ارادت أن تسترجع عنفوانها وهيبتها فعليها أن توحد أداتها التنظيمية الوطنية،عليها أن تكون موحدة القيادة والقرار، فهنا الاحتلال وإدارة مصلحة سجونه يستهدفون الأسرى كمجموع، ويستغلون أية خلافات أو تعارضات بين الفصائل من أجل تعميقها، بما يخدم مصلحتهم وأهدافهم، فهم يعتبرون الأسرى كمجموع خطرا عليهم، وليس هذا الفصيل أو ذاك، وقيادات الحركة الأسيرة عليها أن تكون جامعة وموحدة وليس مفرقة، فثمن الفرقة ستدفعه الحركة الأسيرة خسارة صافية من منجزاتها ومكتسباتها ووحدتها وعلاقاتها، وقدرتها على التصدي لمخططات إدارات مصلحة السجون لكسرها وتطويعها وإفراغها من محتواها النضالي والوطني.