قال الدكتور جهاد الحرازين، المتحدث باسم حركة فتح الفلسطينية، إن الاحتلال عندما يمارس عنصريته ويرتكب جرائمه فهو لا يمييز بين قوانين أو أعراف أو حقوق إنسان أو اتفاقيات دولية، وإنما يمارس البطش وسطوة الجلاد بحق الشعب الفلسطيني صغارًا وكبارًا وشيوخًا وأطفالًا ونساءً ورجالًا فهو الذى يرتكب كل الجرائم للوصول إلى غايته وهي كيفية تحويل المناضلين والثوار إلى مجرد أشخاص مفرغين من محتواهم النضالي والوطني إلى أشخاص فقدوا الوطنية وأصبحوا يتعايشون مع واقع الاحتلال، مشيرًا إلى أن "الشعب الفلسطيني دائمًا ما يقلب التوقعات ليتحول المناضل الفلسطيني والأسير من حالة القهر والظلم إلى أكاديميات ثورية تخرج الأبطال والمناضلين، وهذا واقع السجون والمعتقلات الإسرائيلية معاناة وقهر لا يوصف بل موت بطيء ولكن الإرادة والعزيمة والتصميم على الانتصار يخلق من اليأس أمل ومن واقع الهزيمة انتصار". وأضاف الحرازين، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، قائلًا: "عملية الاعتقال التى تتم للمناضلين تختلف من شخص إلى آخر ولكن جميعها تحمل بداخلها الكره والعنصرية والحقد والإجرام، والأساليب التي تتبعها قوات الاحتلال تتمثل بالضرب والاعتداء الجسدي والنفسي على المناضلين، وتمت عملية اعتقالي من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية بمرافقة قوات الاحتلال التي اقتحمت المنزل مدججة بالأسلحة واعتدوا على والدي ووالدتي أثناء اعتقالي من المنزل، وتم تقييدي وإغماضي برباط الأعين وبدأوا بالضرب من لحظة وضعي بجيب قوات الاحتلال التي لم تنفك عن الضرب وصولًا إلى المعتقل بأنصار 2، وتم تحويلى للتحقيق بمجرد وصولي إلى المعتقل وكبقية الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني يتم محاكمتنا دون أي اعتراف وفقًا لما يسمى بقانون "تامير" بتلك الفترة وأمضيت بالاعتقال فترة خمس سنوات ونصف امتدت من عام 1989 حتى عام 1994". وتابع المتحدث باسم حركة فتح، قائلًا: "اعتقلت بسجن أنصار 2 ثم غزة المركزى فترة التحقيق ثم إلى معتقل النقب الصحراوى وأمضيت فترة الاعتقال هناك بمعتقل النقب الصحراوي، وكان لفترة الاعتقال الأثر الأكبر في حياتي، من حيث القدرة على تعزيز الانتماء للوطن والاستمرار بمواجهة الاحتلال فى كافة المواقع وتعزيز حالة التوافق الأخوى مع بقية السجناء من أبناء شعبنا الفلسطينى والتى أكدت أحد التقارير أن عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال المتواجدين والذين أفرج عنهم تجاوز سبعمائة ألف أسير فلسطيني قبعوا لفترات متفاوتة بالسجون والمعتقلات الإسرائيلية ورغم ذلك بقى شعبنا صامدًا مع التأكيد على أنه لم يدخل أحد السجن وكان يضمن عودته سالما أو حتى الخروج من المعتقل ولكن لم يفقد الأسرى فى أية لحظة أملهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم لذلك بقى الأمل يحدوهم نحو الحرية والانتصار فى كل لحظة لأن الفجر آت لا محالة والنصر صبر ساعة". وأشار إلى أن الأسرى استطاع تحويل حياة المعاناة إلى شموع أمل وقناديل تضيء الطريق لكل الأحرار، قائلًا: "إن كان العالم يتغنى بمانديلا فهناك المئات من السجناء الفلسطينين هم مانديلا وأمضوا سنوات بالأسر أكثر مما أمضى المناضل نيلسون مانديلا، وحياة السجون والمعتقلات أراد منها الاحتلال أن تكون مقبرة الأحياء، فحجم الاعتداءات والانتهاكات التي تمارس بحق الأسرى تتجاوز أية أعراف أو حقوق عندما يتم قمع الأسرى ورشهم بالغاز المسيل بالدموع وضربهم بالرصاص الحي ومنعهم من العلاج أو تلقي الخدمات الصحية وحرمانهم من الزيارات العائلية ووجبات الطعام التي لا تكفي لفرد ونقلهم من معتقل إلى آخر في ظل حالة متواصلة من الاعتداءات وما يخضع له الأسرى من بعض التجارب التي تجريها عصابات الاحتلال على الأسرى تحت ما يسمى بالعلاج، ما أدى إلى إصابة العديد من الأسرى بالأمراض الخطيرة ومنهم من استشهد نتيجة هذه الأمراض". وعن الحياة اليومية داخل المعتقل، أكد الحرازين: "تبدأ بالعدد الصباحي للمعتقلين يليها وجبة الإفطار عبارة عن طبق من الفول يلي ذلك محاضرة صباحية للمعتقلين كل حسب الفصيل أو التنظيم المنتمي إليه تستمر لساعتين تليها استراحة ومن ثم تكون هناك وجبة الغداء الساعة الواحدة إلى الثانية والنصف ظهرًا تليها فترة القيلولة والتي يخلد فيها الأسرى للاستراحة وتكون بعد ذلك المحاضرة المسائية تتناول الأوضاع السياسية وكذلك مواقف ترفيهية تتمثل بمسابقات ثقافية ورياضية، ما جعل المعتقلات بحق أكاديميات ثورية تخرج الأبطال والمناضلين". وعن التعامل مع الأسرى، أشار الحرازين إلى عدم وجود تفرقة أو تمييز بين المعتقلين، والكل يخضع لنفس نظام السجن وإدارته، ويأكل من نفس الطعام ويتعامل بنفس المعاملة من قبل إدارة المعتقل، والاعتداء يكون على الجميع، متابعًا: "لكن تعمل إدارة السجون على إبعاد أو وضع بعض الأسرى والقيادات منهم في العزل الانفرادي (الزنزانة) وهناك آلاف الشواهد على ذلك فالقائد الأسير مروان البرغوثي الذي تعمل إدارة السجون على وضعه في العزل الانفرادي كل فترة ورغم ذلك استطاع الأسرى الفلسطينيون أن يصمدوا ويواصلوا دربهم للوصول إلى الانتصار، علماً بان هناك أكثر من خمسة آلاف أسير فلسطيني لازالوا قابعين في سجون الاحتلال يشكل أبناء فتح منهم أكثر من 70% منهم، ولكن مهما طال الزمن لا بد للقيد أن ينكسر ولا بد لليل أن ينجلي والنصر آت لا محالة".