بعد الاطلاع على مهام عملها اليومية، تقصد وجهتها للقيام بما وُكِل إليها، تعمل على إنجاز عملها لإنهائه بسرعة، لتلحق بابنها قبل انتهاء موعد دوامه ب"الحضانة"، التي ترعاه في وقت غيابها، وتكلف بعمل آخر، فتُجبر على اصطحاب صغيرها ابن ال"عام ونصف"، تلفحهما حرارة شمس الظهيرة، تقف في الشارع بين المارة، لاستكمال عملها ك"مراسلة" بقناة ON TV، تتحمل عبء العمل الشاق، وعبء حمل ابنها. امرأة مكافحة، واجهت خيارين يصعب التنازل عن أحدهما وهما بين العمل في الإعلام لتحقيق ذاتها، أو بقائها ك"ربة منزل" للاعتناء بابنها الوحيد، لم تتردد لمياء واختارت الاثنين معًا، غير مُكترثة بحياة الصحفيين المزدحمة وغير المُرتّبة، والتي تتوقف أولًا وأخيرًا على الأحداث، فحبها لعملها والتزامها به، جعلها قُدوة يُحتذى بها ك"أم وزوجة وعاملة". صورة متداولة بين نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، رصدت المراسلة لمياء حمدين أثناء قيامها بعملها، حاملة ابنها الوحيد، تصور صبر وجَلد "أم" أبت أن تترك طفلها لجارٍ أو صديق، وخصوصًا أن زوجها اضطرته ظروفه للسفر، ولا يوجد من يعتني بصغيرهما في المنزل. وقالت لمياء ل"الوطن": "معرفش ليه حصلت الدوشة دي؟.. أنا خلصت جزء من شغلي على ميعاد حضانة ابني، وكان لسه عندي شغل.. أضطريت أعدي على الحضانة وآخده"، موضحة أن نوعية عملها التي كانت تقوم به أثناء تواجد ابنها معها، لن يُظهرها في "كادر" الكاميرا، مما يعني أن اصطحابه معها لن يُعيق عملها أو يؤدي إلى تقصيرها به. وأضافت لمياء: "مش مبسوطة إني باخد ابني معايا الشغل.. أنا متمرمطة وهو معايا.. ومش وخداه بفسّحه"، لافتة إلى أن حمله لفترة طويلة يُسبب لها ألمًا في يدها، ووجودهما معًا أثناء عملها يُزيد عليها عبئًا فوق عبء العمل.