دافع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه" جون برينان، أمس، بقوة عن اتفاق الإطار حول الملف النووي لطهران، واصفا بعض الانتقادات للاتفاق بأنها "خداع"، ورحب في الوقت نفسه بالتنازلات الإيرانية التي لم تكن متوقعة برأيه. وفي أول تصريحات علنية له منذ الإعلان عن اتفاق الإطار الأسبوع الماضي، قال مدير وكالة الاستخبارات إن الاتفاق من شأنه فرض لائحة طويلة من القيود على النشاطات النووية الإيرانية التي كان التوصل لها في السابق يبدو مستحيلا. وقال أمام حضور في جامعة "هارفارد": "أقول لكم إن الأشخاص الذين يقولون إن هذا الاتفاق يمهد الطريق أمام إيران لحيازة قنبلة (مخادعون) برأيي، إذا كانوا يعرفون الحقائق ويدركون ما هو المطلوب لبرنامج نووي". وبموجب اتفاق الإطار الذي تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي، ترفع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي كافة العقوبات المتعلقة بالملف النووي عن إيران، مقابل خفض طهران 98% من مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب لمدة 15 عاما. وقال برينان، إن الاتفاق يعني قطع الطريق ليس فقط أمام تخصيب اليورانيوم، بل أيضا أمام تخصيب البلوتونيوم، ويتضمن نظام تفتيش صارم جدا، مضيفًا "أنا أرحب فعلا بموافقة الإيرانيين على كل ذلك". وتابع "بالنسبة لنظام التفتيش، فإن الخفض المتعلق بأجهزة الطرد المركزي والمخزون، وكل ما يفعلونه بمفاعل (آراك) كل هذا مفاجىء على ما أعتقد وجيد". وتطرق إلى تنازلات إيران، بما في ذلك الموافقة على خفض كبير لأجهزة الطرد المركزي، وقال: "لم يكن أحد يعتقد في البداية إنهم قد يقومون بذلك". وقال إن بعض المنتقدين كانوا أقل تركيزا على البرنامج النووي الإيراني منه على تأثير رفع العقوبات، إذ أعربوا عن قلق في أن يسمح ذلك لطهران بالتسبب بمشكلات أكبر في المنطقة. وأضاف أن ذلك القلق "مشروع"، إلا أن اتفاق الإطار بحد ذاته يمثل وسيلة لسد الطريق أمام أي محاولة من قبل إيران لتصنيع أسلحة نووية، وهو اتفاق "متين". وأضاف أن الولاياتالمتحدة ووكالات الاستخبارات الحليفة، ستراقب كيفية تطبيق إيران لأي اتفاق، وليس هناك أي احتمال في أن تغير طهران موقفها في المنطقة. وبحسب برينان، لم يتضح ما إذا كانت البراجماتية التي أبداها الرئيس حسن روحاني بشأن المفاوضات النووية، ستظهر في نواح أخرى للسياسة الخارجية الإيرانية، مضيفًا "سنرى لكن لا أعتقد أن هذا سيقود إلى كبسة زر ليصبح جميع الإيرانيين فجأة منصاعين في المنطقة، كلا". وقال برينان، ضابط الاستخبارات الذي عمل مستشارا للرئيس باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب، قبل تعيينه على رأس وكالة الاستخبارات المركزية، إن موقف إيران حول الملف، تغير منذ تولي أوباما الرئاسة قبل 6 أعوام، لأن العقوبات أضرت باقتصادها بشكل كبير. والرئاسة الجديدة تحت قيادة روحاني الشخصية "الأكثر منطقية" شكلت أيضا فرصة، وقال برينان إن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي أدرك التهديد الذي تمثله العقوبات، أعطى الضوء الأخضر لروحاني لمحاولة التوصل لاتفاق. وبحسب برينان، إذا فشلت المفاوضات يمكن لخامنئي إلقاء اللوم في ذلك على روحاني ووزير خارجيته، ملمحًا إلى مدير "سي آي إيه" بشكل غير مباشر، إلى دور لعبته عملية تخريب رقمية لأنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية. وردا على سؤال لمراسل "نيويورك تايمز" ديفيد سانجر، حول ما إذا كان الهجوم الإلكتروني عاملا في ذلك، قال برينان "أعتقد إن عجزهم عن إحراز تقدم ساعد بالتأكيد في إبطاء البرنامج". وكان سانجر في 2012 كتب عن ستاكسنت، العملية الأمريكية الإسرائيلية لتقويض برنامج إيران النووي بفيروس كمبيوتر مدمر، وفي إشارة إلى مقالات سانجر قال برينان مازحا: "بصراحة لا أقول إن مقالاتك ساعدت في ذلك".