كما ينتظر المسلمون شهر رمضان وروحانياته، ينتظر الأقباط أسبوع الآلام، حيث يعتبرونه أقدس أيام السنة، يواظبون على حضور البصخات، تلك الصلوات التي تقيمها الكنيسة صباحا ومساء يوميا خلال ذلك الأسبوع، يحاولون أن ينشغلوا بالصلاة أكثر من انشغالهم بالحياة، ليستمتعوا بروحانية ذلك الأسبوع الذي ينتهي بعيد القيامة المجيد. خلال ذلك الأسبوع، تمر على الأقباط مناسبات عدة، ويمارسون طقوسا لا يفهمها كثيرون، أو يعرون مناسبتها، لذلك تعرض "الوطن" أشهر مشاهد من أسبوع الآلام الذي يحتفل به الأقباط هذه الأيام، ولا تعرف خلفياتها. - السعف تزين الكنائس بسعف النخيل يوم أحد الشعانين، الذي بانتهائه يبدأ أسبوع الآلام، وعن السعف تحديدا، يرجع ذلك إلى استقبال أهل أورشليم للمسيح عند دخوله لها، ويحتفل الأقباط كل عام بذكرى دخول المسيح القدس بحمل السعف، حيث يرنمون في طقوس صلوات هذا اليوم "في الطريق فرشوا القمصان، ومن الشجر قطعوا الأغصان، وهم يصيحون بالألحان، أوصنا إبشيري إن دافيد". - صلاة التجنيز بعد انتهاء طقس أحد الشعانين، يصلي الكاهن صلاة التجنيز العام، حيث يصلي على إناء به ماء، يرش منه على المصليين وليس السعف كما يعتقد وينشغل البعض، وتوضح الكتب الطقسية أنه لا بد على الشعب المسيحي حضور تلك الصلاة حيث لا يحدث صلاة جناز عند وفاة أحد خلال أيام أسبوع الآلام، فهو أسبوع خاص بتذكار آلام المسيح وموته، ولا تنشغل الكنيسة وشعبها بحزن آخر سوى الحزن على آلام المسيح الذي افتداها، إلى جانب إنه لا يرفع بخور خلال الثلاثة أيام من أسبوع البصخة، لذا تحرص الكنيسة على التشديد لحضور الأقباط صلاة التجنيز. - غسل الأرجل يتضمن طقس خميس العهد صلاة "اللقان"، التي يقوم بعدها الكاهن بغسل أرجل الشمامسة وشعب الكنيسة من الرجال، أو رشمها في حالة كثرة عددهم، كمثال للتواضع والمحبة كما فعل المسيح وغسل أرجل تلاميذه، وقال لهم بحسب إنجيل يوحنا "فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد أغسل أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض، لأني أعطيكم مثالاً حتى كما صنعت أنا بكم، تصنعون أنتم أيضا". - إظلام الكنيسة تطفأ أنوار الكنيسة مع إقامة صلاة الساعة السادسة من يوم الجمعة العظيمة، حيث يقرأ الإنجيل وعندما يقول القارئ "وكانت ظلمة على الأرض" تطفأ أنوار الكنيسة والشموع، حيث حلت ظلمة على الأرض بعد صلب المسيح، كما يوضح الإنجيل "ولما كانت الساعة السادسة، كانت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة"، ومع صلاة الساعة التاسعة تضاء أنوار الكنيسة ثانية. - أمانة اللص يخصص طقس الكنيسة صلوة للص الذي صلب على يمين السيد المسيح، الذي عايره بالصلب في البداية، ثم أدرك خطاياه كونه لصا، وقال للمسيح "اذكرني يارب متى جئت في ملكوتك"، ورد عليه المسيح قائلا "اليوم تكون معي في الفردوس، ولذلك يتلى شعب الكنيسة صلام للص اليمين لتمتعه بالوعد الإلهي، ويقال أن هذا اللص صار في العصور الوسطى بأوروبا شفيع للمسجونين واللصوص. - المطانيات تعني كلمة مطانية حرفيا "مراجعة النية" ومعناها الاصطلاحي "سجود أو توبة"، ويقوم المصلون بإرشاد الكاهن بعمل 400 مطانية مرددين "كيريى ليسون" التي تعنى "يارب ارحم"، 100 مطانية في كل اتجاه شرقا ثم غربا ثم شمالا ثم جنوبا، وذلك طلبا لرحمة الله ورأفته، واعترافا بآلامه وصلبه، وإعلانا لبركة الصليب، حيث يرشمون الصليب مع كل مطانية يقومون بها. وبعدما يكمل المصليين الأربعة اتجاهات، يعودون للشرق ويقولون "كيريى ليسون" اثنتى عشر حزنا وفرحا، حزن من أجل الآلام وفرح لأن المسيح خلص الكنيسة وشعبها بتلك الآلام. - الدورة أو الزفة يحمل الكاهن والشمامسة أيقونة الصلبوت "صورة للمسيح" والإنجيل والشموع والصلبان، ويطوفون الكنيسة إشارة لحمل جسد المسيح، مرتلين بالدفوف "كيرياليسون"، إشارة ليوسف ونيقوديموس اللذين أنزلا جسد المسيح عن الصليب، وحملاه بإجلال وذهبا به إلى القبر. - الدفن بعد الطواف بأيقونة الصلبوت، توضع صورة الدفن والصليب مع حنوط وورود إشارة للحياة في ستر أبيض، يثنى بعدها من جهاته الأربعة، وتوضع شمعدانات يمينا ويسارا، ويعد هذا الطقس تمثيلا لما فعله يوسف ونيقوديموس وقتما وضعوا جسد المسيح في القبر. شرب الخل يتذوق المصلون خلال نهاية طقس صلاة الجمعة العظيمة، قطرات من الخل، الذي أعطوه صالبي المسيح له عندما طلب أن يشرب ماء، تذكارا للآلام التي احتملها على الصليب. - تمثيلية القيامة تحدث في بداية قداس عيد القيامة المجيد، تجسيدا لقيامة المسيح من الموت، يدخل الشمامسة والكهنة فيها داخل الهيكل، وآخران خارجها، ويرددون صلوات "المسيح قام بالحقيقية قام"، حتى يقرع باب الهيكل ويفتح وتضاء الأنوار ويطوف الكهنة والشمامسة الهيكل ثلاث مرات حاملين الأيقونة والصلبان والشموع، ثم يطوفون الكنيسة ثلاث مرات، مرددين "المسيح قام من الأموات، بالموت داس الموت، واللذين في القبور أنعم عليهم بالحياة الأبدية".