مشهد يمتلئ بالضبابية والتعقيد، جماعة الحوثيين تطيح بالرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي، يعقبه فرض إقامة جبرية عليه في القصر الرئاسي بصنعاء، يتمكَّن الرئيس بعدها من التخلص من قيوده منطلقًا إلى عدن ليعلن منها أنه الرئيس الشرعي للبلاد وأن ما قام به الحوثيون تجاهه "انقلاب"، وأن كل القرارات التى اتخذوها باطلة ولا يُعتد بها، ليصبح الصراع بين "هادي" والحوثيين يحمل طابعًا آخر عنوانه "الصدام والقتال وسفك الدماء". الأحداث في اليمن وصلت إلى أوج تعقيدها عندما وقعت تلك الاشتباكات بين قوات الأمن الخاصة واللجان الشعبية، بمحيط مطار عدن في اليمن أمس، نتج عنها توقف حركة الملاحة الجوية، كما ترددت أنباء عن اقتحام الجيش اليمني، مقر القوات الخاصة الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين في عدن، أعقبها تعرض القصر الجمهوري الذى يقيم به الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادى بعدن، للقصف بطائرة عسكرية تابعة للحوثيين، الأمر الذي أدى إلى إخلاء القصر. ويوم أمس لم يقتصر على ذلك، بل شهد قيام عناصر من اللجان الشعبية اليمنية باعتقال 6 جنود من قوات الأمن الخاص الموالية ل"صالح" والحوثيين في مدينة عدن بجنوب اليمن، عقب استعادة الجيش اليمني السيطرة على مطار عدن الدولي بعد اشتباكات بين قوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي، مع قوات موالية ل"هادي" قرب المطار وداخله. "إيران" لم تغب عن المشهد اليمني، حيث مدَّت الحوثيين بسفينة محملة بمعدات عسكرية بحسب مواقع يمنية، والتي أفادت أن السفينة "شارمن" رست بميناء الحديدة، وهي تحمل 158 طنًا من الأسلحة والمعدات العسكرية الإيرانية المقدمة لجماعة الحوثيين المسلحة، في واقعة ليست الأولى التي يساعد فيها الإيرانيون جماعة الحوثي في اليمن. الرد على ما فعله الحوثيون جاء سريعًا، هجومان متفرقان، اليوم، في العاصمة اليمنية صنعاء، يستهدفان مسجدين للحوثيين أولهما جنوبي صنعاء والذي استهدف مسجد "بدر"، والآخر وقع شمال العاصمة مستهدفًا مسجد "الحشوش"، ما أسفر عن وقوع 142 قتيلًا وإصابة أكثر من 121 آخرين بينهم 30 في حالة حرجة، بحسب مواقع إخبارية والتي قالت إن العدد قابل للزيادة بحسب مصادر طبية يمنية.