قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين، وأحد علماء الأزهر، إن إيران تدعم ميليشيات الشيعة عسكرياً لإبادة السنة العراقيين، وتدفع أموالاً طائلة لبعض الفضائيات بهدف التشهير ب«الأزهر».. وإلى نص الحوار: ■ كيف ترى الأزمة القائمة حالياً بين الأزهر وشيعة العراق؟ - الأزهر يتعرّض منذ فترة لحرب ضارية، وكل الهجمات الشرسة التى طالت المشيخة وإمامها الأكبر الشيخ أحمد الطيب مؤخراً يقف وراءها بعض الشيعة للنيل من الأزهر ودوره فى العالم الإسلامى. ■ ولكن بيان الأزهر الداعى إلى تحرك دولى لوقف «إبادة أهل السنة فى العراق» أثار غضب المرجعيات الشيعية العراقية؟ - موقف الأزهر فى مناصرة الحق ثابت، وهو يرفض المساس بالمدنيين أياً كانوا، سنة أو شيعة، وقوات «الحشد الشعبى» الشيعية تقتل وتهجّر وتحرق منازل أهل السنة بدعوى محاربة تنظيم داعش. ومن المعلوم أن أهل السنة يتعرّضون لحرب إبادة حقيقية فى بعض المدن العراقية تحت مظلة محاربة هذا التنظيم الإرهابى، وهناك عملية خداع كبرى تتعرّض لها البلدان السنية، والعالم الإسلامى مُغيّب. ■ وماذا عن ممارسات «داعش» الدموية؟ - نحن ضد ممارسات «داعش» التى شوّهت الإسلام، ونطالب بقتال هذا «التنظيم» لحماية الناس من شروره، ويعلم الجميع أن هذا «التنظيم» صناعة غربية لإحداث فتنة فى بلادنا والمساهمة فى مخطط تمزيق دول المنطقة، وضرب الإسلام نفسه فى مقتل. غير أن هناك، فى المقابل، عمليات تنكيل واضطهاد للسنة الأبرياء على يد الشيعة فى العراق، بأوامر وتعليمات وغطاء إيرانى، وهذا التجاهل من العالم الإسلامى لما يحدث فى العراق، يعطى إيران ذريعة للتدخل فى هذه الدول بقوة عن طريق الميليشيات والعربدة فيها، وهذا نابع عن عقيدة إيرانية، وليس مجرد سياسة. ■ هل هناك جهات عراقية أيّدت بيان الأزهر؟ - نعم، كل علماء أهل السنة فى داخل وخارج العراق أعلنوا تأييدَهم لِمَا جاء فى بيان الأزهر الذى صدر مؤخراً ودعا فيه المجتمع الدولى ومنظمات حقوق الإنسان والحكومة العراقية والمرجعيات الدينية المعتدلة، إلى التدخُّل الفورى والعاجل لوقف المجازر التى تُرتكب بحق المدنيين من أهل السّنّة بدعوى محاربة تنظيم «داعش» الإرهابى الذى يرفض الأزهر أعمالَه الإجراميّة. ■ ما هذه الهيئات؟ - الهيئات الصادر عنها بيان التأييد «هيئة علماء المسلمين» بالعراق، ومنها «الأمانة العُليا للإفتاء»، وهى دار الإفتاء العراقية، و«المجمع الفقهى العراقى»، وهو هيئة لكبار العلماء للدعوة والإفتاء، وقد شدّدت جميعُها على أن الأزهر الشّريف يمثل مرجعية شرعية، وأوضحوا أنّ بعض القوى لا يروق لها تَصدّى الأزهر لمثل هذه التصرّفات اللاإنسانية مع معرفتهم بعظيم منزلته التى يتبوأها فى قلوب المسلمين، لذلك أخذوا يكيلون له الاتهامات بألسنة حدادٍ للنيل من شيوخه وكبار علمائه المشهود لهم بالوسطية والنزاهة والاعتدال، قاصدينَ من وراء ذلك التستّر على جرائمهم التى لا تخفى على ذى لبّ. وأنا لا أستبعد أن يكون للشيعة يد فى الهجمات التى يتعرّض لها الأزهر والشيخ «الطيب».