طلقها زوجها.. وقررت العمل من أجل توفير سبل العيش لها ولأطفالها الخمسة، لم تجد عملًا سوى تلميع الأحذية في منطقة المهندسين، ولم يكن لديها فرصة للاختيار، حيث رؤيتها لأطفالها الذين تخلى عنهم والدهم، وعن مسؤوليته تجاههم، جعلتها تأخذ قرارًا بتربية أبنائها تربية مثالية، كي تحميهم من غدر الأيام التي تنتظرهم. آمال حسن جابر أبو الدهب، والبالغة من عمرها 54 عامًا، واجهت الصعوبات وقررت تعليم أبنائها، ولم تفكر يومًا رغم ضيق الحال وبساطة مهنتها، التي لا توفر لها سوى القليل من العيش. لم تجبر أبناءها على العمل لمساعدتها على المعيشة، أو تتركهم ليتسولوا في شوارع القاهرة، فقد قررت ما هو أصعب متحديةً كل الظروف، فمنذ أن طلقت أخذت على نفسها عهدًا بأن تجعل من أبنائها الخمسة، فخرًا لها أمام غدر زوجها، رغم سوء الحال وقلة ذات اليد. استطاعت الأم التي لم تحصل على حظها من التعليم، أن تربي خمسة أبناء، حصلوا على أعلى شهادات ومؤهلات، فابنتها الكبرى حصلت على بكالوريوس تمريض وتعمل في إحد المستشفيات، والابن الثاني حاصل على بكالوريوس هندسة، والابن الثالث طالب بكلية سياحة وفنادق، والابن الرابع طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والابن الخامس طالب بالصف الأول الثانوي. ولم تقنع طموحات الأم بهذه النجاحات، والتي لم يستطعن كثير من الأمهات المتزوجات، بالرغم من ارتفاع مستوى معيشتهن، وأن يحققن نصف ما حققته، بل قررت أيضًا أن تسترد حقها في التعليم، وتلتحق بجامعة التعليم المفتوح، بكلية الخدمة الاجتماعية، وهي الآن طالبة بالمستوى الثاني.