سلطت وكالة أنباء «أسوشييتدبرس» الأمريكية، أمس، الضوء على انقسام تنظيم الإخوان فى الأردن رسمياً بعد 70 عاماً. وقالت الوكالة الأمريكية إن الانقسام قائم على الخلافات الفكرية القائمة منذ فترة طويلة، وكذلك على محاولة الحكومة الأردنية لزيادة إضعاف ما كانت يوماً جماعة المعارضة الرئيسية فى البلاد. وأضافت الوكالة: «يوجه الانقسام ضربة جديدة لجماعة الإخوان المنتشرة فى أنحاء المنطقة، والتى حظرها الحلفاء المقربون للأردن، مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، واعتبروها جماعة إرهابية». ويُعرّف الفرع الجديد للإخوان فى الأردن، الذى حصل على رخصة بالعمل، نفسه على أنه جماعة أردنية خالصة، قائلاً إنه «قطع علاقاته مع الجماعة الإقليمية لتجنب وصفه بالتشدد». وقال زعيم الجماعة الجديدة عبدالمجيد ذنيبات، ل«أسوشيتدبرس»: «ساورنا القلق أن نُعتبر جماعة إرهابية إذا ظللنا فرعاً من منظمة صُنفت كجماعة إرهابية»، فيما قال مراد العضايلة، المتحدث باسم الفصيل الرئيسى لإخوان الأردن، إن «هذه جماعة يرعاها النظام»، فى إشارة إلى جميعة الإخوان التى أسسها القيادات المفصولة من الجماعة الشهر الحالى. وتابعت الوكالة: «فى وقت لا يزال فيه وضع الفصيل الثانى غير واضح، قال مسئول حكومى إن الجماعة التى يرأسها ذنيبات مسجلة لدى السلطات، بينما الفصيل الآخر لم يصحح وضعه»، مشيراً إلى أن «هذا الفصيل الأول بات فى وضع ضعيف إلى حد بعيد». وقالت «أسوشييتدبرس»: «من غير الواضح ما إذا كانت السلطات الأردنية ستحظر فى نهاية المطاف الجماعة الأصلية المتجذرة فى المجتمع الأردنى عن طريق نظام الخدمات الاجتماعية التى تقدمها. وثمة بعض الدلائل على حملة على الجماعة فى الشهور الأخيرة، ومنها اعتقالات لنحو 25 ناشطاً والحكم على الرجل الثانى فى الجماعة زكى بن أرشيد بالسجن 18 شهراً لانتقاده الإمارات». وفى اتصال ل«الوطن» قال أمين عام الحزب الشيوعى الأردنى الدكتور منير الحمارنة إن «الانقسام الحادث للإخوان فى الأردن يؤكد أن جماعة الإخوان ككل بحاجة إلى مراجعة شاملة لكل أفكارها فى إطار التطورات التى تواجه الجماعة فى مصر وتونس وليبيا والإمارات وغيرها». وأضاف السياسى الأردنى أن «ما حدث داخل جماعة الإخوان فى الأردن يأخذ طابع الانشقاق وليس المراجعة للأفكار، فالخلاف مع طرف يرى أنه كان لا بد من إعادة النظر فى الترخيص القانونى للجماعة الذى يربطها بالجماعة الأم فى مصر، وأنه كان يجب إعادة تعديله فى إطار القوانين الجديدة فى الدولة، هناك اختلافات فكرية بين الطرفين لكنها لا تمس القضايا الفكرية للجماعة التى هى بحاجة إلى مراجعة فى ظل التطورات الجارية». بعد حدوث بضع حالات انتحار علنية فى الآونة الأخيرة، تزايدت الأقاويل التى ترى ازدياد معدل الانتحار فى مصر، وأرجعت هذه الزيادة إلى النظام السياسى القائم والبطالة وغيرها. لكننا هنا نرصد حالات الانتحار الفعلية التى حدثت بالقاهرة والجيزة خلال عام 2014 لنقارنها بالمعدلات العالمية، لنرى حجم المشكلة الحقيقية، وهل هى تمثل ظاهرة أم لا؟ عالمياً تشير الإحصائيات إلى حدوث حالة انتحار كل 40 ثانية على مستوى العالم، وبمعدل يصل إلى حوالى مليون منتحر سنوياً، ويمثل الانتحار السبب الثامن لوفاة الذكور، والسبب التاسع لوفاة الإناث، بينما يمثل الانتحار السبب الثالث لوفاة الأشخاص الذين يتراوح أعمارهم بين 15 و44 سنة. وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن هناك أسباباً كثيرة للانتحار، أهمها الاكتئاب وإدمان المخدرات والأمراض المزمنة والإعاقات الجسمية ويزيد معدل الانتحار بين العاطلين والمتقاعدين والمطلقين، الذين يعيشون بمفردهم والشواذ جنسياً. ومن أهم أسباب الانتحار فى مصر، طبقاً لظروف الحالات التى عرضت علينا، الاكتئاب التالى للفشل فى التعليم أو العلاقات العاطفية أو العمل. وتصل معدلات الانتحار لكل مائة ألف نسمة إلى 34 حالة انتحار فى روسيا، و24 حالة فى اليابان، و12 حالة فى أمريكا والسويد وألمانيا، بينما كانت حالات الانتحار التى وردت إلى مشرحة زينهم من محافظتى القاهرة والجيزة خلال عام 2014 ثلاثة وستين حالة أى بمتوسط حوالى 4 حالات لكل مليون نسمة، على حسب إحصائية التعداد السكانى الرسمى للقاهرة والجيزة الذى بلغ 16 مليون نسمة، وهو يقل عن نصف فى المائة لكل مائة ألف نسمة، وهى نسبة متدنية جداً، مقارنة بالإحصائيات العالمية السابق ذكرها. كانت حالات الانتحار شنقاً تمثل 38 حالة، 29 للذكور، 9 للإناث، وجاء فى المرتبة الثانية، الانتحار بالمبيدات الحشرية والعقاقير، 9 حالات، 3 للذكور و6 للإناث، والمرتبة الثالثة السقوط من أعلى، 5 حالات، 2 للذكور و3 للإناث، ثم الغرق، 5 حالات، 2 للذكور و3 للإناث، والمرتبة الرابعة هى الطلق النارى، 3 حالات للذكور، وجاءت الحروق فى المرتبة الخامسة والأخيرة، 3 حالات وجميعها من الإناث. ومن وجهة نظرى يرجع تدنى معدل الانتحار فى مصر إلى أسلوب العلاقات الاجتماعية للشعب المصرى الذى يواسى بعضه البعض فى الأزمات، وقدرة هذا الشعب الهائلة على التحمّل، والتحدث مع الآخرين بسهولة عن المشاكل الشخصية، مما يعد تفريغاً لشحنة الاكتئاب أو الفشل، وهو ما يكون بمثابة العلاج النفسى للهموم التى يعانى منها الشخص. هذه الإحصائيات والأرقام تؤكد مدى تماسك وقوة وتديّن الشعب المصرى وترد على الشائعات المغرضة التى تستغل حالات الانتحار العلنية القليلة لتصورها وكأنها ظاهرة شائعة، ونسأل الله أن يمتعنا جميعاً بالسلامة النفسية والعقلية.