تأثيرات تغير المناخ على الطاقة في أوروبا.. انقطاع الكهرباء وترشيد الاستهلاك

تشهد دول أوروبا موجة حر شديدة؛ تسببت في حرائق غابات، ومقتل عشرات الأشخاص، وإصابات عشرات الجرحى، وتشرد آلاف الأشخاص، كما تسببت في أزمات كهرباء وطاقة.
صقلية.. انقطاع كهرباء وحرائق غابات
مئات الآلاف من السكان والسياح في جزيرة صقلية، تُركوا بدون كهرباء لعدة أيام، فضلا عن اندلاع حرائق غابات في الجزيرة ذاتية الحكم، بحسب ما ذكرته شبكة «ذا مسنجرأون ستيم».
وتواجه أجزاء من الجزيرة، بما في ذلك مدن مثل سيراكيوز وكاتانيا وإتنا، انقطاع التيار الكهربائي المتداول، الذي أثر بدوره على إمدادات المياه الخاصة بهم، كما أفاد مسؤول محلي بالجزيرة، بأن «المنطقة كانت تخبز تحت حرارة شديدة لعدة أيام متتالية، دون راحة في الأفق».
ويؤثر انقطاع التيار الكهربائي على قدرة رجال الإطفاء على أداء وظائفهم، مما يجعل السكان المسنين والمرضى أكثر عرضة للخطر.
وقال ماسيميليانو روسو، مسؤول في كاتانيا، ل«ميل أونلاين»: «الوضع صعب للغاية وكبار السن يعانون كثيرا، حتى المطاعم أجبرت على الإغلاق بسبب نقص الكهرباء، وفي الوقت الحاضر، لم يتم اتخاذ أي إجراء كبير لمساعدة المدينة».
وتسببت الحرارة في ارتفاع درجة حرارة الأسفلت إلى 122 درجة فهرنهايت في بعض الأماكن، مما أدى إلى ذوبان كابلات الطاقة تحت الأرض.
وقال رئيس بلدية سيراكيوز، فرانشيسكو إيطاليا، لصحيفة «لا صقلية» إن مئات الفنيين يعملون على إصلاح المشكلة وتركيب كابلات جديدة بعد أن اعتقدوا أن انقطاع التيار الكهربائي نتج عن «الحمل الكهربائي المفرط». وطلبت إيطاليا من «القوات المتطوعة أن تكون قادرة على دعم المواطنين الهشين في حالة الحاجة».
إسبانيا.. ظواهر جوية متطرفة
إسبانيا، البلد الذي لديه سوق وبنية تحتية متنوعة للطاقة، ليس استثناءً من هذا الاتجاه، إذ أصبحت آثار تغير المناخ على سوق الطاقة والبنية التحتية في إسبانيا واضحة بشكل متزايد، مع وجود آثار كبيرة على أمن الطاقة في البلاد، والنمو الاقتصادي، والاستدامة البيئية، بحسب ما ذكره موقع «إنيرجي باترول».
أحد أبرز تأثيرات تغير المناخ على الطاقة في إسبانيا، هو زيادة تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل موجات الحر والجفاف والعواصف، ويمكن لهذه الأحداث أن تعطل إنتاج الطاقة ونقلها وتوزيعها، مما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار الطاقة وزيادة التكاليف للمستهلكين والشركات.
ونتيجة أخرى لتغير المناخ في سوق الطاقة في إسبانيا؛ الطلب المتزايد على خدمات التبريد، لا سيما خلال أشهر الصيف الحارة، مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة بسبب الاحتباس الحراري، ومن المتوقع أن تزداد الحاجة إلى تكييف الهواء والتبريد بشكل كبير، مما يضع ضغطًا إضافيًا على شبكة الكهرباء ويزيد من استهلاك الطاقة.
وهذا بدوره قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الكهرباء وزيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد، مما يقوض جهود إسبانيا للانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون وتحقيق أهدافها المتعلقة بالمناخ والطاقة.
اليونان.. توجيهات حكومية بترشيد الطاقة
يواجه نظام الطاقة اليوناني تحديًا مستمرًا بسبب موجات الحر المتتالية وحرائق الغابات منذ بداية يوليو، وعلى الرغم من ذلك، ذكرت المنظمة أنها استجابت للتحدي بنجاح مطلق، وكفلت استمرار تشغيل النظام.
وشكلت فترات بعد الظهر الصيفية أصعب الأوقات لحماية نظام الكهرباء من انقطاع التيار الكهربائي في اليونان.
وشجعت وزارة البيئة والطاقة اليونانية، مستهلكي الكهرباء على استخدام كهرباء الشبكة بشكل أساسي بين الساعة 2 بعد الظهر، و 6 مساءً عندما يكون حقن الطاقة الشمسية في الشبكة وفيرًا، كما نصحت الوزارة اليونانيين بتجنب الأنشطة كثيفة الطاقة مثل الغسيل أثناء الليل، عندما لا تعمل حدائق الطاقة الشمسية.