عندما يرى رب الأسرة والأب أن الأسرة وكيانها بل ووجودها مهددة بمخاطر جسيمة من جهات خارجية (خارج الأسرة) ومن جهات داخل الأسرة ويكتفى بإبلاغ الأسرة دوماً بأن هناك أخطاراً من خارج الأسرة وداخلها تهدد أمن واستقرار ووجود الأسرة، فمما لا شك فيه أن هذا لا يكفى، وأن سلوك رب الأسرة هذا يشوبه كثير من التقصير فى حق الأسرة وفى الدفاع عن كيانها واستقرارها ووجودها.. إذ إن من صميم واجبه، خاصة وهو العالم ببواطن وخفايا الأمور، أن يُطلع أفراد الأسرة جميعهم على المؤامرات التى تحاك وعلى الجهات التى تتربص شراً بالأسرة كى يأخذوا حذرهم وكى يقاوموا معه ويحاربوا معه جهات معلومة ومؤامرات قام رب الأسرة بتوضيح مخططاتها ومخاطرها لهم. وهذا ما ينطبق على حالنا، خاصة بعد ثورة 30 يونيو 2013، وكذلك منذ ثورة 25 يناير 2011.. فنحن نسمع من وسائل الإعلام ومن تلميحات المسئولين أن مصر والمنطقة العربية تتعرض لمؤامرة أمريكية إسرائيلية غربية لشرذمتها وتقسيمها بما يتوافق مع وجهة نظر المصالح الأمريكيةوالغربية ومع مصالح إسرائيل وأمنها القومى، وبما هو تدمير وإضعاف للدول العربية لحد الوهن والشرذمة. نسمع عن نظرية الفوضى الخلاقة فى دول الشرق الأوسط لصاحبتها «كونداليزا رايس» التى دخلت إلى حيّز التنفيذ مع بدايات ما سمته وأطلقت عليه الصحف الغربية «الربيع العربى».. نسمع عن مخطط تقسيم مصر وعن مخطط تقسيم السعودية وجميع الدول العربية لدويلات متناهية الصغر والضعف.. نسمع، خاصة بعد ثورة 25 يناير 2011 وخاصة أكثر بعد ثورة 30 يونيو 2013، عن مخططات أمريكية غربية لإنهاك الاقتصاد المصرى وإنهاك وإضعاف الجيش المصرى.. وشاهدنا ولامسنا على أرض الواقع كيف استطاعت المؤامرات الأمريكيةوالغربية والإسرائيلية القضاء تماماً على الجيش العراقى الذى كان قبيل مؤامراتهم واحداً من أقوى الجيوش فى منطقة الشرق الأوسط، وكيف يتم تنفيذ المؤامرات والمخططات الأمريكيةوالغربية الشيطانية على أرض الواقع فى العراق وليبيا وسوريا واليمن وسيناء.. هذا غير أننا نمنا ذات ليلة واستيقظنا فى صباح اليوم التالى لنفاجأ بوجود ما يسمى «تنظيم داعش والدولة الإسلامية فى سورياوالعراق وجيشها»!! ولا نعلم حتى الآن كيف ومتى أنشئ هذا التنظيم القوى ومن يقف خلفه داعماً فى الخفاء! هذا بخلاف أن العديد من الصحف المصرية ومنها جريدة «الوطن وبعض الصحف القومية» نشرت مرات عديدة وعلى فترات متفرقة نقلاً عن جهات سيادية ومصادر من الحكومة المصرية أن جهات سيادية مصرية رصدت العديد من الاجتماعات فى مدن ألمانية وتركية لرؤساء مخابرات أمريكا وألمانيا وإسرائيل وتركيا وبريطانيا وقطر ودول غربية أخرى تجتمع بصورة شبه دورية لوضع وتحديث الخطط التى من أبرز أهدافها إنهاك الجيش المصرى والقضاء عليه وكذلك إلهاب المنطقة بصراعات دموية فى كافة الأقطار العربية.. وكذلك نتابع الأخبار المتناثرة فى الصحف والإعلام المصرى والعربى عن ضلوع قطر وتركيا، بدعم أمريكى غربى إسرائيلى، فى دعم المنظمات والميليشيات الإرهابية فى سيناء وليبيا ودعمهم الخفى لجيش داعش وميليشيات مسلحة أصبحت منتشرة فى أرجاء مصر وأرجاء الوطن العربى.. وكذلك نسمع ونطالع فى الصحف ووسائل الإعلام عن دور جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها الإقليمى والعالمى فى إشعال الخراب وإلهاب المنطقة ومصر خاصة فى حروب أهلية.. وكذلك عن تحالف الإخوان المسلمين وأمريكا والغرب وإسرائيل فى إفشال مصر وإنهاك الجيش المصرى وإضعافه والقضاء عليه «بما أنه أصبح الجيش النظامى القوى العربى الوحيد». والمطلوب منك، يا سيدى الرئيس، بما أنك رب الأسرة المصرية، وبما أن أمامك كل المعلومات وكل الملفات وكل ما تجمّع لدى المخابرات المصرية عن المؤامرة الكبرى ضد مصر وضد الدول العربية، أن تصارحنا وأن تُطلعنا على أبعاد هذه المؤامرة التى تكاد تعصف بنا.. من حقنا عليك ومن واجبك تجاهنا، ونحن كشعب مصرى جميعاً جنود مجندون لحماية مصر وأمنها القومى ووجودها وحاضرها ومستقبلها، أن تصارحنا بحقيقة وأبعاد الدور الأمريكى ودور المخابرات الأمريكية فى مصر والمنطقة.. أن تصارحنا بحقيقة وأبعاد الدور التركى والدور القطرى فى دعم الإرهاب الذى يهدد أمننا ووجودنا.. أن تصارحنا بخفايا دور هذه الدول ومخابراتها وأجهزتها الإعلامية.. أن تصارحنا بأبعاد وخفايا الدور الإسرائيلى ودور مخابرات الدول الغربية وما لديك ولدى أجهزتك العملاقة والنشطة والجديرة بالاحترام من معلومات موثقة عما تبذله هذه الدول وأجهزتها المخابراتية من نشاط مكثف فى مصر وفى المنطقة لتنفيذ مخططاتها الشيطانية، وكذلك عما يقوم به التنظيم العالمى لجماعة الإخوان المسلمين من خدمات جليلة لهذه الأنظمة طمعاً فى السلطة. سيدى الرئيس.. كلنا نعلم أنه لا إسلام ولا دين يأمر بما تقترفه أيادى جيش داعش والميليشيات الداعمة له وما يسمى «تنظيم أنصار بيت المقدس» من جرائم تقشعر لها الأبدان.. فمن يقف وراء هؤلاء، ومن يمدهم بالمال والسلاح، ومن غيبهم عقلياً وعقائدياً ووجدانياً وإنسانياً؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ وكيف تتضافر جهود الشعب والجيش لحماية أمن وأمان ووجود مصر وشعبها والكيان العربى ووجوده.. لسنا بعيداً عما يحدث فى سورياوالعراق واليمن وليبيا.. لسنا بعيدين عما يحدث فى سيناء وشوارع القاهرة التى كانت آمنة وأصبحت، هى وشوارع جميع المدن المصرية، قابلة للتفخيخ والتفجيرات فى أى لحظة.. نريد منك يا سيدى الرئيس ظهوراً إعلامياً لمدة ساعتين أو ثلاث تكشف لنا أبعاد المؤامرة.. أبعاد الدور الأمريكى، وأبعاد الدور الغربى، والدور القطرى والدور التركى ودور الإخوان المسلمين وجماعتهم، وكذلك الدور الإسرائيلى، وأى دور لأى جهة أخرى.. نريد ذلك حماية لمصر بأن يعلم الجميع شعباً وجيشاً مبلغ حجم هذه المؤامرة المدمرة التى تحيق بنا وكادت تؤتى ثمارها.. نريد أن نعرف كيف أصبحت جميع الشعوب العربية فى لهيب النار، وأمنها وأمانها ووجودها مهددة للغاية، بينما دولة إسرائيل تكاد تكون هى الدولة الوحيدة الأكثر أمناً وأماناً وطمأنينة فى المنطقة.. نعم يا سيدى، فبنظرة خاطفة وكذلك متفحصة لجميع دول المنطقة سنجد ما يحدث فى العراق وما يحدث فى ليبيا وسوريا واليمن ومصر ولهيب البركان الذى يكاد ينفجر فى دول الخليج والثروات، العربية التى تُبتز وتُنهب بينما هى دولة واحدة التى تنعم بالاستقرار والأمان فى المنطقة وهى إسرائيل المنهمكة فى تقوية جيشها واقتصادها ومجتمعها وتعليمها وبحثها العلمى، بينما نحن منهمكون ومنهكون فى الدفاع عن أمننا بل فى الدفاع عن وجودنا، حتى أكاد أوقن أننا ذات يوم قريب سنفاجأ بأننا نستيقظ من النوم لنجد أنفسنا أقزاماً متشرذمين أمام دولة إسرائيل العظمى. صارحنا بكل أبعاد المؤامرة، وبكل ما لديك ولدى أجهزتك من معلومات موثقة حتى نكون جميعاً تسعين مليون جندى مدافعين عن أمن وأمان ووجود مصر والشعوب العربية.. صارحنا قبل أن يفوت الأوان، فالمصارحة بحجم المخاطر ستزيدنا قوة وتصميماً وعزماً على سحق هذه المخاطر وهذه المؤامرة الكبرى التى تهدد وجودنا.. فلا يجب ولا هو مستحب ولا مطلوب أن نعيش هذه المرحلة الفارقة فى وجود أوطاننا فى حالة من الضبابية المعلوماتية.. فمعرفة حجم الخطر بالتأكيد تشحذ العزائم.. وبما أننا نعيش للأسف زمن الفتنة الكبرى فنسأل الله أن يقيناً وذريتنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.. وفى انتظار لقاء المصارحة منك يا سيدى الرئيس أنا والشعب المصرى مؤمنون بأنك شديد الإخلاص والحب لتراب هذا البلد وحريص للغاية على تكاتف جميع فئات الشعب المصرى أيديهم فى يديك من أجل مستقبل مصر، من أجل الحرص على وجود مصر.. والله سبحانه وتعالى من وراء القصد..