وجه قمحى يعلوه شعر فضى مسترسل، عين ثاقبة تشير إلى ذكاء حاد، ويد تحمل عشرات الأوراق والصور التاريخية التى تثبت حقه وحق أسرته فى ورث جده عمر مكرم مؤسس نقابة الأشراف، وقائد الحركة الوطنية ضد الحملة الفرنسية، الذى نفاه محمد على لينفرد بالحكم، يفخر اللواء محمد صالح مكرم، أحد كبار أحفاد عمر مكرم، بجده، وهو صاحب ذاكرة حديدية وقدرات بحثية كبيرة أهلته لتأليف عدد من الكتب والموسوعات التاريخية. «جدى كان عنده 4 بنات و5 أشقاء، تميزوا جميعاً بالثراء الفاحش، وأصل الأسرة من أراضى الحجاز لأنها أتت مع عمرو بن العاص أثناء فتح مصر، وينتمى نسبها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم».. قال «مكرم الحفيد»، وهو واحد من حوالى 1500 وريث. وتذكر طرفة: عندما فتحوا ملف الورث وطلبوا من أفراد الأسرة تفويضاً لأحد أبناء العائلة ويدعى «عصمت مصطفى» فوجئوا بتقدم 10 آلاف شخص للحصول على الميراث، وللتغلب على العدد الكبير قرروا تقسيم الأموال على الرؤوس الكبيرة إذا حصلوا على أملاكهم من الحكومة، فعشرات العقارات والأراضى تحت يد وزارة الأوقاف حتى الآن، حسب قوله، ويذهب ريعها كحوافز لموظفى الأوقاف رغم حصول ورثة مكرم على أحكام قضائية نهائية بأحقيتهم فى هذه الأملاك. «صالح»، 70 عاماً، قال إنه حتى عام 1970، كان والده «صالح مكرم» وبمعاونة المخرج «جمال مدكور»، يديران هذا الوقف لصالح الورثة، وكان الريع كبيراً جداً لكثرة الأملاك وتنوعها، ورغم تقييم الوقف بأكثر من نصف مليار جنيه فإن الورثة يعيشون تحت خط الفقر: «رفعت مئات الشكاوى لجميع الجهات المسئولة منذ عام 2000 وحتى الآن، وعرضت شخصيات نافذة التوسط نظير 30% من الوقف، لكننا رفضنا». «حصلنا على حكم قضائى باسترداد عقار مؤجر لوزارة التربية والتعليم منذ عام 1935، غير أن الوزارة امتنعت عن التنفيذ».. قال «صالح»، وأوضح أن الورث الذى يبحثون عنه منذ سنوات عبارة عن 366 منزلاً فى القاهرة وقطعة أرض فى درب «الأتراك» خلف الأزهر وحوالى 12 وكالة فى الفحامية بالغورية، مع قطع أراض كثيرة فى المحافظات: «الأوقاف قالت إن الريع لا يكفى الصرف على الخيرات، وبالتالى سيحول كله إلى المنفعة العامة رغم أن عمر مكرم تبرع بقصره للأزهر». والد «صالح» كان مهندساً معمارياً وأحد قادة مجلس قيادة الثورة، هو المدنى الوحيد فى المجلس، اختاره عبدالناصر لدوره الكبير فى إنشاء خلايا الأحرار المسلحين فى حرب 1948: «والدى بنى برج القاهرة وطور فيلا جمال عبدالناصر ولم يتقاض أى مليم لأنه كان يحصل على مرتب شهرى من مجلس قيادة الثورة». وكان «صالح» قد رفع قضية لاسترداد مسجد «عمر مكرم» من الحكومة بعد أن أقامت فيه دار مناسبات تدر دخلاً شهرياً يزيد على مليونى جنيه، لكن حسنى مبارك اتهمه وقتها بالجنون، حسب قوله، ثم حاول ترضية الأسرة بإنشاء تمثال لعمر مكرم أمام المسجد عام 2005. شارك اللواء أركان حرب «صالح مكرم» فى حرب أكتوبر لكنه يرفض لقب «البطل» الذى يرى أنه من المفترض أن يقتصر على الشهداء والمصابين من أبناء القوات المسلحة والشرطة وأبناء الوطن.