طوال 14 عاماً ظل عصمت مصطفى من مقر إقامته فى شقة متواضعة فى الحى الثامن فى مدينة نصر، ينتظر ميراثه وميراث عائلته بأكملها كمفوض من العائلة لإعادة حقها. إذا سألته عن نفسه يقول: «أنا الشريف عصمت ابن الشريف مصطفى ابن الشريف محمد حسين الحكيم ابن الشريفة زينب الملقبة بأمان بنت عمر مكرم نقيب الأشراف الأسبق». 1500 وريث عينوا الحاج عصمت ناظراً للعائلة ومفوضاً للحصول على حقوقهم المقتنعين بأن وزارة الأوقاف حرمتهم منها، ومن يومها يعتبر عصمت حصوله على ميراثه وميراث عائلته الهم الأكبر، خاصة أن زوجته الحاجة زينب هى أحد أفراد العائلة. عشرات المستندات يحتفظ بها عصمت فى حوزته، ويحفظها عن ظهر قلب بكل تفاصيلها، خصوصاً نص وصية عمر مكرم التى تنص على صرف 2.6% من الميراث على الخيرات، ويخصص الباقى لذريته جيلاً بعد جيل. الفرق بين وصية عمر مكرم وأى وصية هو طول السنوات التى قضاها الورثة فى محاولة لتنفيذها، يقول عصمت: الأوقاف قالت إن الريع لا يكفى الصرف على الخيرات، وبالتالى سيحول كله إلى المنفعة العامة، رغم أن عمر مكرم تبرع بقصره للأزهر ولم نتكلم وكان جزاؤنا حرماننا من ميراثنا كله.. وهذا حرام. أرسل عصمت نداء إلى جميع أفراد عائلته فى صحيفة قومية، معلنا نفسه ناظرا للعائلة ومتحدثاً باسمها لحين الحصول على الميراث، حيث قرر أن يكمل مسيرة والده الشريف مصطفى فى الحصول على حقه، ولكثرة التليفونات التى تلقاها كان رده على الجميع: هات مستنداتك وإعلام الوراثة وتعالى: ومن بين آلاف المتصلين ثبت ل«عصمت» وجود 756 وريثاً أصبحوا الآن 1500 وجميعهم يملك أوراقاً تثبت أحقيتهم فى الميراث. يقول عصمت: «كنت مابانمش وسافرت كل بلد لينا فيها فرع للعائلة وماسبتش لا دار محفوظات ولا كبير فى العائلة، وراسلت الوزارات وحتى الرئيس جمال عبدالناصر أمر لنا بحقنا سنة 1952 لكن برضه ماخدناش حاجة». ويواصل: «رفعت دعوى وحصلت على حكم سنة 1966 يقضى لنا باستلام ورثنا.. وبرضه الأوقاف رفضت تدينا حقنا ورجعوا تانى يقولوا الريع لا يكفى الخيرات». منذ عام 1966 وحتى 1995 فقد عصمت وأفراد عائلته الأمل فى الحصول على حقهم، حتى سجلت آمال فهمى حلقة سنة 1995 مع أحفاد عمر مكرم، طالبوا خلالها بحقهم، وعاد الحماس مرة أخرى إلى عصمت وبدأ رحلة بحث جديدة قال فى نهايتها: «من 1995 لحد النهارده دخلت الحميات 4 مرات وعملت المرارة وجالى الضغط والسكر ولسه ماخدتش حاجة، فرفعت دعوى تانى سنة 1997 وأخدت حكم تانى سنة 2007 لكن القاضى وقف الدعوى وأحالها للمحكمة الدستورية العليا». الورث الذى يسعى إليه عصمت وعائلته عبارة عن 366 منزلاً فى القاهرة وقطعة أرض فى درب «الأتراك» خلف الأزهر وحوالى 12 وكالة فى الفحامية بالغورية، وأمام هذه الأملاك لا يجد عصمت مبرراً للحالة التى تعيشها العائلة ولذا تساءل: «هل يعقل أن يعيش بعض أصحاب هذه الثروة فى القبور أو يعمل فى البيوت أو يموت وهو مش معاه 100 جنيه من الورث، هو دا جزاء عمر مكرم؟».