خبراء: زيارة رئيس الوزراء الياباني لمصر تدعم توطين الصناعة وزيادة الاستثمار

يبدأ رئيس الوزراء اليابانى، فوميو كيشيدا، جولة أفريقية بزيارة مصر، فى إطار جهود البلدين المستمرة لتحقيق التعاون والتنمية المستدامة على المستويين الدولى والإقليمى. وتمتد جولة «كيشيدا» فى أفريقيا حتى بداية شهر مايو المقبل، حيث سيزور «غانا» و«كينيا» و«موزمبيق»، فيما تعد زيارته للقاهرة أولى محطات جولته فى الشرق الأوسط وأفريقيا كونها شريكاً مهماً ل«طوكيو»، ولاعباً أساسياً فى دعم استقرار المنطقة. وتشمل الزيارة إجراء مباحثات مع كبار المسئولين، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين على مختلف المستويات، ومن بينها التعاون الاقتصادى بمجالات الطاقة المتجددة والزراعة والغذاء والتعليم والبنية التحتية والسياحة.
«بدر»: «طوكيو» ترغب في تعميق علاقاتها مع أفريقيا لحصار التمدد الصيني في القارة
ويقول الدكتور منجى بدر، الخبير الاقتصادى، إنَّ زيارة رئيس وزراء اليابان لمصر فى هذا التوقيت تأتى فى ظل تغيرات دولية وإقليمية كبيرة حيث بدأت بوادر نظام عالمى متعدد الأقطاب جديد، وأيضاً رغبة اليابان فى تعميق علاقاتها مع أفريقيا التى تمثل المستقبل فى مجال التنمية الاقتصادية وأيضاً فى مجال توافر الموارد الطبيعية، وتأتى الزيارة فى إطار التنافس اليابانى الصينى على الاستحواذ على السوق الأفريقية، حيث إنَّ القاهرة دوماً بوابة رئيسية للشرق الأوسط وأفريقيا.
وأضاف «بدر» ل«الوطن»، أنَّ العلاقات بين مصر واليابان تتنوع بعدة مجالات، وتعتبر جيدة نظراً لأنه منذ 1922 بدأت العلاقات بين البلدين بتبادل مكاتب القنصليات بالبلدين، وهى علاقات متشعبة وليست اقتصادية فقط، فهناك تبادل ثقافى وتبادل منح وأكثر من مجال. كما أشار إلى المستوى الإقليمى القارى للعلاقات، حيث أسهمت مصر بآخر اجتماعات منتدى الأعمال اليابانى الأفريقى، بوفد رفيع المستوى، كما يتبادل الجانبان الزيارات الثنائية، حيث أسفر ذلك عن زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين ليصل إلى 1٫5 مليار دولار أمريكى بنهاية 2022، فيما أنَّ الميزان التجارى فى صالح اليابان. وتابع «بعض الشركات اليابانية تستثمر فى مصر والتى بلغ عددها ما يزيد على 107 شركات يابانية، كما أنَّ أكثر من 1100 مواطن يابانى مقيمون فى مصر، إضافة إلى تبادل برامج الحوار بين القاهرة وطوكيو».
وعدَّد «بدر» أهم صادرات مصر لليابان التى تتمثل فى «المنسوجات» و«السلع الزراعية» وبعض منتجات «السليكا» المهمة لتصنيع الزجاج، فيما تعد «السيارات» و«الرافعات» وبعض أنواع التوربينات واللوادر أهم واردات مصر، بجانب بعض السلع البيضاء المستخدمة فى المنازل مثل «الثلاجات» و«التكييفات».
وقال إن الشركات اليابانية العاملة فى مصر تعمل بمجالات الصناعات الهندسية والمعدنية وصناعة السيارات والأدوية والمنتجات الغذائية وتكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى الاستثمار بمجال «الخدمات المالية»، كذلك يستثمر الجانب اليابانى فى المنطقة الاقتصادية بقناة السويس، وحديثاً تم الاتفاق على إنشاء مجمع يابانى للصناعات على مساحة 20 ألف متر مربع باستثمارات مباشرة بلغت 10 ملايين دولار لإنتاج مستلزمات التعقيم ما سيوفر فى أغلب التقديرات نحو 1٫500 فرصة عمل.
«العمدة»: التعاون الاقتصادي ركيزة أساسية لمد الجسور بين البلدين
من جهته، قال الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد السياسى، إنَّ العلاقات بين مصر واليابان ترتكز على العديد من المحاور المهمة، فيما يعد التعاون الاقتصادى ركيزة أساسية لمد الجسور بين البلدين، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بينهما 1٫5 مليار دولار لعام 2021، وبلغ حجم صادرات مصر لليابان نحو 450 مليون دولار مقابل واردات بمليار دولار.
وأضاف «العمدة» أنَّ زيارة رئيس وزراء اليابان لمصر فى هذا التوقيت تدل على سعى البلدين لتأكيد العلاقات واهتمام «طوكيو» بتوطيد علاقتها بالقاهرة، فجاءت مصر أولى محطات الجولة اليابانية لأفريقيا.
كما لفت إلى اهتمام مصر بالدائرة الآسيوية وكذلك الأفريقية، والحضور المصرى البارز لندوة طوكيو الدولية حول التنمية فى أفريقيا «تيكاد»، ومصر كشريك تجارى تفضل الشريك الآسيوى عن الأوروبى لاهتمام «الآسيوى» بتقديم الدعم التكنولوجى لأفريقيا، «سخية بتقديم الدعم التكنولوجى».
ويرى أن اهتمام اليابان بأفريقيا مؤخراً ظهر فى صور شتى أهمها تقديم الدعم الفنى والتكنولوجى وتقديم المنح بالمجالات العلمية والتدريب والتعليم الأساسى والطاقة المتجددة وتكنولوجيا معالجة المياه ومعالجة مياه الصرف، بما يسهم فى دعم وتوطين صناعات مهمة لمصر خاصة بمجال التكنولوجيا قاطرة الصناعة فى العالم.