تمضى بين شوارع القاهرة القديمة ترى التحف الفنية تتلألأ جمالاً وإبداعاً بزخارفها المنمقة المنحوتة بدقة وإتقان من أيدى الحرفيين والصناع المهرة، مرت العصور وتعاقبت الأجيال وبقيت المهن التى تحمل من الفن الإسلامى ملامحه، هى الإرث الذى يحافظ على أسراره «أسطوات القاهرة»، يسيرون على درب أجدادهم ويخطفون الأنظار بما يصنعونه من قطع ساحرة تعددت مسمياتها وأنواعها، لكنها بقيت النبض الذى تفوح منه رائحة ما تبقى من «القاهرة الإسلامية». فهنا الأسطى الذى غزا الشيب رأسه وعكف على مواصلة مهنة أجداده فى صناعة المنابر، وعلى بُعد خطوات معدودة يجاوره آخر يدق على النحاس حتى يلين ويصنع منه «أهلّة المساجد»، وكلاهما يسبح فى «بحر الصنعة». «الوطن» التقت ب«أسطوات قاهرة المعز» داخل الورش التى يبدعون بداخلها ويصنعون بأناملهم ما يحلو لهم، فهى الملاذ الآمن التى يحتمون بجدرانها العتيقة من تقلبات الزمن، ويفتحون بحكاياتهم الأبواب حول الإبحار فى تاريخ الفن الإسلامى.