حزمة هائلة من المميزات التاريخية والتراثية والثقافية والجغرافية تجعل مركز قروي حجازة بمدينة قوص محافظة قنا من أهم المراكز القروية بمصر, بل تؤكد علي مدي الظلم الذي عانت ولازالت تعاني منه في عدم انفصالها كمدينة ومركز مستقل كقريناتها من القري الأخري التي انفصلت عن المدينة الأم قوص كمركزين مستقلين وهما قفط ونقادة, فمركز قروي حجازة له جناحان هما حجازة قبلي وبحري, ويحتضن بهما قري كثيرة منها, وتراثها متشعب لا ينحصر فقط في مباني عريقة وتاريخ ثري بل أيضا في انفراد رائع بأكبر تجمع للقبائل العربية قلما تجده في غيرها من المناطق الأخري سوي في قوص المدينة الأم, وتتميز قبائل حجازة بتوأمة غير مشهرة مع قريناتها في الدول العربية المختلفة خاصة الشهيرة بالجزيرة العربية والأكثرية ببلاد الحجاز, وحتي اسمها اكتسبته من كونها الممر الذي كان يسلكه موكب الحجيج من قوص التي كانت مركزا لتجمعهم وقلعة العلم وكعبة العلماء.. وتتأصل تحت سماء حجازة رابطة الوحدة الوطنية في أسمي معانيها, حيث يعيش المسيحيين إلي جانب المسلمين منزلين بحائط مشترك ربما يتصلان بطاقة( شباك) ينفذ منه كل منزل للآخر, تعد جسرا للمودة أكثر منها كدلالة لحفظ حق كل منزل في الجدار, وتمتاز حجازة بتفردها بالعديد من الحرف اليدوية المتوارثة عبر العصور, منها صناعة السجاد الصوف اليدوي بالنول, والفخار الأحمر, كما تبرز بها وتحتل القمة واحدة من أهم الحرف التراثية وهي المصنوعات الخشبية التي تخطت شهرتها حدود الوطن إلي العالم كله, وأهم ما يميزها دقة الصنعة ومتانتها وروعة وتنوع المنحوتات الأمر الذي أبهر العالم وخاصة الدول الأوربية والأمريكتين واستراليا, وتعد مدرسة متميزة ومتفردة في فنون النحت والحفر علي الخشب. يقول جميل بشير مدير مركز تدريب النحت علي الخشب بحجازة: هذا المركز أسسه الفرنسيان فرانسوا وفرير بيير أيون عام1987 في غرفة صغيرة بمسكنهما, وكانت فلسفته تعليم الأطفال والشباب حرفة النحت علي الخشب, وخاصة الأميين, ويعمل المركز من خلال جمعية الصعيد للتربية والتنمية بالظاهر بالقاهرة, وكان فرانسوا يقوم بتعليم الأطفال النحت في البداية علي الجبس كخامة سهلة لأنامل الأطفال, وحتي يكتسب الطفل خبرة تؤهله للنحت علي خشب السرسوع, فيكتسب مهارة خاصة يثقلها يوما بعد يوم, ليصبح هناك عشرات الفنانين المهرة الذين يقومون بتصميم التحف الفنية ونحتها وتقديمها في أروع صورة, والقطع الفنية التي يتباري فنانو المركز في ابداعها تعبر عن كل مراحل الحضارة المصرية, ونماذج من الحضارة الإسلامية, ونماذج بيئية, أيضا نماذج للحيوانات المنقرضة كالديناصورات, ونماذج للزراعة.. وعن معارض هذه الفنون الراقية يقول: كان أول معرض للمنتجات بالقاهرة من خلال جمعية الصعيد للتربية والتنمية, بالاشتراك مع مركز النسيج بأخميم وهو من المراكز التراثية المتميزة ذات شهرة عالمية, ثم انطلقنا بجهود نفس الجمعية.