أكد الدكتور فرانشيسكو بندارين نائب رئيس منظمة اليونسكو ورئيس مركز التراث العالمي ان المنظمة تفخر بتبني مشروع تطوير قرية حسن فتحي التي شيدها منذ ما يقرب من 06 عاما وتمثل نموذجا نال إعجاب كبار المعماريين والمهندسين في العالم كله وظل مدرسة استقي فيها المصممون والمعماريون هذا النوع من الفنون الي اعتبرها لعالم كله من أهم المشروعات في الهندسة المعمارية حيث تنبأ الرجل بالمستقبل وصمم تلك المباني الصحية وقليلة التكلفة والمتميزة من حيث التصميم المعماري المتفرد.. وقال ان اليونسكو رصد للمشروع 001 مليون دولار كميزانية أولية من أجل تنفيذ. وأشاد بندارين بدور الحكومة المصرية في تطوير مدينة الأقصر وتنميتها بما يتناسب مع امكاناتها كأعظم مدينة أثرية في العالم . وقال ان ماتم إنجازه من مشروعات ضخمة للحفاظ علي العديد من المواقع الأثرية والتراثية في المدينة ومن أهمها مشروع نقل سكان القرية الذين كانوا يقيمون فوق 239 مقبرة أثرية بالإضافة إلي مشروع تطوير الساحة الأمامية لمعابد الكرنك والقضاء علي العشوائيات التي كانت تحيط به وكذلك معبد الأقصر بالإضافة إلي الحدث الأهم والأضخم وهو إعادة كشف طريق الكباش الذي يعد أحد أهم الأحداث الثقافية والأثرية في العالم كله. ومن المنتظر ان يتم الانتهاء منه في نهاية هذا العام وسيفتتحه الرئيس مبارك في احتفالية عالمية. وقال رئيس مركز التراث العالمي ان منظمة اليونسكو تراقب عن كثب 3 مشروعات في الأقصر أهمها ما تقوم لمنظمة بإنشائه وتطوير قرية حسن فتحي شيخ المعماريين العالميين ويعتبر هو المشروع الأهم الذي نستهل به بدايات القرن الحالي نظرا للأهمية التاريخية والفنية والمعمارية للقرية. جاء ذلك أمس في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي لتطوير قرية حسن فتحي والذي أقيم بمكتبة مبارك الثقافية بالأقصر في إطار التعاون بين منظمة اليونسكو ومحافظة الأقصر ويستمر لمدة يومين.. شارك في المؤتمر الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر وأكثر من 04 عالما وخبيرا دوليا في مجال العمارة والفنون يمثلون معظم دول العالم المتقدم في هذا المجال. كما حضره لازار اليوندو رئيس وحدة افريقيا من مركز حماية التراث العالمي. وقال د. فرانشيسكو بندارين إن مشروع التطوير يشمل الحفاظ علي الموجود من منازل وخان ومسجد وترميم المنازل المتبقية وإزالة الأجزاء التي تم بناؤها بالأسمنت المسلح بعد إزالة البيوت الأصلية وهذه المنازل تمثل نغمة نشاز في سيمفوفية بديعة لها أثرها العظيم في العالم كله. وقال الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر ان خطة التطوير تشمل إنشاء أول مركز للحرف التراثية وتشمل الصناعات اليدوية التي تحتاج إلي مهارات فنية عالية وهذا المركز يمثل إضافة كبيرة للعالم كله حيث يقوم بتدريب الراغبين في تعلم الحرف اليدوية من مختلف دول العالم ويقوم اليونسكو بالاشتراك مع محافظة الأقصر في إعداد برامج التدريب عليها ومنها صناعات موجودة في الأقصر وأخري من دول العالم المختلفة مثل صناعة الخزف التي تشتهر بها المغرب أو الحفر بالخشب في باكستان والتطريز والحرير في بلاد الشام وصناعة الذهب التي تشتهر بها الأقصر وهي الألباستر والنقش علي الأحجار ونحت التماثيل والخيامية في مصر. وقال انه سيتم تنظيم دورات تدريبية تستوعب كل دورة 05 دارسا. وأضاف الدكتور سمير فرج ان المشروع يشمل أيضا إنشاء قرية سياحية جديدة بالقرب من القرية القديمة علي نفس طراز حسن فتحي وبالتالي يتحقق الرواج السياحي لهذه المنطقة حيث يتاح للسائح الذي يزور المنطقة أن يفاضل بين 3 مواقع أولها القرية التراثية أو القرية السياحية الجديدة والتي توفر أفضل إقامة وتحافظ علي البدائية المتحضرة والثالثة هي مركز الزوار. وقال سمير فرج ان تعليمات الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء صدرت بألا يضار مواطن واحد من جراء عملية التطوير حتي لو كان قد قام بهدم منزله القديم بالقرية وإقامة منازل وصلت إلي 4 طوابق في غفلة من المسئولين. وقال ان إعمال الإزالة تتم للمنزل المخالف والذي شيده صاحبه بحديد التسليح ويمثل نغمة نشاز في المدينة حتي يعود الوضع إلي أصله بإنشاء المسكن الجديد علي نسق البيت الذي شيده المهندس العالمي حسن فتحي.. وأضاف فرج انه من العظيم أن مركز الحرف التراثية وهي خطوة وجادة لاستعادة أمجاد الفراعنة مرة ثانية حيث سيقوم بتدريب أحفادهم علي الحرف التراثية التي اشتهرت عند الأجداد. طريق الكباش ثم قام بندارين والوفد المرافق له بزيارة إلي مشروع إعادة كشف طريق الكباش، وأعلن عن إعجابه الكبير بالطريق الذي وصفه بأن ماتم فيه من إنجاز قد أذهله حقا. وقال إنني زرت هذا الطريق منذ عامين ولم أكن أتخيل ان يتم بمثل هذا المستوي العالي من التنفيذ. وقال انني كان من الصعب حقا تنفيذ هذا المشروع بمثل هذه الحرفية والتقنية العالية والتي كان وراءها رجل عظيم كافح من أجل تنفيذ هذا الحلم وأقصد بالطبع الدكتور سمير فرج الذي خلص الأقصر من كثير من العشوائيات التي كانت تجثم فوق كنوز أثرية وتراثية.. وضحك وهو يقول: إنني من فينسيا وأتشرف بأن أعلن ان هناك عشوائيات كثيرة في بلدي تحيط بمناطق تراثية وأثرية وأتمني لو كان لدينا حاكم مثل الدكتور فرج الذي استطاع ان يقضي علي العشوائيات التي كانت تحيط بمعابد الكرنك والأقصر واستطيع ان أقول ان تجربته يجب ان تكون المثال الحي والنموذج لما ينبغي أن تدار به المدن التراثية والعالمية.