عقد أمس مؤتمر دولي بالأقصر تحت عنوان( إحياء قرية حسن فتحي) بمشاركة أكثر من40 عالما وخبيرا دوليا في مجال العمارة في العالم بدعوة من منظمة اليونسكو ورأس المؤتمر السيد بندرين فرانشيسكو رئيس مركز التراث العالمي ونائب رئيس منظمة اليونسكو. صرح الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر بإن هذا المؤتمر يأتي في إطار المشروع الكبير الذي تشهده الأقصر بالتعاون مع اليونسكو لتطوير وترميم قرية حسن فتحي التي بناها المهندس المعماري الشهير حسن فتحي بالبر الغربي بالأقصر منذ أكثر من50 عاما والتي تتميز بطابعها المعماري المتميز المعتمد علي استخدام الخامات البيئية والطبيعة والذي يحظي باهتمام دولي كبير خاصة بعد أن اصدر السيد رئيس مجلس الوزراء قرارا بتحويلها الي محمية تراثية. وأعرب يندرين فرانشيسكو نائب هيئة اليونسكو عن سعادته للمشاركة في تطوير قرية حسن فتحي وقال ان مشاركتنا مع محافظة الأقصر تعد شرفا لنا وان احياء تراث حسن فتحي يعد حلما اصبح حقيقة الآن فهو مهندس وفنان عالمي وليس مصريا فقط لأنه اهتم بالفقراء وبني لهم منازل صحية ومنخفضة التكاليف وسوف نقوم بترميم القرية أولا ثم تطويرها بعد ذلك بما يتناسب والتراث الموجود, والقرية برغم مرور أكثر من60 عاما مازالت تنبض بالتراث والفن الرفيع كما سنقوم بتطوير المنطقة المجاورة وسوف يتم انشاء مركز دولي للتدريب لتعليم الحرف البيئية واستقبال الطلبة من كل انحاء العالم للتدريب والتعلم وفهم فكرة حسن فتحي بجانب انشاء قرية سياحية مستوحاة من طراز حسن فتحي. وناقش المؤتمر نتائج المسح الذي قامت به منظمة اليونسكو وعرض للنتائج المبدئية للمسح الاجتماعي وطرق فهم وإستيعاب الرؤية المتعلقة بقرية حسن فتحي والمباديء الخاصة بوضع استراتيجية لحفظ وحماية مشروع القرنة الجديدة وذلك من خلال ثلاث لجان الأولي للعلماء والثانية للتسيير والثالثة للإشراف والتنفيذ ليتم تطوير وترميم القرية بالأسلوب العلمي الصحيح. ومن المقرر أن يتم إنشاء مركز دولي للصناعات الحرفية بها, تقوم اليونسكو ببنائه والإشراف عليه ليضم متخصصين من جميع دول العالم يقومون بتدريب وتأهيل العاملين في القرية. وتعتبر قرية حسن فتحي من أندر القري في مصر من حيث أهميتها التراثية والمعمارية والتي صممها المهندس رائد عمارة الفقراء حسن فتحي إلا أنها مهددة بالإنهيار وان كان قد انهار أكثر من نصفها حتي الآن ولم يتبق منها سوي عدد قليل من المنازل الذي يمكنك أن تعده علي أصابع اليدين. يقول محمود احمد عبد الراضي ابن القرية نحن نكافح من أجل الإبقاء علي البقية الباقية منها, ويشيد محمود بموقف منظمة اليونسكو والتي كلفت40 من العلماء والخبراء المعماريين لايجاد سبيل مناسب يمكن به الحفاظ علي قصر الثقافة ودوار المهندس حسن فتحي نفسه والمندرة والمسجد الذي ينهار يوما بعد يوم. وأضاف احمد عبد الراضي صاحب اكبر منزل بالمنطقة انه يحاول ترميم المنزل دائما وان السياح يأتون من كل انحاء العالم لرؤيته ولا يكاد منزله يخلو من الزوار الذين ينبهرون من فن العمارة والتراث الذي يكاد ينقرض, ويرجع تاريخ قرية حسن فتحي الي فترة الأربعينيات عندما حاولت الحكومة تهجير قرية القرنة القابعة علي مقابر أجدادهم الفراعين للبحث عن الكنوز والآثار التي تضيف الي الأقصر سوقا سياحية جديدة.