مرت 7 سنين على آخر ضحكة من القلب.. على آخر خروجة مع الأصحاب اللى بجد.. على آخر لمة بنات مليانة ضحك فى بيت واحدة فينا.. على آخر قعدة على سلم مبنى عبود فى كلية فنون جميلة ملمومين نسمع أغانى حسام حبيب.. على آخر محاضرة اتلغت، فرُحنا نشرب عصير فى توت إكسبريس.. على آخر كلمة «دوريان» من صبرى صاحب الكافيتريا.. على آخر غمزة مننا لصاحبتنا عشان نقولها إن الولد اللى معجبة بيه داخل علينا.. على آخر تمشية معاه لحد هارديز ماشيين يدوسوا على ورق الشجر الناشف اللى مالى شوارع الزمالك ويتكلموا ويضحكوا.. على آخر وردة جابهالها من محل الورد اللى جمب هارديز.. على آخر لمة لدفعتنا فى فلوكة قاعدين بنسمع أغنية «بعيد عنك» للست.. على آخر قطة رذلة جت لزقت جمبنا والهش مش نافع معاها.. على آخر تعسيفة للبحث عن «ركنة».. مرت 7 سنين على آخر صورة جمعتنى أنا وصحابى وكنا بنضحك فيها من قلبنا.. مرت 7 سنين ولسه ذكريات «فنون جميلة» هى مصدر سعادة رهيب بالنسبة ليّا.. قل لى بقى إنت مرت كام سنة على آخر صورة ليك كنت بتضحك فيها من قلبك؟ كنت دايماً وأنا فى الجامعة بَسمع جملة «استمتعى بالأيام ديه لإنها هتبقى أحلى أيام»، ولإنى أنا «أنا»! عاندت وقلت «أووف ويا رب تخلص وتنتهى».. وفعلاً خلصت.. بس مخلصتش لوحدها.. خلص معاها الضحك والهزار.. فنون جميلة.. وحشتينى.. أيامك مجاش أحلى منها.. صحابى أنا لسه لما بسمع حسام حبيب بفتكركم.. ولما بشوف ألوان جواش ريحتها بترجعنى ليكم وبشوفكم فى خيالى. فاتت سنين كتير وكبرنا.. اللى اتجوزت وسافرت.. واللى متجوزتش ومبقتش تحب قعدة المتجوزين تجنباً لزن العيال.. اللى اتجوزت واحد متدين ومنعها عن باقى صحابها لأنه شايف إنهم كفرة وبيضحكوا وبيهزروا وبيقعدوا والعياذ بالله فى كافيهات!.. بعد ما اتخرجنا فى الجامعة حصل العادى.. آه العادى اللى أكيد حصل معاك ومعاكى.. اتفرقنا.. ولو حصل واتجمعنا فبيبقى تجمع صورى كده فى بيدج عالفيس بوك أو جروب خايب.. ولو حصل معجزة واتقابلنا مرة فى السنة فالخروجة مبقتش بتبسطنا زى زمان خالص.. آه بنخرج فى نفس أماكن زمان وبنحاول نهرج زى زمان بس لأ إحنا مش بتوع زمان.. حتى ضحكتنا اللى كانت مبتسيبناش طول ما إحنا مع بعض بقت تظهر بس على وشنا عشان فى فلاش اشتغل.. الغريب بقى جداً إنى زمان لما كنت وسط صحابى وبضحك مكنتش حاسة ساعتها إنى مبسوطة بس حسيت دلوقتى إنى كنت وقتها مبسوطة!.. والأكيد إن الفترة اللى أنا عايشاها دلوقتى برضو لما تمر وتبقى ماضى هفضل أفتكرها وأقول ياريتها ترجع لإنى كنت مبسوطة فيها... وهكذا! طب إيه بقى بجد! هو إحنا ليه مبنحبش الحاضر إلا لما يبقى ماضى؟ أيها السادة النوستالجيين أمثالى بعد خمستاشر كوباية قهوة وصلت للحقيقة دى وهى إننا كلنا مش عاجبنا الحاضر اللى عايشينه وبنهمله لحد ما يحمل لقب «ماضى» ووقتها بنحبه وبنتمنى إنه يرجع.. إحنا بنضيع الحلو اللى فى حاضرنا بانشغالنا بالماضى وكأنه كان وقت مثالى خالى من العيوب، بنضيع الحاضر وإحنا عمالين نقول جملة «يا سلام لو الأيام دى ترجع تانى»، علماً بأن الأيام دى كانت وقتها مش عاجبانا أصلاً وكنا بنأوووف منها!.. كلنا مبنحبش الحاجة إلا لما تتنقل من خانة (الحاضر) إلى خانة (الماضى).. من خانة (الموجود) إلى خانة (الغائب).. إحنا مبنحبش إلا اللى بنفقده سواء كان وقت أو شخص. فى نهاية المقال أحب أعترف إن أنا ك«بسمة» «نوستالجية» وأفتخر.. فنون جميلة وصحابى، وحشتونى بجد وحشتنى ضحكتى اللى كانت من قلبى.. وحشتنى تخميسنا فى فرخ الكانسون.. وحشنى عكنا فى محاضرة الكروكى.. وحشتنى قعدتنا على سلم عبود وفى الممر.. واللى قبل كل ده وحشتنى نفسى اللى ملقتهاش غير معاكم.. كل حاجة وحشتنى (ما عدا صبرى).