"تعليق للملاحة الجوية.. إعلان طوارئ في أنحاء البلاد.. إغلاق المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية.. شوارع بمساحات واسعة خالية تمامًا من أقدام البشر، ولا يتواجد بها إلا الجرافات"، هكذا كان حال مشهد "العواصف الثلجية" الذي لا يتكرر كثيرًا في الشرق الأوسط، والتي منحها الفلسطينيون والأردنيون اسم "هدى" وأطلق عليه اللبنانيون اسم "زينة". العاصفة "هدى"، تكونت عقب كتلة هوائية قطبية قارسة البرودة، مُباشرة من القطب الشمالي إلى المنطقة، لتضرب دولتي الأردن وفلسطين المحتلة، ما أدى إلى الهطول الثلجي الكثيف على أبنائها مصحوبة بأمطار غزيرة، في الوقت الذي يعاني فيه اللاجئون السوريون من نقص في محروقات التدفئة والمساعدات، والذين يقدر عددهم ب100 ألف لاجئ سوري في منطقة "عرسال" شمال شرق لبنان، والمهددين بالعاصفة بعد أن ضربت شواطئ بيروت، وأيضًا غزة الواقعة تحت الحصار الإسرائيلي. أما "زينة" في سورياولبنان، زينت البلاد بثوب ناصع البياض لكل ما هو أعلى من 600 متر، ما تسبب في تكوين الجليد على الطرق الجبلية، والتي بحسب جريدة "السفير" اللبنانية، استفاق المواطنون على بساط أبيض يغطي كل قراهم، وتراكمت الثلوج بسماكة تصل إلى 20 سنتيمتر، لتحصد تلك العاصفة روح طفلة سورية من اللاجئين في الأراضي اللبنانية، لم يتعدى عمرها العشر سنوات. لم يكن هذا العام فقط هو الذي شهد عواصف ثلجية على الشرق الأوسط، فعاصفة "أليكسا"، التي تعد أيضًا أشد موجة تساقط ثلوج منذ قرابة 50 عامُا، ضربت المنطقة في نهاية عام 2013 بسقوط أمطار وثلوج، وتلك الأحوال الجوية السيئة دفعت بسقوط العديد من القتلى، وتعطيل ما يقرب من 9 آلاف رحلة جوية، ولم تسلم القاهرة من تلك الموجة، بعدما غابت عنها لفترة طويلة.