تراكمت الثلوج في معظم مدن وبلدات دول شرق المتوسط مع اشتداد حدة العاصفة الجوية التي تضرب تلك البلاد، مما تسبب في قطع طرقات وشل الحياة مع تدني درجات الحرارة وتزايد سرعة الرياح.وضربت العاصفة الثلجية عدة مناطق في سورياولبنانوالأردن والأراضي الفلسطينية، مما دفع السلطات في العديد من دول المنطقة إلي اتخاذ اجراءات وقائية بينها تعطيل مؤسسات حكومية والطلب من المواطنين البقاء في منازلهم وتجنب الطرقات الجبلية. وبعد الإعلان عن اقتراب وصول العاصفة الثلجية أطلق عليها في الأردن اسم «هدي»، قررت الحكومة تعطيل المدارس والجامعات والدوائر الحكومية، ودعت الأجهزة المختصة الأردنيين إلي «عدم الخروج إلا للضرورة القصوي». ومن المتوقع أن تتدني درجات الحرارة في الأردن إلي خمس درجات مئوية تحت الصفر مع تساقط الثلوج بكثافة. وقررت السلطات إغلاق جسر الملك حسين الرابط بين الأردن من جهة والضفة الغربيةالمحتلة ابتداء من مساء أمس، حيث من المتوقع أيضا أن تضرب العاصفة عدة مناطق في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل. ورفعت الجهات الحكومية في قطاع غزة حالة الطوارئ لمواجهة المنخفض الجوي في ظل تواضع الإمكانيات واستفحال أزمة انقطاع التيار الكهربائي ونقص امدادات الوقود وتهالك البنية التحتية. وحصلت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية علي جرافات من الأردن للمساعدة في إزالة الثلوج التي من المتوقع أن تتساقط علي الضفة وعلي مدينة القدس أيضا. وضمن مخاوفهم من العاصفة سارع الفلسطينيون والإسرائيليون إلي تكديس المؤن. وأعلنت الشرطة الاسرائيلية إغلاق طريقين رئيسيين يؤديان إلي القدس. وهطلت الثلوج صباح أمس علي هضبة الجولان السورية المحتلة. وفي لبنان، غطت الثلوج معظم المناطق الجبلية وقطع الجليد بعض الطرقات حتي قبل اشتداد العاصفة التي أطلق عليها اللبنانيون اسم «زينة»، والتي تسببت بأضرار في الشبكتين الكهربائية والهاتفية في عدة مناطق لبنانية.وعلقت السلطات اللبنانية حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت بعد أن تخطت سرعة الرياح 90 كيلومترا، في وقت أعلنت وزارة التربية إغلاق المدارس. إلا أن المتضرر الأكبر من العاصفة «هدي» أو «زينة»، هم اللاجئون والنازحون السوريون الذين يعيشون في ظل ظروف صعبة بعيدا عن منازلهم، وسط تدني درجات الحرارة وانعدام وسائل التدفئة. وغطت الثلوج نحو اربعين خيمة في مجدليون قرب مدينة بعلبك اللبنانية في مخيم يقع ضمن منطقة تسببت العاصفة في قطع طرق الوصول إليها.