تحركات للإطاحة برئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس.. ومطالبات بعودة جونسون

واجهت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس مخططا للإطاحة بها من قيادة حزب المحافظين، المخطط كما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» من إعداد مجموعة من 20 برلماني، معظمهم من أنصار المرشح السابق لرئاسة الوزراء ريشي سوناك.
وفي محاولة لإنقاذ حزبها من الانهيار، أقالت تراس وزير المالية، كواسي كوارتينغ، بعد 38 يوما فقط من توليه حقيبة الوزارة، وعينت بدلا منه وزير الخارجية السابق، جيرمي هنت، وهي محاولة لاستعادة الاستقرار، بعد تخبط في السياسات منذ تولي حكومتها من 5 أسابيع.
جاء ذلك بعد انتقادات عدة واجهتها حكومة تراس، خصوصا الميزانية التي طرحها كوارتنج الشهر الماضي، والتي تضمنت استقطاعات ضريبية قيمتها 45 مليار جنيه إسترليني «50.2 مليار دولار»، ممولة بالقروض؛ ما أثار فزعا في الأسواق المالية وتراجع فيه الإسترليني.
باحث في العلاقات الدولية: ليز تراس تواجه انتقادين
وقال بهاء محمود باحث العلاقات الدولية في تصريحات، ل«الوطن»، إنّ تراس تواجه انتقادين، أولهما أنها لم تمتلك برنامجا حقيقي لحل مشاكل بريطانيا، ثانيا التراجع عن زيادة الضرائب على الشركات لمواجهة التضخم، مشيرا إلى تصريحات سوناك التي انتقد فيها تراجع تراس عن زيادة الضرائب.
كان كوارتنج اضطر للتراجع عن خطط تهدف لخفض الحد الأعلى للضريبة على الدخل، والتي كانت تشكل ما قيمته مليار جنيه إسترليني، من إجمالي الخطط الاقتصادية.
ويرى باحث العلاقات الدولية، أنّ المحافظين أمام خيارين، إما الإبقاء على ليزا تراس ومشكلاتها، وإمّا حل البرلمان والدعوة للانتخابات قد تأتي بحزب العمال، وأضاف «في نظري إن للإطاحة بتراس مستبعدة، إلا إذا تحالف كارهوها للإطاحة بها»، مشيرا إلى أنّ الأزمة الاقتصادية الحالية بدأت من عهد جونسون، حيث لم يكن يمتلك خطة فاعلة لإنقاذ الاقتصادية، وتفاقمت الأوضاع بسبب كورونا والعملية العسكرية في أوكرانيا.
تغير في السياسات
وأعلنت تراس في مؤتمر صحفي، عن تغيير محوري في خطة حكومتها لاستقطاعات الضريبية، وذلك لطمأنة الأسواق المالية، مضيفة أنّها ستعيد النظر في زيادة كانت مزمعة لزيادة الضريبة على الشركات.
وأقرت رئيسة الوزراء بأن الميزانية المعلمة الشهر السابق وقعت بخطوات سريعة وأبعد من المدى المتوقع. وردت على سؤال إذا كانت باقية في منصبها، أجابت إنها «مصرة على الوفاء بتعهداتها»، مؤكدةً أنها ستطرح خطة مالية متوسطة المدى نهاية الشهر الجاري، تتضمن مزيدا من التفاصيل حول الضرائب وخطط الإنفاق.
مطالبات بعودة جونسون
أظهر استطلاع لمؤسسة "Techne UK" أن الناخبين يريدون عودة بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني السابق، بنسبة 25%، بدلا من تراس التي حصلت على 19%.
واستطلاع أجري على موقع «إكسبريس»، عبر فيه أكثر من 80% من قراء الصحيفة أنهم يريدون عودة جونسون. وعلق الباحث في العلاقات الدولية على مطالبات عودة جونسون، قائلا إن ذلك غير ممكن لأنه يتطلب حل البرلمان، والدعوة لانتخابات تمتد لفترات طويلة، مضيفًا أن تلك الاستطلاعات لم تحصر رأي سوى فئة ضئيلة جدا من البريطانيين.