لقاء الخميسي تكتب: «المنير» لكل الأجيال

«علمونى عينيك أسافر.. علمونى أفضل مهاجر.. علمونى أكون مسامح.. زى نبع الحُب صافى».
بتلك الكلمات البريئة لصاحبها الشاعر المبدع عبدالرحيم منصور وألحان المتميز هانى شنودة، تغنَّى ذاك الشاب الأسمر الذى وُلد وترعرع فى قرية «منشية النوبة» بأسوان، وبدأت سنة 1977 رحلته الحقيقية للسطوع فى عالم الفن بعد محاولات كثيرة سابقة.
الشاب ذو العينين الساحرتين ملؤهما الأمل والإصرار، ذاك الشباب الذى يحمل بين ضلوعه قلباً نابضاً بالحب والنجاح.. صاحب الصوت المميز ملؤه الشجن والحنين للتراث والأمل فى غدٍ أفضل.. الوجه المصرى الأسمر الذى خطف القلوب بطلَّته البهية البريئة الصادقة.
«المُنير الأصيل المميز والمتميز»
هو المنير الذى عشنا معه الحب والبراءة، الغربة والرحلة والعشق وعمر العشرين فى المساكن الشعبية، تذوقنا معه طعم البيوت فى الحدوتة المصرية، وعلّينا صوتنا بالغُنا، ولسَّه الأغانى ممكنة معه حتى هذه اللحظة وستظل أجيالاً وأجيال.
«حكايتى مع منير»
مشهد فى السيارة سنة 1983 «أبوظبى»
الطفلة ذات السابعة من عمرها جالسة فى خلفية السيارة التى يقودها الأب مع إخوتها فى طريقها إلى المدرسة سنة 1983، الجميع يغنِّى بصوت عالٍ مع صوت الشاب الأسمر:
«أمانة يا بحر تستلم الأمانة.. أحبابنا يا بحر فى عيونك أمانة.. أمانة يا موج بوس خشب المراكب.. أمانة يا موج طبطب على اللى راكب.. أمانة يا هوا تكتب على الشراع.. اللقا أكيد من بعد الوداع».
مشهد فى السيارة سنة 2010 «القاهرة».. أقود السيارة فى شوارع القاهرة مع ابنى أدهم البالغ من العمر 5 سنوات مستمعين للمنير، وندندن بصوت عالٍ كلمات ذات الأغنية بحماس ورجاء وحنين للماضى، وشجن ذاك الطفل مواليد سنة 2005 بُحب منير، ويدندن معه بأحرف غير مكتملة فى وعيه بكل فخر وحُب ودون أن يعى معنى تلك الكلمات «أمانة يا بحر».
«منير كل الأجيال»
الموسيقى النوبية ممزوجة بنكهة الجاز بصوت منير المميز وأدائه الجسدى المميز والمنفعل مع كل كلمة يغنيها، مع تعبيرات وجهه المليئة بالحماس والشجن، فى نفس اللحظة، ذاك الوجه المصرى الأسمر المنحوت بتفاصيل الأصالة والحضارة والمشع بالنجاح والأمل خلقت ذاك النجم المصرى الذى سطع فى سماء مصر والعالم العربى والغربى أجمع.
ذاك النجم الذى لا يختلف عليه الأجيال
نجم أحبه الجميع وآمن به الجميع، فدخل عالم السينما والتمثيل بقوة ونجاح مع أهم المخرجين، وباتت أغانيه مرآة للوطن والحب والحرية.
هو المنير.. أدام الله نعمة وجوده معنا.