«القيصر ينتصر».. الكونجرس يعترف بفشل العقوبات والاتحاد الأوروبي في ورطة

بعد أكثر من 7 أشهر من الحرب الروسية على أوكرانيا، والعقوبات الأمريكية الأوربية على موسكو، كشفت جلسة للكونجرس الأمريكي، اليوم، أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في فبراير، لم تفلح حتى الآن في تقييد روسيا، بالإضافة إلى أن الاقتصاد الروسي لم يشهد انهيارًا كما كان مخطط له إبان الحرب في أوكرانيا، وذلك بحسب مجلة «ناشونال إنتريست»، الأمريكية.
وحسبما نقلت الصحيفة عن عدد من أعضاء الكونجرس، فإن مشكلة العقوبات على روسيا، هي أنها لم يتم تنفيذها أو تطبيقها بشكل شامل بما فيه الكفاية، مشيرين إلى أن العديد من البلدان خارج الولايات المتحدة وأوروبا تجنبت فرض عقوبات على موسكو من بينها الصين والهند، مما سمح للاقتصاد الروسي بعدم التأثر بشكل كبير من العقوبات.
الجلسة سادها التوتر بين أعضاء الكونجرس، الذين اعتقدوا أن العقوبات كان من المفترض أن توقف الحرب بسرعة أكبر، وقالت السناتور، جين شاهين: «بينما نخطط لفرض المزيد من العقوبات على روسيا، يموت الكثير من الأوكرانيين يوميا، ولا يبدو أن هناك اتفاقًا حول ما يجب أن تهدف إليه العقوبات»، كما ذكرت إليزابيث روزنبرج، مساعدة وزير تمويل الإرهاب والجرائم المالية في وزارة الخزانة الأمريكية، أنه يجب النظر إلى العقوبات بشكل إيجابي، إذ أنها تعمل على زيادة تكلفة الحرب لبوتين في أوكرانيا، موضحة أنه ربما ينتهي المطاف بروسيا في نهاية الحرب باقتصاد راكد، لذلك فإنها ترى أن تأثير العقوبات سيكون فعال في نهاية الحرب.
العناني: أمريكا لم توفر بديلا للاتحاد الأوروبي
اعتراف الكونجرس الأمريكي يدل على أن تلك العقوبات أضرت بالاتحاد الأوروبي نفسه أكثر من روسيا، حسب أحمد العناني الباحث في العلاقات الدولية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة لم توفر بديلًا لدول أوروبا عن المواد الاستراتيجية التي تتحكم بها روسيا وقررت قطعها عنها.
وتابع ل«الوطن» أن تلك الاعترافات تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن روسيا انتصرت على الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، خاصةً بعد نجاحه في ضم أ4 مناطق، وإعلان فلاديمير بوتين تلك المناطق وسكانها تابعين لروسيا للأبد، كما أنها اعتراف مغلف بالهزيمة أمام العملاق الروسي.
رسالة طمأنة للجلوس على مائدة الحوار
وأشار إلى أن جلسة الكونجرس رسالة طمأنة لروسيا وإبداء حسن النوايا للجلوس على مائدة الحوار، للوصول إلى حل سلمي للأزمة ورفع العقوبات بشكل يحفظ ماء وجه الولايات المتحدة الأمريكية أمام حلفائها، وأهمهم الاتحاد الأوروبي الذي ورطته أمريكا في الأمر.
وشدد على أن دول أوروبا تضررتبشكل كبير جراء الحرب والعقوبات المفروضة على روسيا، ودفعت تلك الدول فاتورة باهظة، إذ أدت تلك العقوبات إلى زيادة العناد الروسي الذي قرر قطع الغاز عن دول أوروبا، مع توفيره بدائل قوية تدعم اقتصاده، وتقوية علاقاته مع حلفائه مثل الهند والصين، كما أن روسيا صعّدت بشكل كبير حتى التهديد باستخدام النووي ما أجبر أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي على تقليل الدعم العسكري لأوكرانيا كما قال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينيسكي.