تلقي الأزمة الأوكرانية بظلالها على القارة الأوروبية، بل العالم أجمع، حيث يخشى دول الغرب، وبالأخص الدول الأوروبية، من تفاقم الأزمة على الحدود الأوكرانية، وإقدام روسيا على اجتياح أوكرانيا. أوكرانيا ومع زيادة الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية، تتزايد تهديدات الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية، بفرض عقوبات اقتصادية صارمة على موسكو، في حال غزوها أوكرانيا. وهناك اختلاف بين الدول الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة حول العقوبات التي ستفرض على روسيا في حال غزوها أوكرانيا. وتطالب الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وكندا بفرض أقسى العقوبات على الاقتصاد الروسي، في حال غزوها لجارتها أوكرانيا، ولكن بعض الدول الأوروبية مثل هانجاريا، ترى لا فائدة من العقوبات الاقتصادية على روسيا، بل ترى أنها تضر بالاقتصاد الأوروبي أكثر من الاقتصاد الروسي. وفي السياق ذاته تطالب ألمانيا وإيطاليا، بأن تبتعد العقوبات الاقتصادية عن قطاعي الطاقة والنفط الروسي، لأن موسكو هي المورد الأكبر للغاز الطبيعي إلى أوروبا. روسيا: أوكرانيا تستفزنا لحرب كبرى.. وأوروبا ستكون ساحة المعركة روسيا ترفض ادعاءات أمريكية بمسؤوليتها عن هجمات إلكترونية في أوكرانيا الغاز الطبيعي يمثل الغاز الروسي نسبة 40% من الاستهلاك الأوروبي للغاز، ويعتبر هو المصدر الأرخص فتغذي روسيا الدول الأوروبية بالغاز الطبيعي من خلال خط أنابيب "السيل الشمالي 1"، والذي يمتد من روسيا مرورا بأوكرانيا ويصل إلى ألمانيا. وفي الوقت الذي تسعى فيه موسكو وبرلين إنشاء خط أنابيب أخر لضخ الغاز من روسيالأوكرانيا مباشرة، يطلق عليه "السيل الشمالي 2"، جاءت الأزمة الأوكرانية لتوقف العمل في هذا الخط. وحذرت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن العقوبات لاقتصادية التي سيتم فرضها على موسكو في حال غزوها لكييف، ستطال خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي 2". قطاع الطاقة وطالب رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراجي، أمس الجمعة، الولاياتالمتحدة وأوروبا، باستثناء قطاع الطاقة والنفط الروسي من العقوبات التي ستفرض على موسكو. ولكن يرى الكثير من الدبلوماسيين الأمريكيين أن العقوبات على النفط الروسي، هو أكبر ضربة سيتم توجيهها إلى موسكو، لأن صادرات النفط تمثل القطاع الأكبر لتوفير العملة الصعبة في الموازنة الروسية. تعتبر موسكو من أكبر الدول إنتاجا للنفط والغاز الطبيعي في العالم، ومن أكبر مصدري الغاز الطبيعي إلى أوروبا، حيث تشهد دول القارة العجوز، الأن أزمة في مخزونات الغاز الطبيعي لديها، وارتفاع في الأسعار، بعد توقف ضخ الغاز الروسي، من السيل الشمالي. وتحاول الولاياتالمتحدةالأمريكية إيجاد بدائل للغاز الروسي إلى أوروبا، من خلال تصدير الغاز المسال الذي تنتجه بالإضافة إلى الغاز القطري لتعويض السوق الأوروبية عن الغاز الروسي، ولكنه سيكون بأسعار أغلى.