انتقد عدد من خبراء الإعلام تصريحات مؤسسة الرئاسة التى ألقت اللوم على الإعلام فى أزمة إقالة النائب العام رافضين تعليق أخطاء الرئاسة المتكررة على شماعة الإعلام، ورصد بعضهم أخطاء محددة وقع مستشارو الرئيس فيها وطالبوا بتخفيض عددهم وإجبارهم على عدم الإدلاء بتصريحات إلى وسائل الإعلام مجددا وعدم تحدث قيادات الإخوان باسم مؤسسة الرئاسة لأن ذلك ينقص من رصيد الرئيس. وصف الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، إلقاء مؤسسة الرئاسة اللوم على الإعلام فى قضية إقالة النائب العام أو قضية إرسال جنود مصريين إلى سوريا أو واقعة دراسة تقديم طلب لتعديل اتفاقية السلام مع إسرائيل، ب«المهزلة». وقال عبدالعزيز ل«الوطن» إن الرئاسة تعانى من حالة تشوش وتخبط وعدم إصدار أى نفى رسمى للوقائع السابقة، مشيراً إلى أن الإعلام لا يتحمل عواقبها لأن كلا من الدكتور محمد سيف الدولة والدكتور سيف عبدالفتاح هما اللذين تحدثا عن صدور قرار بتعيين المستشار عبدالمجيد محمود سفيرا بالفاتيكان، وبالتالى فإن هذه التصريحات خرجت من أشخاص مسئولين بمؤسسة الرئاسة. وأكد عبدالعزيز أن جسد مؤسسة الرئاسة مترهل ومشوش ويضم أفرادا غير منسجمين، مما يؤدى إلى توريط الرئيس فى العديد من مشروعات القرارات الخاطئة، مشيراً إلى أن أسهل طريقة يجدها الرئيس للتنصل من قراراته الخاطئة هى إلقاء اللوم على وسائل الإعلام.. وانتقد د.عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كثرة عدد المستشارين الذى يقترب من 50 مستشارا بالإضافة إلى عدد آخر من المحيطين بالرئيس ومن ليسوا فى موقع المسئولية مثل المستشار الغريانى.. ثانى خطأ قام به المسئولون عدم توثيق المعلومات أو الاتفاقات، فمثلا صرح المستشار محمود مكى بأنه كان محرجا عند الاتفاق مع النائب العام على تقديم استقالته لذلك لم يحصل منه على توقيع مكتوب ينص على الاتفاق. والسؤال: هل نحن ندير بلدا كبيرا بحجم مصر أم ندير عزبة؟ أما ثالث خطأ فهو عدم اختيار التوقيت المناسب لإصدار قرارات مهمة ومصيرية. ولم يتعلم مستشارو الرئيس من درس أزمة حل مجلس الشعب حيث تعرضت مصر لأزمة سياسية طاحنة وأزمة النائب العام الأخيرة خير دليل، فالتوقيت غير موفق، لأن النائب العام كان يلح على تقديم استقالته منذ 3 شهور وكان يريد أن يكون سفيرا لمصر فى دولة عربية بدلا من إيطاليا. ورغم أخطاء النائب العام الكثيرة فإن إخراج إقالته كان سيئا جدا عكس ما كان يفعل الرئيس السادات، لذلك بدا للجميع أنه انتصر على الرئاسة. ومما لا شك فيه أن هذه الأزمة ستنقص من شعبية الرئيس وأعتقد أن أخطاء مستشارى الرئيس ستتكرر مستقبلا بكثرة وعليهم الاستفادة منها. وتطالب د.ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام سابقا، الرئيس محمد مرسى بإعادة النظر فى اختيار مستشاريه وأن يختار أهل الخبرة على حساب أهل الثقة. ويجب على مستشارى الرئيس الحاليين عدم الإدلاء بأى تصريحات لوسائل الإعلام حتى لو كانت آراؤهم شخصية لأن الناس لن تستوعب ذلك. ويجب أن يكون بمؤسسة الرئاسة وضوح وشفافية أكثر وأن تكون إجراءات وقرارات الرئاسة من مبدأ الفعل وليس رد الفعل. ولا يجب أن تتحدث قيادات حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين لوسائل الإعلام المختلفة باسم مؤسسة الرئاسة ولا ينبغى أن تتحمل وجهات نظر من خارجها لأن ذلك يقلل من هيبة الرئيس. وأعتقد أن مرسى بحكم كونه أستاذا جامعيا سيكتشف خطأ مستشاريه ومن ثم سيعالجه لأنه هو المسئول الوحيد أمام الشعب. ورفضت «عبدالمجيد» تحميل الإعلام مسئولية الأزمة الأخيرة قائلة: بعد كل أزمة كبيرة تحدث فى مصر يعلق المسئولون شماعة أخطائهم على الإعلام.. هو يتحمل جزءا وينبغى محاسبة المخطئ دون إطلاق التهم بشكل عام. وأكد أسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق، صعوبة إلقاء اللوم على الإعلام خاصة فى واقعة إقالة النائب العام من منصبه، مشيراً إلى أن من أطلق التصريح الأول الخاص بإقالة النائب العام كان أحد أفراد مؤسسة الرئاسة، مما يؤكد أن الخبر له مصدر ومسئول. وأضاف هيكل أن الإعلام برىء من هذه الاتهامات، ولا ينبغى تحميله مسئولية ذلك، مضيفا أن قرار الرئاسة بإقالة النائب العام من منصبه كان هدفه إضفاء نوع من البطولة، لافتا إلى أن مستشارى الرئيس هم من أشاروا عليه إشارات أوقعته فى مطبات قانونية سيئة مثل أزمة حلف اليمين أو عودة البرلمان المنحل. وقال هيكل إن الأزمات المتكررة بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة القضائية كانت تستوجب على الرئيس تغيير مستشاريه خاصة فى الوقائع الأخيرة والمتعلقة بإقالة النائب العام وعودة البرلمان، مؤكد أن هناك بعض الأخطاء الجسيمة التى لا يمكن التجاوز عنها. ويلام فى الأزمة الأخيرة كل من نائب الرئيس ووزير العدل والمستشار القانونى للرئيس وذلك لخبراتهم القانونية، مطالبا الرئيس بضرورة إعادة النظر فى آلية اتخاذ القرار التى تعتمد بالدرجة الأولى على اختيار مستشاريه. أخبار متعلقة: مستشارو الرئيس.. خاب من استشار «المستشارون الصامتون».. عددهم 17 لا يتكلم منهم إلا 4.. ظاهرة تكشف سطحية دورهم فى مؤسسة الرئاسة خبراء: تخبط تصريحات «الرئاسة» يدفع الاقتصاد إلى الهاوية ياسر على: لا يعبر عن الرئاسة سوى الرئيس ونائبه وأنا «سيف الدولة»: أتوقع أزمة جديدة الأسبوع المقبل.. والسبب شق الصف إلى «إسلامى وغير إسلامى» الشوبكى ل«الوطن»: مستشارو الرئاسة استخدموا مواقعهم فى تصفية حساباتهم الشخصية سياسيون: المستشارون «ديكور» لتجميل الصورة.. ورغبة «الجماعة» وراء أزمة النائب العام قانونيون: عدم كفاءة مستشارى الرئيس سيؤثر على شعبيته الطب النفسى يحلل مستشارى الرئيس: مندفعون وانفعاليون ومتعالون