حصلت «الوطن» على تقرير مفصل عن سوء الحالة الفنية للوحدة الأولى لمحطة كهرباء طلخا التابعة لشركة وسط الدلتا، التى تعرضت لحريق مساء الأربعاء الماضى، وتقدم اتحاد العاملين بالكهرباء بالتقرير منذ 6 أشهر لوزير الكهرباء دون استجابة لخطورة الوضع الفنى للمحطة. بدأ التقرير باختفاء إجراءات الصيانة الوقائية للوحدة الأولى منذ إنشائها عام 1992 قدرة 210 ميجاوات، وبدأت المشاكل الفنية بالوحدة فى سبتمبر 2010 بخروج الوحدة عن العمل مع ظهور تكرار حدوث حرائق على أماكن متفرقة بالتوربينة؛ بسبب تسريبات الزيت، ولجأ أفراد الأمن الصناعى لمواجهة حريق بالوحدة باستخدام جميع طفايات الحريق الموجودة بالمحطة، ورغم ذلك لم يستطيعوا إخماد الحريق بها. أشار التقرير إلى ارتفاع قيمة التيار المغذى بالوحدة؛ ما أدى لتحويل النظام للوضع اليدوى وتثبيت قيمة التيار عند ألفى أمبير بعد أن كان 2400 أمبير، ما ينذر بخطورة على المولد والمغذى، مع تكرار خروج الوحدة يزداد تهريب المياه من ملفات العضو الثابت، الموجود داخل المولد، وكانت تلجأ الوحدة إلى التجفيف بالهواء وإعادة الدخول بالوحدة دون إصلاح جذرى للمشكلة. ظهرت مشكلات أخرى بالوحدة، منها ارتفاع قيمة اللامركزية على عمود التوربينة وظهور ارتفاع فى قيمة الاهتزازات على كراسى التوربينة والمغذى والمولد، حتى تعدى الاهتزاز قيمة الإنذار بما يقدر ب120 ميكروميتر بالنسبة لقيمة اللامركزية، (6 مم/ثانية بالنسبة لقيمة الاهتزازات)، وبدلاً من اتخاذ القرار المناسب لحل المشكلة أبقى مسئولو المحطة على الوحدة داخل الخدمة بحالتها الفنية السيئة. وسبق إعلان دخول الوحدة عمرة جسيمة حتى مايو 2012، وخروج كامل للوحدة فى 14 سبتمبر 2010 بسبب تهريب زيت من مانع تسرب الزيت للكرسى الأمامى للتوربينة العالية، وارتفعت قيمة اللامركزية على عمود التوربينة الواطية 195 ميكرومتر متخطية بذلك قيمة وقاية الفصل للتوربينة وهى 180 ميكرومتر، وكان الإجراء الوحيد لمسئولى المحطة يتمثل فى إدارة عمود التوربينة على موتور الحركة البطيئة لمدة طويلة مع التسخين المستمر للعمود على أمل أن تنخفض قيمة الاهتزازات على الكراسى المتحركة، إلا أن الوضع لم يتغير. وفى محاولة أخرى لتحديث نظام الوحدة انهارت ملفات العضو الثابت بالوحدة، 23 ملفاً، واستنزاف الملفات السليمة التى كانت موجودة بالمخازن. بعد محاولات متكررة لدخول الوحدة الخدمة باءت جميعها بالفشل اتصل مسئولو الوحدة بمركز التحكم القومى للطاقة للإبقاء على الوحدة خارج الخدمة لأعمال العمرة الجسيمة، على أن تعود للخدمة فى 15 يناير 2011، إلا أنه حتى مايو 2012 لم تدخل الوحدة الأولى للخدمة. أشار التقرير إلى عمود التوربينة، الذى تسبب فى خسائر فادحة أثناء الحريق الأخير للمحطة، سافر عمود التوربينة عام 2007 إلى دولة رومانيا للصيانة من قبل الشركة المنفذة للمحطة، وبعد الفحص تبين وجود أخطاء فنية فى إجراءات تسلم العمود وسوء التخزين. وأكد التقرير فى نهايته اختفاء الخبرات بالمحطة لحل أى مشكلات أو معوقات فى تركيبات المحطة، ما يؤدى لتأخير أعمال التركيبات والاختبارات والتسبب فى تعطيل دخول المحطة للخدمة.