الأحزاب.. أدوات اتصال بين المواطن والسلطة، تسعى لبناء قواعد جماهيرية تعبر عنها، وفق توجهات ومواقف معلنة، وهى إما موجودة فى السلطة لتنفيذ برامجها، أو خارج السلطة لتراقب وتعارض وتقدم حلولاً بديلة.. هكذا هى الأحزاب فى كل العالم المتقدم، لكنها فى مصر لا تعنى شيئاً من ذلك.. ويبدو أنها لا تعرف المواطن، ولا يعرفها. «أنا مش شايف أيتها أداء حزبى خالص».. تعليق ساخر استخدمه أحد المواطنين، يدعى أحمد عبدالتواب، وبسؤاله عن رأيه فى أداء الأحزاب ودورها فى المرحلة الحالية، أضاف قائلاً: «مصر مافيهاش أحزاب، والكيانات الموجودة مجرد شكليات مالهاش دور مؤثر، وبعض التجارب اللى حاولت تبنى حزباً حقيقياً، مانجحتش بسبب الخلافات والانقسامات والوضع الحالى». «عبدالتواب»، الذى يبلغ 23 عاماً، ويعمل محاسباً فى أحد البنوك، أكد أنه يعرف العديد من أسماء الأحزاب، لكنه لا يعرف شيئاً عن نشاطها ودورها، معتبراً أن الأحزاب فى مصر أسماء على ورق، وتفتقد لمقومات عديدة، وغير مؤهلة لعملية الحكم والإدارة. من جانبه، قال سامى عبدالله فرجانى، أستاذ اللغة العربية بمدارس النيل، إن الأحزاب ضعيفة جداً، وأداءها غير مؤثر، وتفتقد لثقة المواطنين لأنها لا تعبر عنهم، ولا تتواصل معهم إلا فى «موسم الانتخابات»، مضيفاً: «أحب أقول لرؤساء الأحزاب وقياداتها: اتركوا السلطوية والبحث عن مصالحكم الضيقة، وانظروا لغد مصر.