حجازي.. واحد من سادة التلخيص قادر هو علي اختزال أحزان وآمال وملامح أمة كاملة في خطوط يرسمها بريشته... ومساحات يخلقها بفرشاته. قادر هو علي انتزاع ضحكات مصرية مجلجلة.. في زمن أوحشه صوت الضحك؟ قادر هو علي تمرير جوانب رأيه السياسي وملامح فلسفته الساخرة.. عبر أخطر مساحات الفعل البشري:( الانتقاص من الآخر) والتي يفصل النبل فيها عن الخسة شعرة لا أكثر... ومانحسبه قد مال لغير النبل مرة واحدة قادر هو علي أن يجعل من رسومه عادة يومية لدي شعب من القراء, يحرص علي مطالعة ملامحه في هذه الرسوم كما يحرص علي النظر في المرآة كل صباح! قادر هو علي أن يكون تحريضيا ومقاوما وباسلا.. دون خطب يلقيها علي أسماعنا.. دون لافتات يرفعها فوق رؤوسنا! ..... أستاذ حجازي... تصيخ أنت السمع كثيرا, وتمعن أنت النظر كثيرا. وترسم كثيرا, وتصمت كثيرا أيضا.. ولعل كل هذا يتيح لك قدرا من الفرجة لايتحصل عليه أحدنا بسهولة.. فما القضية الحاكمة في كل ما يدور أمامك ويجري من حولك في أرض الوطن؟ هناك بالطبع من احترفوا الكلام عن الانفتاح الاقتصادي, أو سلبيات32 يوليو, وهناك بالقطع من انقسموا حول هذه القضايا وتخندقوا وتعسكروا في صراع أرادوه أبديا. ولكنني أري أن كل هذه الأمور هي تفصيلا في جوهر أساسي, هو الذي أحب أن أتكلم فيه, وهو:( لماذا تخلف جزء من العالم وقتها؟).. هذه بالضبط هي فكرة الاقتصاد, وفكرة التقدم. في بلادنا السعيدة, وفي مجتمعاتنا الأنيسة, جبلنا علي مبدأ غريب, واعتدناه, واستمرأناه, وهو أننا( نقتل) أوقات الفراغ ولا( نستثمرها). بل إن الداء قد استفحل لدرجة أننا قتلنا الوقت كله وليس وقت الفراغ فقط! العالم المتقدم هو الذي استطاع أن يستثمر وقته, والعالم المتخلف هو الذي لم يتمكن من هذا!! وفي هذا الإطار تتبادر إلي ذهني فكرة أخري عن الوقت, فالديمقراطية هي التي تساعد علي استثمار الوقت, بل وتوظيفه لصالح الفرد ولصالح المجتمع. فلو فككت غطاء ساعتك ستجد تروسا من أحجام( مختلفة) وتسير في اتجاهات( متناقضة أو متعاكسة), ولكنها تحرك العقارب لقدام!! إذن فالاختلاف, وارد ومهم في تحقيق فكرة التقدم, فقد اعتمد العالم المتقدم فكرة الاختلاف, أما العالم المتخلف فقد اعتبر الاختلاف جريمة أو نقيصة أو عملا مشينا.. أو( تجاوزا)!! ونعود لفكرة الوقت فأقول إن الإنسان كمشروع فردي, يولد وحده ويموت وحده ومع ذلك وفي نفس الوقت فإن لديه ميلا جارفا للانضمام الجماعي, فعمر الإنسان الفرد ليس طويلا, ولكن عمر الجماعة أو الأمة ممتد وأبدي. وإهدار( وقت) الجماعة, هو إهدار( عمرها) وهو أيضا إهدار لعمر الأفراد الذين يكونون قوامها, والذي يهدر وقت وعمر الجماعة أو الفرد هو النظام الذي يحكمهم بطريقة غير ديمقراطية, كما أن الذي يستثمر وقت وعمر الجماعة أو الفرد هو النظام الذي يحكمهم بطريقة ديمقراطية. فلو افترضنا أن هناك نظاما يقوم بتعذيب المعارضين فإن هذا النظام يكون قد أهدر طاقته في تعذيب أولئك المعارضين, كما أن المعارضين يكونون قد أهدروا طاقتهم في تحمل طغيان ذلك النظام! هذا وقت مهدر من عمر الأمة ذاتها. فكم من الزمن تستغرق عمليات مراقبة المعارضين وترصدهم والتنصت عليهم وسجنهم أو تعذيبهم, هذا كله إهدار من الزمن أو من الوقت, سلطة تهدر وقتها, وتهدر وقت المواطن الذي تحكمه! هذا إذا اعتبرنا المواطن شيئا والسلطة شيئا آخر. فطغيان السلطة علي الفرد, وإهدار زمنها وزمانه هو ظاهرة ترتبط بوجود مزاجين. في المجتمع:( مزاج السلطة) و(مزاج المواطن). مطلوب أن يكون للأمة مزاج واحد, وهذا يعني أن توضع القوانين وتسن للحاكم والمحكوم معا. فلو كانت هناك قوانين وأعراف للحكام, وقوانين وأعراف للمحكومين لأصبح الشعب وحده والسلطة وحدها, وهذا بالضبط مايحدث في البلاد المتخلفة, وهو مايقترب بها إلي حكم شيخ القبيلة! حجازي.. السلطة عندك هي( الحكم) أو( الحكم والمعارضة)؟ السلطة هي مالايتصل بالناس مباشرة! السلطة هي المثقفون والشرطة! أسأل أين تضع أحزاب المعارضة في دول العالم الثالث.. مع الحكم أم مع الجماهير؟ لم تصل السلطة ولا المثقفون للجماهير, جسم مصر بعيد جدا جدا عن هؤلاء وأولئك. أعندما تتكلم عن المعارضة تقول:( المثقفون)؟ نعم اتفقنا ولنجعل من هذا رمزا كوديا طوال الحوار حتي نوحد المصطلحات؟ كلمة( معارضة) ككيان لم توجد بعد, لأن هذا الكيان لم يولد بعد, ولو يوجد في مصر إلا السلطة الغريبة عن الناس, كل أفكار عبدالناصر التقدمية وتنظيمه السياسي لم تجد من يدافع عنها عندما جاء السادات, وهذا يعني انعدام وصول أفكار عبدالناصر إلي الناس, وأنا هنا لاأتكلم عن الإنجازات, فقد أنجز عبدالناصر كثيرا, وبني السد العالي, وقاوم الاستعمار العالمي مقاومة رهيبة, وحقق مدا ثوريا في العالم كله, ولكنني أقصد بوصوله للناس أن يجد من يدافع عن أفكاره عندما يسقط أو عندما يموت. عندما جاء السادات وقلب حسبة عبدالناصر وغيرها, لم يطلع له أحد ليدافع عن أفكار عبدالناصر هذه, عبدالناصر لم يصل إلي الناس ولم يعتمد علي الناس, وقد بكي هؤلاء الناس في جنازته ولكنهم لم يدافعوا عنه, بينما الأصل أنه من غير الممكن أن يبكي إنسان علي أبيه ولايدافع عن ترابه! إذا بكيت علي أبيك فقط دون أن تدافع عن ترابه, فالمعني الوحيد هنا أن أباك لم يفلح في تربيتك, وهنا يقتصر موقفك علي المسألة العاطفية( أبوك حبيبك مات.. وتذرف دموعا.. وتشق ثيابا.. ولكنك لاتدافع عن المعني أو القيمة أو الفكرة التي يمثلها أبوك!! مادمت تطرح الموضوع علي هذا النحو, فاسمح لي أن أسألك ليس فقط عن مسئولية السلطة( كما اعتدنا جميعا أن نتكلم عن مسئولية السلطة في العالم الثالث) ولكن سأسألك عن مسئولية الجماهير, وأعني مسئولية الجماهير تجاه الحقائق البسيطة, وليست القضايا الكبري أو المعقدة, ألا تشعر أن هذه الجماهير الآن غائبة عن الساحة بالفعل المؤثر, بالفعل الرشيد معا؟ تغييب الجماهير هو عمل سلطوي بحت, يمارس من زمن طويل جدا, تغييب الجماهير معناه: أن الحقائق لاتصل إليهم بالكامل بحيث يتحقق احتمال( تحركهم) وأكثر الأشياء التي يخاف منها الحاكم في العالم الثالث هو تحرك الجماهير. إذا تساءلت عن سبب معظم ديون العالم الثالث, ستجده بسيطا وهو أن أي ديكتاتور لايمكن أن يسمح بحركة الجماهير حركة فعلية حقيقية. لو صاح الديكتاتور في أحد موطنيه:( زود الإنتاج واشتغل بجد) ثم زاد هذا المواطن من إنتاجه, فلابد أن يسأل بعد زيادة الإنتاج عن حقوقه نفسها, فيطلب تمثيلا نقابيا صحيحا, ويطلب تمثيلا نيابيا صحيحا. واجبات.. تقابلها.. حقوق! وهكذا أدركت السلطة في العالم الثالث أن مواطنيها إذا اشتغلوا, فسوف يطالبون بحقوقهم, ولهذا فإن هذه السلطة لايمكن أن توصل مواطنيها إلي حالة( العمل)! لماذا؟ لأن( مرحلة العمل) هي( مرحلة الحركة). ولهذا تستدين معظم سلطات العالم الثالث وتريق ماء وجهها أمام العالم لكيلا يعمل مواطنوها هذه السلطات لاتؤمن إطلاقا بفكرة العمل, لأن فكرة العمل تعني التغيير, وهو ليس تغيير المجتمع وتقدمه, ولكنه تغيير الصيغة الاجتماعية الحادثة, وإعادة ترتيبها من أول وجديد. هذه السلطات تطالب مواطنيها بالعمل في الخطب, ولكنهم لايقصدون ولايعنون العمل أبدا, فالعمل حركة, والحركة تغيير, والتغيير يهز كراسي الحكام ويغير الصيغة كلها الي عمل نقابي حقيقي وعمل برلماني حقيقي: أوصلونا أن نذهب إلي العمل كي لانعمل. وأن نذهب إلي الجامعة كي لانتعلم. وأن نذهب إلي النادي كي لانلعب. وأن نذهب إلي سول كي نهزم. كل المسائل اصبحت شكلية, ولو جاء أناس من كوكب آخر ليرصدونا, سيقولون ان شكلنا متقدم فعلا, فلدينا سيارات ومياه وأكواب وعمارات وطرق شكلنا مثل العالم المتقدم, وشكلنا متحضر. ولكننا أبدا لسنا متحضرين من الداخل.. نحن لم ننتج ادوات حضارتنا, وبالتالي فلسنا متحضرين, الحضارة هي انتاج ادواتها ونحن لم نصل بعد لمنطقة العمل ولكننا وصلنا لأن نجلس محاطين بتليفزيون ياباني وعربة أمريكية وراديو انجليزي وملابس إيطالية, ولايوجد معنا شئ هنا! نحن الوحيدون المصنوعون محليا! مزيد من التفصيل في صياغتنا لجوانب التأثير المختلفة علي اطراف اللعبة السياسية والاجتماعية في العالم الثالث.. وقد طرحت ثلاثة عناصر تشكل قوام هذه اللعبة فقلت: السلطة وقلت: المثقفون, وقلت: الجماهير.. وعندما اطلب منك مزيدا من التفصيل, فانني اعني ان نضع ايدينا علي فوارق الزمن عند كل عنصر من هؤلاء, وقد كلمتني عن فوارق الزمن عند السلطة.. فماذا عن فوارق الزمن عند المثقفين؟ فارق الزمن الرئيسي عند المثقفين, ان معظم هؤلاء المثقفين اعتمدوا اساسا علي فكرة لوي العنق الي الوراء, وان هذا الوراء هو المنهل!! والترجمة الثقافية لهذا الموقف هي ان المثقف يفني نفسه قراءة وفهما لكتب الموتي فحسب!عندما تقرأ ارسطو اليوم وتتلو علي كل من تقابل ان قواعد المسرح هي كذا وهي كيت.. فهذا موت! وعندما تقتصر علي قراءة قواعد النظم الاقتصادية والاجتماعية السابقة.. فهذا موت! هذا يعني ان المثقفين يعتمدون علي دفاتر الموتي القديمة في تفسيرهم للحاضر. الثقافة الحقيقية هي دراية المثقف بما يجري الآن! اما معرفة التاريخ فهذا موضوع آخر, ولابد ان يكون جزءا من معرفتك, ولكن بعد المعرفة والدراية الاولي وهي الدراية بما يجري الان, هذه هي الاولوية الاولي في كون المثقف مثقفا ومعرفة التاريخ هي الاولوية الثانية في اطار المعرفة وهي لابد ان تكون موجودة شريطة ألا نحكم الحاضر بمقاييس الماضي. اتعتقد ايضا ان مثقفي الأحزاب السياسية في هذه البلاد يفتقرون الي القدرة علي قراءة الواقع, ويفتقرون الي القدرة علي قراءة الحاضر؟ الزمن تأخر عندنا كنتيجة لهذا الذي تطرحه بالضبط! أكلمك علي مستوي الثقافة السياسية وليس الثقافة الأدبية.. هل تعتقد أن مثقفي الأحزاب السياسية قرأوا واقعهم جيدا؟ لم يحدث! فهناك فرق بين أن يقرأ أحد المثقفين جسر علي نهر المسيسبي بينما لايعرف شيئا عن الجسر الواقع علي ناصية شارعه! هذه قراءة خاطئة لابد أن تدرك زمنك وبيئتك وان تبدأ بهذه البيئة حتي لو أنفقت عمرك في قراءة هذه البيئة من حولك لابد ان تبدأ من الدوائر التي تحيط وجودك الصحيح, وأن تقرأكيما تعرف بداية من أنت, ثم تتلفت لتري الوجود من حولك.. لكن مثقفينا يتلفتون في البداية!!ولهذا تري كل هذا الركام الذي نعيش فيه, فنجد عمارات ذات طرز أمريكية وغربية. كنا نتحدث عن عناصر اللعبة السياسية في دول العالم الثالث, وحددتها في: سلطة مثقفون جماهير.. وكلمتني عن فوارق الزمن عند السلطة والمثقفين.. فمن أين تأتي فوارق الزمن عند الجماهير؟ فرق الزمن عند الجماهير يأتي من الاتكالية والخرافات. اعمل معروف.. لاتكن رفيقا بالجماهير؟ هذه شهادة غير وارد فيها الترفق, هناك خرافات عديدة في ذهن الجمهور, ولم يعتن احد من الذين حكموا ان يجد لها بديلا وكيف يعتنون؟ وهم لم يحكموا أصلا وإنما اكتفوا بإصدار الأوامر!! لايمكن ان تزيح خرافة من ذهن الجمهور إلا بإحلال آخر, لابد أن يصدق الجمهور شيئا آخر غير هذه الخرافة. نحن حتي الآن نضع الأحجبة, ونعتقد ان الله يكفينا شر الحاكم الظالم, ونردد: اسكت علي جار السوء.. يا يرحل.. يايموت..!!كلها أفكار اتكالية نرددها ثم نترك فكرة التغيير للزمن, للظروف وهذا يعني عبثية محاسبة الجمهور علي اسباب عدم تحركه حركة صحيحة في اتجاه التقدم مادام لم نضعه ابتداء علي طريق هذا التقدم. ويهم السلطة في العالم الثالث ان تترك الجمهور غارقا حتي اذنيه في هذه الخرافات ولاتضعه علي الطريق الصحيح او طريق المعرفة.. بحيث اذا ما حدث سخط سيصبح سخطا غير منظم! كل هذا يؤدي إلي إرجاء التقدم, وكل هذا يجعل الجماهير في العالم الثالث تنتظر ان يتغير الحاكم لا أن تقوم هي بتغييره!! الجماهير لم تشارك في السلطة حتي الآن في العالم الثالث وحكام شعوب العالم الثالث بمن فيهم عبد الناصر كانوا ينظرون للشعوب علي انها عدد وليست جماهير! كل أنظمة العالم الثالث مغرمة بجمع الأعداد, بحيث تقول مثلا إن90% من الشعب ذهب للانتخابات و95% من الناس سجلوا انفسهم في نظام البطاقات الجديد! مغرمون بالأعداد جدا!! لكن ليس لديهم الغرام نفسه لقيمة الفرد داخل العدد, بينما لايمكن ان يحدث تقدم إلا بقيمة الفرد داخل العدد اذا اعتمدت سلطة علي العدد فقط, وكتبت وقرأت أعدادا علي الورق, وصدقتها, فإن هذه الأعداد تسقط ورقيا ايضا كما بنيت ورقيا وصدقوها ورقيا!! وعندما تسقط الأسس الورقية والعددية لأنظمة العالم الثالث تجد هذه الأنظمة نفسها محتاجة إلي الجماهير لتسندها فيطلع الناس الذين لم يصدق أحدهم من قبل كل الأسس الورقية والعددية, ليسندوا نظامهم وهذا هو حس الناس الذي يتجلي في لحظات خطرة, وفي لحظات أن تكون الأمة أو لا تكون. هذه لحظات لاتفكر فيها الجماهير وهي لحظات قريبة من الوجد والإحساس وليس التفكير او التوظيف او التجنيد تخرج الجماهير وتسند انظمتها وفور ان تشد الأنظمة قامتها تهجم علي هذه الجماهير لتفترسها!! ولعبة الجماهير تثير في الذاكرة خواطر عديدة فقد تنزل الجماهير للشارع, وتسقط نظاما معينا وتطالب بفرد ما ليحكمها ويأتي الفرد ليحكم ولكن هاجسا اساسيا يظل يعربد في صدره وهو: لابد ان تعود الجماهير الي بيوتها فورا, لانهم اسقطوا من كان يحكم قبلي, ومن الممكن ان يسقطوني, وهنا يدير النظام ظهره للجماهير, ويفتري عليها ويعود ليمارس غرامه بالعدد ويتخذ ما يشاء من الإجراءات الورقية والشكلية التي لاتؤدي الي تقدم المجتمع, ولكنها تسهم في التثبيت ليس تثبيت المجتمع ولكن تثبيت فكرة النظام! بين السلطة والمثقفين والجماهير تنشأ وظيفة سياسية ووظيفة اجتماعية لما يسمي بآلة الصحافة ويري الكثيرون ان الصحافة هي الجسر الذي يمكن ان يربط بين الثلاثة عناصر. إلي أي حد يمكن ان تقوم الصحافة بمثل هذا الدور في دول العالم الثالث؟ اولا الصحافة يمكن ان تقوم بدور, عندما لاتكون هناك أمية!! الراديو أو التليفزيون هو صاحب الدور في بلاد من شاكلتنا الصحافة في بلدان العالم الثالث تخاطب المتنور فقط. وهل تعتقد أن الصحافة ادت دورا تنويريا حتي لبعض المجموعات الخاصة داخل قطاعات السلطة او المثقفين او الجماهير! الصحافة لاتستطيع أن تقوم بدور حيادي لانها اساسا تابعة للسلطة في كل بلاد العالم الثالث, هي تابعة للسلطة بشكل ما أو مراقبة من السلطة بشكل ما ومع ذلك فقد تقوم بدورها التنويري بشكل استثنائي يرتبط بشخصية الكاتب نفسه. فأحمد بهاء الدين مثلا قام بدوره التنويري في كل عصر, وفي كل وقت, ولكنه كان استثناء وسط القاعدة الصحفية.