محافظ الجيزة يكلف بمضاعفة جهود النظافة عقب انكسار الموجة الحارة    ترامب: سنناقش مسألة تبادل الأراضي والقرار يعود للجانب الأوكراني ولن أتفاوض باسمهم    فيصل وشلبي يقودان تشكيل البنك الأهلي أمام حرس الحدود بالدوري الممتاز    "عملتها الستات ووقع فيه الرجالة"، مقتل وإصابة 3 أشخاص فى مشاجرة بين عائلتين بالبدرشين    نجوى فؤاد تحسم الجدل حول زواجها من عم أنغام ( فيديو)    «يا رايح للنبي».. سعر الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025    بعد «الإحلال والتجديد».. افتتاح مسجد العبور بالمنيا    قبل ساعات من قمة ألاسكا.. بوتين في أكبر مصنع روسي لإنتاج كبسولات تعزيز الذاكرة والمناعة (تفاصيل)    متحدث باكستاني: عدد قتلى الفيضانات المفاجئة في شمال غرب باكستان ارتفع إلى 157 شخصا    المتحدث العسكري ينشر فيديو عن جهود القوات المسلحة في إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة (تفاصيل)    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 فلكيًا في مصر (تفاصيل)    الاتحاد السكندري يعاقب المتخاذلين ويطوي صفحة فيوتشر استعدادًا ل «الدراويش» في الدوري    فليك: جارسيا حارس مميز وهذا موقفي تجاه شتيجن    تشالهانوجلو يعود إلى اهتمامات النصر السعودي    الرئاسة في أسبوع، السيسي يوجه بوضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام.. حماية تراث الإذاعة والتلفزيون.. ورسائل حاسمة بشأن أزمة سد النهضة وحرب غزة    ب6 ملايين جنيه.. «الداخلية» توجه ضربات أمنية ل«مافيا الاتجار بالدولار» في المحافظات    المنيا.. مصرع طفلة إثر صعق كهربائي داخل منزل جدتها بسمالوط    رئيس جامعة بنها: التعليم بداية الطريق وتقديم كافة أنواع الدعم للخريجين    فنانو مصر عن تصريحات «إسرائيل الكبرى»: «نصطف منذ اليوم جنودًا مدافعين عن شرف الوطن»    عمرو يوسف: تسعدني منافسة «درويش» مع أفلام الصيف.. وأتمنى أن تظل سائدة على السينما (فيديو)    رانيا فريد شوقي في مئوية هدى سلطان: رحيل ابنتها أثر عليها.. ولحقت بها بعد وفاتها بشهرين    وفاء النيل.. من قرابين الفراعنة إلى مواكب المماليك واحتفالات الخديوية حتى السد العالي    حكم من مات في يوم الجمعة أو ليلتها.. هل يعد من علامات حسن الخاتمة؟ الإفتاء تجيب    «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة».. إمام المسجد الحرام: تأخير الصلاة عند شدة الحر مشروع    خطيب الجامع الأزهر: الإسلام يدعو للوحدة ويحذر من الفرقة والتشتت    «السلام عليكم دار قوم مؤمنين».. عالم بالأزهر: الدعاء عند قبور الصالحين مشروع    بحث تطوير المنظومة الطبية ورفع كفاءة المستشفيات بالمنيا    نائب وزير الصحة: مهلة 45 يومًا لمعالجة السلبيات بالمنشآت الطبية في المنيا    بطعم لا يقاوم.. حضري زبادو المانجو في البيت بمكون سحري (الطريقة والخطوات)    خدمات علاجية مجانية ل 1458 مواطنا في قافلة طبية مجانية بدمياط    الصفقة الخامسة.. ميلان يضم مدافع يونج بويز السويسري    متى تنتهي موجة الحر في مصر؟.. الأرصاد الجوية تجيب    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالفيوم    محافظ الدقهلية يتفقد عمل المخابز في المنصورة وشربين    عودة أسود الأرض.. العلمين الجديدة وصلاح يزينان بوستر ليفربول بافتتاح بريميرليج    ترامب يؤيد دخول الصحفيين إلى قطاع غزة    مالي تعلن إحباط محاولة انقلاب وتوقيف متورطين بينهم مواطن فرنسي    محافظ أسيوط يتفقد محطة مياه البورة بعد أعمال الإحلال    قصف مكثف على غزة وخان يونس وعمليات نزوح متواصلة    117 مليون مشاهدة وتوب 7 على "يوتيوب"..نجاح كبير ل "ملكة جمال الكون"    البورصة: ارتفاع محدود ل 4 مؤشرات و 371.2 مليار جنيه إجمالي قيمة التداول    مديرية الزراعة بسوهاج تتلقى طلبات المباني على الأرض الزراعية بدائرة المحافظة    تراجع معدل البطالة في مصر إلى 6.1% خلال الربع الثاني من 2025    السيسي يوافق على ربط موازنة هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لعام 2025-2026    الزمالك يمنح محمد السيد مهلة أخيرة لحسم ملف تجديد تعاقده    «الطفولة والأمومة» يحبط زواج طفلتين بالبحيرة وأسيوط    الكنيسة الكاثوليكية والروم الأرثوذكس تختتمان صوم العذراء    الكشف على 3 آلاف مواطن ضمن بقافلة النقيب في الدقهلية    نائب وزير الصحة يتفقد المنشآت الطبية بمحافظة المنيا ويحدد مهلة 45 يوما لمعالجة السلبيا    الإدارية العليا: إستقبلنا 10 طعون على نتائج انتخابات مجلس الشيوخ    ضبط مخزن كتب دراسية بدون ترخيص في القاهرة    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025 والقنوات الناقلة.. الأهلي ضد فاركو    ياسر ريان: لا بد من احتواء غضب الشناوي ويجب على ريبييرو أن لا يخسر اللاعب    قلبى على ولدى انفطر.. القبض على شاب لاتهامه بقتل والده فى قنا    ضربات أمنية نوعية تسقط بؤرًا إجرامية كبرى.. مصرع عنصرين شديدي الخطورة وضبط مخدرات وأسلحة ب110 ملايين جنيه    الدكتور عبد الحليم قنديل يكتب عن : المقاومة وراء الاعتراف بدولة فلسطين    نفحات يوم الجمعة.. الأفضل الأدعية المستحبة في يوم الجمعة لمغفرة الذنوب    بدرية طلبة تتصدر تريند جوجل بعد اعتذار علني وتحويلها للتحقيق من قِبل نقابة المهن التمثيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يكتبها: طارق الشناوي
حكايات فنية
نشر في صوت الأمة يوم 16 - 08 - 2009

استفتاء مهرجان الإسكندرية.. «ليه»؟!
· مع بزوغ اسم «ممدوح الليثي» اكتشف أن النجوم في العادة يقاطعون المهرجان طالما أنهم ليس لهم جائزة أو احتمال جائزة
· لا اعتراض لي علي أغلب الفائزين خاصة أنهم يستحقون الجوائز ولكن يظل الانضباط مطلوب لتصبح الجائزة من الناحية الشرعية «جائزة»؟
كان مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي يحمل اسماً حركياً "ليالي السينما المصرية".. كانت هذه الليالي هي سر قوة المهرجان وأيضاً تحمل في عمقها عنوان ضعفه والتي وصلت إلي ساحات القضاء وتعددت مانشيتات الجرائد
والمجلات وتسابقت عليها الفضائيات علي مدي تجاوز ربع قرن وهي تلاحق أخطاء وخطايا لجان التحكيم الأفلام المصرية في دوراته المختلفة .. صحيح أنه منذ أولي دوراته التي أقيمت عام 1979 وهو يحرص علي تواجد السينما العالمية وكان الهدف من إنشائه تحديداً أن يصبح موازياً لمهرجانات حوض البحر الأبيض المتوسط مثل "فالنسيا" بأسبانيا و"باستيا" بفرنسا علي سبيل المثال واللذين توافق ميلادهما مع مهرجان الإسكندرية..
كان هذا هو هدف الكاتب الكبير الراحل "كمال الملاخ" الرائد الأول للمهرجانات في مصر وأول رئيس لجمعية كتاب ونقاد السينما.. كان حلم "الملاخ" مثلما كان يغني "عبد الحليم حافظ" بكلمات "صلاح جاهين" وألحان "كمال الطويل" تماثيل رخام ع الترعة وأوبرا.. كان لديه إحساس بأن مصر جديرة بأن يقام علي أرضها في كل مدينة مصرية مهرجان وهكذا أطلق مهرجان القاهرة الدولي عام1976!!
نعم تقلصت الأحلام ثم تقلصت قوة المهرجانات وعمت الفوضي التنظيمية في أغلبها وتم سحب مهرجان القاهرة حدث في عام 1984 من قبضة جمعية كتاب ونقاد السينما إثر خلاف مع "عبد الحميد رضوان" وزير الثقافة الأسبق الراحل انتزع من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما وكانت له هيئة خاصة ثم صار مع الزمن تابعاً وليس فقط تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية.. مهرجان الإسكندرية كانت تشارك في لياليه الأفلام المصرية بأكثر من 20 فيلماً سنوياً وكان لقب أفضل ممثل ومخرج وممثلة وممثل ومونتير ومصور وممثل مساعد هو العنوان الرئيسي للمهرجان رغم أنه لم يتوقف عن مسابقة أفلام دول البحر المتوسط كان يحرص أيضاً علي مسابقة العمل الأول.. أحياناً كانت تتسلل أفلاماً أخري - غير مطلة علي البحر المتوسط - خاصة في مسابقة العمل الأول.. مع الزمن تناقص إنتاج السينما المصرية بل أصبح المهرجان يواجه مشكلة سنوية ليس فقط الإسكندرية بل والقاهرة يعاني كل منهما في الحصول علي فيلم مصري مشاركاً في مسابقته الدولية ممثلاً للسينما المصرية.. خفت مع الزمن هذا الإحساس بأن المهرجان يتم اختراقه من قبل البعض لتمارس عليه ضغوط من أجل منح جوائز مجاملة ممن لا يستحقون.. هدأت ليالي السينما المصرية وهدأت أيضاً الفضائح المصاحبة للمهرجان.. ومع بزوغ اسم "ممدوح الليثي" كرئيس لجمعية كتاب ونقاد السينما اكتشف أن النجوم في العادة يقاطعون المهرجان طالما أنهم ليس لهم جائزة أو احتمال جائزة.. بدأ في إقامة استفتاء لم تتحدد أبداً معالمه في البداية كان استفتاءً فصلياً لأن المهرجان في العادة يقام في نهاية فصل الصيف فتقرر إقامة هذه المسابقة بين النقاد والصحفيين عن أفضل أفلام
الصيف وتعلن النتائج يوم حفل الختام وكالعادة يختلف الأمر بين جائزة تمنحها لجنة التحكيم الدولية للمهرجان لأفضل ممثل وجائزة تمنحها الجمعية لأفضل ممثلة.. هذا العام تقرر أن يتم تحديد الفترة الزمنية التي تتنافس فيها الأفلام من يناير إلي يوليو ولا يوجد في الدنيا كلها مسابقة تتخذ تلك المساحة الزمنية فقط في الاختيار لأن السؤال هو وما ذنب الأفلام التي تعرض في الأسبوع التالي من يوليو وحتي نهاية ديسمبر.. المهرجان الذي كان يتناول فصلاً واحداً وهو الصيف صارت دائرته الزمنية تمتد إلي ثلاث فصول تبدأ من أواخر الشتاء والربيع والنصف الأول من الصيف.. عندما راجعت الأسماء الفائزة أجد نفسي متحمساً إلي أغلبها ولو كان الأمر بيدي لاختيار الأفضل لوقع اختياري بالفعل علي أغلب هؤلاء ولكن الأمر ليس له علاقة بالأسماء ولكن بالمنطق!!
في الورق الرسمي لإعلان الجوائز قالوا إن 90 ناقداً ومتخصصاً في مجال الكتابة السينمائية هم الذين وقع اختيارهم علي هؤلاء الفائزين.. أي أن التصويت رقمي لذا كان ينبغي في هذه الحالة أن تكتب علي وجه الدقة عدد الأصوات التي حصل عليها الفنانون خاصة أن الهيئة المنظمة للاستفتاء أكدت أنها منعت المناصفة في الجائزة واستخدمت جائزة التفوق التي كانت من نصيب "الهام شاهين" ممثلة عن "خلطة فوزية" و "واحد صفر".. و "وحيد حامد" كاتباً عن "احكي يا شهرزاد".. "محمود عبد العزيز" درع الامتياز عن "إبراهيم الأبيض" ومجمل أعماله.. كان ينبغي الاكتفاء بدوره "عبد الملك زرزور" في "إبراهيم الأبيض" خاصة أن الاستفتاء من المؤكد لم يتطرق إلي تاريخ "محمود عبد العزيز" فليس هناك مجال لتقييم تاريخ الفنانين ويقفز السؤال عن الجائزة من هي أحسن ممثلة "مني زكي" "احكي يا شهرزاد" أم الهام "واحد صفر" و "خلطة فوزية" وهو أيضاً ما يقال عن جائزة السيناريو هل هي مريم نعوم "واحد صفر" أم وحيد حامد "احكي يا شهرزاد" وكذلك خالد الصاوي "الفرح" أم محمود "إبراهيم الأبيض"؟!
إعلان الأرقام كان سيعطي قيمة أكبر لمعني التفوق والامتياز علي اعتبار أن هذه هي الجائزة الأكبر بالطبع.. لقد تردد مثلاً في كواليس المهرجان أن "أحمد حلمي" حصل علي رقم يؤهله للحصول علي الجائزة في الاستفتاء ثم تم استبعاده لأنه حصل علي نفس الجائزة في الاستفتاء الماضي.. لو صح ذلك فإن هذا يعتبر خطأ وقعت فيه إدارة المهرجان أكرر لو صحت الشائعة لأنه لا يوجد أي منطق يمنع المبدع من الحصول علي الجائزة مرتين في عامين متتاليين!!
كانت هناك لمحات مضيئة لعدد من الفنانين أذكر منهم "دنيا سمير غانم" و "أحمد مكي".. "دنيا" لمعت في فيلمي الصيف "الفرح" و "طير انت" وأثبتت أنها ممثلة من طراز رفيع.. "أحمد مكي" نجح في الاقتراب الجماهيري من الجمهور من فيلم إلي آخر "اتش دبور" ثم "طير انت".. مع عدد من المبدعين "مني ربيع" المونتاج.. "تامر كروان" الموسيقي في "احكي يا شهرزاد".. لطفي لبيب "واحد صفر".. محمد رمضان "شهرزاد".. انتصار "واحد صفر".. لا اعتراض كما أسلفت من قبل علي أغلب الفائزين خاصة أنهم يستحقون الجوائز ولكن يظل أن الانضباط مطلوب لتصبح الجائزة من الناحية الشرعية "جائزة".. ثم إن الاستفتاء يواجه بالقطع مأزقاً عند توجيه القيمة الإعلانية للجوائز فما الذي يستفيده فيلم مثل "واحد صفر" من تلك الإعلانات التي فاز بها وقدرها 30 ألف جنيه والفيلم غادر دور العرض منذ أكثر من ثلاثة أشهر.. ومن المؤكد فإنه لن يعود إليها الاستفتاء يحتاج إلي قواعد أخري ومعايير اكثر انضباطاً!!
*********
«الديجيتال» سينما الزمن القادم!!
· مسابقة «الديجيتال» لا صوت لها بسبب صخب الأحداث ولكنها تمنح المهرجان ولا شك خصوصية!
بالطبع لا تحظي مسابقة الأفلام "الديجيتال" بالإقبال الجماهيري دائماً ما يتابع الصحفيون والنقاد المسابقة الرئيسية
للمهرجان.. إلا أن مهرجان الإسكندرية يحرص علي إقامة هذه المسابقة وللعام الثالث علي التوالي.. ويشرف علي هذه المسابقة الناقد الدءوب "نادر عدلي".. اختارتني إدارة المهرجان مشاركاً في لجنة التحكيم مع مدير التصوير والمخرج "طارق التلمساني" والمخرجة "كاملة أبو ذكري".. والواقع أن الأفلام لم تكن كلها ديجيتال.. حيث انضم للتسابق مشروعات معهد السينما وتنافست الأفلام في الأقسام المختلفة هذا ليس سراً لأننا اتفقنا في لجنة التحكيم أن "طارق التلمساني" باعتباره رئيساً للجنة عند إعلان النتائج سوف يذكر ذلك حيث تنافس علي الجوائز ثلاثة أفلام "الحب في زمن الكولة" والكولة هي مادة صمغية رخيصة الثمن.. و"أوضة الفيران" لكريم العدل و"دستور يا سيدة" لمحمد العدل.. المخرج الشاب "إبراهيم عبلة" قدم فيلم «الحب في زمن الكولة» لم تكن المرة الأولي التي أشاهد فيها هذا الفيلم فهو أحد الأفلام الروائية القصيرة التي يتم ترشيحها للمشاركة في المهرجان وتحمست له كثيراً اللجنة.. تميز المخرج الشاب بقدرته علي خلق جو عام بالإضافة إلي خفة ظل في الانتقال بين لقطة وأخري.. "محمد العدل" في فيلم "دستور يا سيدة" قصة قصيرة ليوسف إدريس سيناريو "أمينة وجيه خيري" وأهدي المخرج والكاتبة الفيلم إلي الكاتب الصحفي الراحل "وجيه خيري".. قصة "يوسف إدريس" قائمة علي تلك اللمحة التي تملك الإيحاء.. امرأة تعاني الوحدة الشخصية والعاطفية تلتقي مع شاب تختلط بداخلها المشاعر الأمومة بالرغبة الجنسية بإحساس مرهف عبرت عنه باقتدار "صفاء الطوخي" والوجه الجديد "محمد يسري".. "محمد العدل" مشروع حقيقي لمخرج قادم و "أمينة وجيه خيري" أراها كاتبة سيناريو واعدة!!
نافس فيلم "أوضة الفيران" بقوة لانتزاع الجائزة.. الفيلم يعود بنا إلي الخوف التاريخي في أعماقنا كأطفال من "أوضة الفيران".. إنه الخوف الذي نزرعه ونرويه نحن بأيدينا حيث يتجاوز خيالنا عادة الواقع وتزداد حالة الرعب.. هذا هو المعني الذي أراد "كريم العدل" أن يقدمه لنا في رؤية تشبه طلقة الرصاص.. حصل الفيلم علي جائزة خاصة لمدير التصوير "حسام الدين محمد"!!
"ربيع 89" فاز بالجائزة الأولي في إطار أفلام الديجيتال".. الحكاية عمرها 20 عاماً عندما تمر السنوات ونتذكر حكاياتنا القديمة بتلك السذاجة أو إن شئت الدقة البكارة في المشاعر.. صديقتان تتصارعان علي شاب واحد كل منهما تشعر أنها أخذته من الأخري رغم أن الواقع يتناقض مع الخيال.. "أيتن أمين" مخرجة الفيلم شاهدت لها من قبل فيلمها "راجلها" أول أفلامها كنت ضمن فريق لجنة تحكيم الجامعة الأمريكية واكتشفت في التفاصيل التي حرصت عليها أنها بالفعل تمتلك قدرة علي التعبير وبجرأة إبداعية كانت تتناول مشاعر امرأة تعيش الحرمان.. هذه المرة نحن بصدد مراهقتان تعيشان بوهم الحب الأول وكل منهما يقتلها إحساس بالذنب.. الحوار المكثف لوسام سليمان التي تقدم تلك الومضة الإبداعية ونظراً لتميز الفيلم فلقد استحوذ علي كل الجوائز الإخراج والسيناريو والتمثيل للوجه الجديد "فاطمة عادل" ومن الأفلام التي كان لها حضورها الخاص "فرشة وألوان" سيناريو وإخراج "الزمخشري" كل منهما يمسك الفرشاة ويرسم من خياله من يريد أن يكتمل به "راندا البحيري" و "وليد عمر".. هي ترسم ملامحه وهو يرسم ملامحها وتكتمل الصورتان في النهاية ويضعهما "الزمخشري" في إطار واحد.. هذا علي مستوي الخيال أما في الواقع فإنهما يصطدمان في الحياة ولكن إيقاع الحياة يمضي بنا ولا يتيح لأي منا حتي أن يتوقف ليسأل أين أنا ويمضي.. الحلم يظل للأبد حلماً!!
في السينما التسجيلية قدمت "ريهام إبراهيم" فيلمها الروائي الثالث "انهيار" الذي يتناول هؤلاء الذين يعيشون تحت حضن الجبل تعودوا علي أحضانه صار هو الذي يحميهم من قسوة الطبيعة ولكن كان الجبل أكثر قسوة وانهار علي رؤوسهم.. أحال سكان الجبل الطبيعة إلي مكان لإقامة البشر وإلي بيوت يعبدون فيها الله شاهدنا الكنائس المنحوتة بداخله مثلما شاهدنا البشر المحرومين من أبسط مظاهر الحياة.. قدمت "ريهام إبراهيم" فيلماً يقطر صدقاً وكانت لديها أيضاً عين قادرة علي تقديم التكوين الدرامي الذي يحمل أيضاً الإيحاء.. الحياة القاسية جداً ولكننا لم نر بكاءً ولا ضعفاً لديهم حرصاً علي الحياة والمقاومة.. نعم يعيشون الانهيار مهددون في كل لحظة بأن يغدر بهم الجبل ويخونهم كما خانهم من قبل ولكنهم أبداً لا يستسلمون!!
"للرمال تاريخ" تلك هي رحلة المخرج والمصور والمونتير "أيمن حسني" حيث انتقلت الكاميرا لتنقل هذا التاريخ واستحق الجائزة!!
في الرسوم المتحركة تنافس "كل ده كان ليه" إخراج "زينب مصطفي" و "أنا لسه كويس" محمود المصري و "خليك قاعد" لمياء رجائي.. تميزت الأفلام الثلاثة بدرجة الانسياب والبلاغة في التعبير رغم بساطته كما أن المخرجين الثلاثة أجادوا تكوين الكادر وفي النهاية وقع الاختيار علي "خليك قاعد" باعتباره الأفضل وجائزة لجنة التحكيم من نصيب "أنا لسه كويس"!!
مسابقة "الديجيتال" لا صوت لها بسبب صخب المهرجان ولكنها تمنح مهرجان الإسكندرية ولا شك خصوصية!!
*********
قبل الفاصل
في رمضان دائماً ما يحدث توافق وجداني بين صوت الشيخ "محمد رفعت" ومشاعر الناس.. كلهم ينتظرونه رغم أن ما تبقي من تسجيلاته هو أقل القليل!!
صوت الشيخ "محمد رفعت" هو منحة إلهية لكل من يملك أذناً تسمع ووجداناً يشعر.. هذا الصوت الذي أطلقوا عليه "قيثارة السماء" تغلغل ولا يزال في وجدان البشرية أكثر من 100 عام منذ أن بدأ القراءة قبل نهاية القرن التاسع عشر حتي رحيله عام 1950 . كان الملك فاروق يتابعه من سرادق إلي سرادق وأسلم من خلال تلاوته للقرآن عدد من الأجانب الذين لا يعرفون لغة القرآن ولكن سرت إلي مشاعرهم ومضات من "قيثارة السماء" فاعتنقوا الإسلام بعد سماعهم صوت "محمد رفعت" وكان المخرج الراحل الكبير "يوسف شاهين" من عشاق صوت "محمد رفعت" ومن المعروف أن "الشيخ "رفعت" كان أيضاً سميع للأغاني بل وسجل بعضها بصوته ولكن تم محو هذه التسجيلات بعد ذلك.. الشيخ «رفعت» نسمعه طوال العام ولكننا في رمضان نتوحد مع صوته.. والحقيقة أن ما تبقي من صوت هذا الشيخ لا يتجاوز 10% فقط.. هذه هي نهايات صوته وليست بداياته ولا عنفوانه أو شبابه لأن هذه التسجيلات قام بها
هواة وليسوا محترفين مع ملاحظة أن آلات التسجيل في الماضي لم تكن تتمتع بحساسية في تلك السنوات التي تعود إلي نهاية الأربعينيات.. إن ما نسمعه الآن بصوت "رفعت" اضطرت الإذاعة إلي الاستعانة بالشيخ "أبو العينين شعيشع" لكي يسجل بعض الحروف أو الكلمات الناقصة التي ضاعت لسوء الآلات المستخدمة حيث كان الشيخ أبو العينين يجيد تقليد صوت الشيخ "رفعت".. كان الشيخ "رفعت" هو أول أهداف الإذاعة المصرية بعد إنشائها عام 1934 وتحديداً 31 مايو ولهذا بدأت الإذاعة في إجراء مفاوضات معه لتسجيل القرآن بصوته ليظل خالداً مع مرور الزمن وكان صوت الشيخ "رفعت" هو أيضاً أول صوت يسمعه الناس عبر هذه الإذاعة الرسمية عند بدء إرسالها بعد أن توقفت كل الإذاعات الأهلية التي بدأت قبلها بحوالي عشر سنوات افتتح بصوته البث الإذاعي المباشر.. لماذا لم يسجل الشيخ "رفعت" القرآن بصوته.. في منتصف الثلاثينيات وبعد أن وافق الشيخ علي التسجيل تدخل بعض المتزمتين دينياً الذين يتصدون لكل ما هو جديد ودستورهم الدائم كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.. هؤلاء المتزمتون قالوا كيف يا مولانا تسجل اسطوانة عليها القرآن ولا تدري أين تذاع بعد ذلك ربما وضعت في دورة مياه أو "كباريه" ولهذا تراجع الشيخ رفعت امتثالاً لهذا الرأي المتشدد.. ولكن قبل رحيل الشيخ "رفعت" حاولت الإذاعة المصرية مرة أخري واختلفوا علي السعر.. طلب الشيخ 100 جنيه ثمناً للاسطوانة بينما عرضت الإذاعة عليه 50 جنيهاً فقط.. وشعر الشيخ "رفعت" أن صوته ليس للمساومة ولهذا لم يتنازل عن شرطه.. بينما لم تدرك الإذاعة المصرية وقتها أهمية أن تسجل 50 شريطاً لتحفظ للأجيال القرآن كاملاً بصوت "رفعت".. وهكذا ما تبقي لنا لا يزيد علي 10% فقط ورغم ذلك فإننا نعيش عليها وبها ونحلق دائماً مع صوت قيثارة السماء للسماء!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.