«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يكتبها: طارق الشناوي
حكايات فنية

جاء الحكم القضائي لصالح "ممدوح الليثي" في فيلمه "الصديقان ناصر وعامر" وهو يجدد مرة أخري تلك الحكاية التي لا نري أبداً لها نهاية.. فلا يمكن لحكم قضائي أن يغلق الباب أمام تلك الاعتراضات حتي لو انتهي تصوير الفيلم وعرضه فإن النيران لن تطفأ أبداً!!
لا أحد يستطيع أن يحدد علي وجه الدقة من الذي يملك أن يقدم حياة الشخصية العامة وهل صحيح أن الورثة هم أصحاب السطوة أم أن لهم دائماً مآرب أخري؟! دعكم أولاً من تحديد مفهوم المآرب الآن لأن الكل سوف ينكر مؤكداً أنه لا مكاسب خاصة سوي أنهم فقط يريدون أن تقدم الحقيقة والحقيقة فقط بلا رتوش أو إضافات.. قبل عامين أعلنت الفنانة "برلنتي عبد الحميد" أنها انتهت من كتابها "الطريق إلي قدري"تروي فيه سيرة زوجها المشير "عبد الحكيم عامر" وأنها لن تسمح بتقديم أي أعمال فنية إذا لم تستند إلي هذا الكتاب.. كان السيناريست "ممدوح الليثي" قبل ستة أعوام قد انتهي من تأليف فيلم "ناصر وعامر" ورشح لإخراجه "خالد يوسف" وكل من "أحمد زكي" و "نور الشريف" هما البطلان.. "أحمد" في دور "المشير" ونور "عبد الناصر" الآن مع مرور الزمن صار المرشحان هما "أحمد السقا" و "كريم عبد العزيز" ووقع الاختيار علي وفاء عامر للقيام بدور برلنتي عبدالحميد السيناريو يتناول تلك الصداقة التي جمعت بينهما منذ لقائهما في الكلية العسكرية وظلت الصداقة قائمة بل وتزداد رسوخاً حتي بعد أن أصبح "عبد الناصر" رئيساً لمصر فلقد كان دائماً للمشير "عبد الحكيم" مكانة خاصة فهو الرجل الثاني وله نصيب في حكم البلاد من خلال قيادته للقوات المسلحة وكان "عبد الناصر" يسمح له فقط بين كل رفقاء السلاح بأن يناديه بجمال أو "جيمي" علي الملأ أثناء جلسات مجلس الوزراء وقبلها في اجتماعات الضباط الأحرار.. إن النقطة الفارقة دائماً في تلك العلاقة هي هل انتحر المشير كما أعلنت الدولة أم أنه تم دس السم له في شراب الجوافة كما ردد ذلك قطاع عريض من الناس وجزء لا بأس به أيضاً من المسئولين.. الرواية الثانية هي التي تؤكدها بالطبع السيدة "برلنتي" لأن المشير علي حد قولها مؤمن ولا يمكن أن يقدم علي الانتحار.. إن هذا الموقف يدين كل القيادات وعلي رأسها "جمال عبد الناصر" فليس من المفترض أن يغتال إنسان فما بالكم بالمشير ولا تتحرك أجهزة الدولة إلا إذا كانت أجهزة الدولة متورطة في الجريمة ولهذا فإن هذا الملف الشائك الملغوم ليس من مصلحة أحد أن يفتحه لأنه سوف ينكأ جراحاً غائرة إلا أن لا أحد مع الأسف يستطيع أن يزعم أنه يملك الحقيقة!!
السيناريو في فيلم "ناصر وعامر" حاول أن يقدم نهايتين واحدة لإرضاء الدولة وواحدة لإرضاء خيال الناس ولكن لا الدولة ولا "برلنتي" وافقوا علي هذا السيناريو وتوقف المشروع الحكم القضائي الذي حصل عليه مؤخراً الكاتب "ممدوح الليثي" لا أظنه سوف يعفيه من أن يعود إلي أجهزة حساسة في الدولة تتحفظ في كل ما يتعلق بتلك العلاقة إلا أن هذا لم يمنع بالطبع أن نري المشير "عامر" في أكثر من عمل درامي خلال السنوات الأخيرة تناولت "عبد الناصر" آخرها مسلسل "ناصر" الذي عرض في شهر رمضان قبل الماضي ولم يرض المسلسل أسرة "عبد الحكيم" واعترضت "برلنتي" بينما أرضي علي المقابل أسرة الرئيس "جمال عبد الناصر" حيث أشرفت السيدة "مني جمال عبد الناصر" علي السيناريو وأمدت الكاتب "يسري الجندي" بكل الوثائق.. السيناريو عبر بالتأكيد عن التوجه الناصري لصناعه وسبق أيضاً للسيدة "برلنتي" أن اعترضت علي فيلم "جمال عبد الناصر" الذي أخرجه السوري "أنور القوادري" ولعب دور "عبد الناصر" الفنان "خالد الصاوي" وأدي دور المشير "هشام سليم" وذلك قبل 12 عاماً.. وكانت أيضاً أسرة "عبد الناصر" قد اعترضت بسبب ظهور الرئيس "جمال عبد الناصر" وهو يرتدي البيجامة في أكثر من لقطة قالوا كيف نقدم الزعيم مرتدياً البيجامة؟!
بينما اعترضت "برلنتي عبد الحميد" قائلة كيف نقدم المشير "عامر" بهذه الخفة لاهثاً وراء الستات.. الورثة لديهم جانب واحد فقط يريدون تقديس مورثهم.. أحترم رؤية السيدة "برلنتي عبد الحميد" وأتفهم أيضاً رغبتها في تلك الصورة الأحادية التي تراها فقط في المشير ولا ترضي بغيرها بديلا إلا أنها تنسي أن المشير كان إنساناً أولاً وله بالتأكيد لحظات ضعف.. نعم شخصية المشير "عبد الحكيم عامر" تستحق عملاً فنياً وكان الراحل "أحمد زكي" من بين أحلامه الإبداعية أن يقدم المشير في فيلم مثل "عبد الناصر" و "السادات" وقال إنه أخذ موافقة شقيقه الفريق "حسن عامر".. فهل مات الحلم مع رحيل "أحمد زكي"؟ الحقيقة هي لا.. المشير شخصية تحمل كل المقومات الدرامية الجاذبة لكل صناع الأعمال الفنية ولكن سيظل هناك أكثر من معوق ليس فقط الورثة ولكن أيضاً الدولة لأنها سياسياً لديها معايير محددة بل وقاسية في التعامل مع المشير "عبد الحكيم عامر" فلا يمكن أن تسمح الدولة بأن ينتج فيلم يشكك في الرواية الرسمية التي تؤكد انتحار وليس اغتيال "عامر" ولهذا فإن السيناريست "ممدوح الليثي" ذهب بالسيناريو بعيداً عن جهاز الإنتاج الذي يرأسه "ممدوح الليثي" لأنه في نهاية الأمر يتبع وزارة الإعلام.. ذهب به إلي إحدي شركات الإنتاج الخاصة إلا أن هذا لا يعني باليقين أن الفيلم سيستطيع القفز علي كل الحواجز التي تحول دون خروجه للناس.. للدولة دائماً أسلحة وأنياب خاصة في تلك القضايا الشائكة لأن المشير لم يكن فقط قدر "برلنتي عبد الحميد" فهو أيضاً قدر مصر!!
*********
«محمد إمام» و جلباب «عادل إمام»!
· مأزق «محمد إمام» أنه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب.. أبوه هو النجم الأول ولا يكتفي بأن تنهال عليه الأفلام ويختار فيما بينها ولكن هو الذي يرشح النجوم
لا يريد "محمد إمام" أن يعيش في جلباب أبيه "عادل إمام" ولكن لم يستطع أن يعثر علي الجلباب المناسب الذي يرتديه بعيداً عن سطوة وهيمنة وقوة وحماية الأب؟!
مأزق "محمد إمام" أنه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب.. أبوه هو النجم الأول ولا يكتفي بأن تنهال عليه الأفلام ويختار فيما بينها ولكن هو الذي يرشح النجوم الذين يشاركونه التمثيل بما فيهم نجم بحجم "عمر الشريف" الذي رشحه "عادل إمام" لمشاركته "حسن ومرقص".. لا تتوقع أن أي نجم سوف يذكر أي من هذه الوقائع لأن الشفرة السحرية للاقتراب من "عادل إمام" أن يقتنع أنه - إمام عادل - ولهذا لا أحد يناقش الأئمة فيما يقولون أو يفعلون.. "عادل إمام" هو الذي فرض ابنه "محمد" في "عمارة يعقوبيان" كان المخرج "مروان حامد" قد اتفق مع "فتحي عبد الوهاب" علي دور "طه الشاذلي" ولكن "عادل" قرر أن يلقي بورقة اسمها "محمد" لتصبح أحد شروط معادلة الموافقة علي الفيلم خاصة أن الفيلم شبه بطولة مطلقة وشبه بطولة جماعية وحتي يتنازل عن البطولة المطلقة كان المقابل الذي حصل عليه أن يمنح ابنه دوراً رئيساً بجواره في "يعقوبيان".. فيلمه التالي "حسن ومرقص" كان الدور أكبر والأب حرص لأول مرة أن يسمح لابنه بكل الإيفهيات الممكنة وبالطبع خبرة "عادل إمام" العريضة تتيح له أن يوجه ويمهد ليقتنص ابنه الضحكات وهذا ما نجح فيه "محمد إمام" في التجربة الثانية له تحت مظلة أبيه ولكن هذا لا ينفي تمتع "محمد" بقدر من الموهبة وقدر من القبول لأنه لا يمكن لأحد أن يمنح القبول لأحد.. إلا أن انطلاق "محمد إمام" لفيلم "البيه رومانسي" قلص الكثير من الوعد الذي ارتبط به "محمد إمام".. كانت الكوميديا منوط بها فتي سمين آخر أشاهده في أغلب أفلام المنتج "محمد السبكي" وهو يتلقي الصفعات متصوراً أن هذه هي الوسيلة الوحيدة الممكنة لضمان الضحكات.. أما "الإمام" الصغير فهو يتلعثم في الأداء بدون رعاية الأب وبدون توفر البديل المخرج القادر علي التوجيه فإن المحصلة بالتأكيد هي صفر.. يخلو فيلم "البيه رومانسي" من أي شيء له علاقة بالسينما.. الشخصيات التي كتبها "أحمد السبكي" و "هيثم وحيد" ترتكن إلي المحفوظات السينمائية العامة بتركيبة - سبكية - أي أنها من الممكن أن تمنح بعض الجنس والإغراء مع الرهان في نهاية الأمر علي أن الأخلاق الحميدة هي التي تنتصر.. في الفيلم نري اللبنانية "دومنيك حوراني" هي الورقة التي يراهن عليها "السبكي" لتقديم القسط الأهم من الجاذبية.. "المُزة" القادرة علي تحقيق ما يرمي إليه الفيلم بينما السيناريو كان يرمي لشيء آخر هو أنه لا توجد بنت بريئة تماماً كلهن "فيهن إن".. "باسم السمرة" هو الصعيدي المتزمت الذي يعتقد أنه تزوج من بنت بنوت "دومنيك" فيكتشف كم كان هو ساذج كل بنت يسعي "محمد إمام" للزواج منها تنفيذاً لوصية عمه الذي اشترط حتي يحصل علي الميراث أن يتزوج من بنت بنوت يكتشف أنه كان آخر من يعلم بتاريخها الأسود الحافل بكل الموبقات.. وفي النهاية يقدم أسوأ أنواع الاختيارات الكوميدية وهو أن يتقدم للزواج من الطفلة "منة عرفة" وترتدي بالفعل ملابس الفرح ولا ينقذها إلا إفساد الليلة.. ويضع خط رومانسي أو كما يعتقد عندما يقع في حب فتاة أخري وافقت عليها أمه بالطبع "لبلبة" هي أمه أما الفتاة الأخري فلم أعثر علي اسمها.. "حسن حسني" يؤدي دور الرجل الفلاتي الذي لا يكف عن مطاردة الستات.. لو راجعت "عادل إمام" في بدايته وتذكرت الأفلام الأولي لعادل إمام التي صنعت اسمه وهو في عمر يقترب من ابنه لاكتشفت أنها لا تختلف في قيمتها الفنية كثيراً عما يقدمه حالياً ابنه مثل "رجب فوق صفيح ساخن" ، "مغامرون حول العالم" ، "أذكياء لكن أغبياء" ولكن الفارق أن حضور الكوميديان "عادل إمام" وجاذبيته كانت قادرة علي جذب الجمهور إليه.. "عادل" جاء للفن المصري مهما كان لي من انتقادات بنقلة نوعية في الكوميديا.. "محمد إمام" رغم الفارق الزمني 40 عاماً إلا أنه يلعب كوميديا بمفردات أبيه ولهذا أري أن الأمر يحتاج إلي قدر أكبر من الجهد.. فهو لا يستطيع أن يصبح مثل أبيه فهذه منحة إلهية لا تتكرر ولن يتقبله الجمهور لو أنه حاول استنساخ "عادل إمام".. سوف يعود "محمد" مرة أخري ليعمل تحت مظلة أبيه في فيلمه القادم "فرقة ناجي عطا الله" وسوف يرتدي مرغماً جلباب "عادل إمام" وليس أمامه الآن جلباب آخر!!
********
س: حد سامع حاجة ج: «علي خفيف»!
· يكسر دائماً "محيي إسماعيل" الوهم الدرامي وهو يلقن الجمهور الحكاية بتوجيهاته إلي البطل حتي أنه يطلب من الجمهور أن يحصلوا علي استراحة في منتصف الفيلم
يحمل فيلم "حد سامع حاجة" محاولة لم تكتمل لصناعة فيلم كوميدي يحمل رؤية تحمل قدراً من المغامرة.. الثنائي الكاتب "أحمد عبد الله" والمخرج "سامح عبد العزيز" ينتقلان معاً بعد "كباريه" و "فرح" وبينهما إحساس فني خاص..
الكاتب المحرك للأحداث الذي أدي دوره "محيي إسماعيل" فهو مثل لاعب "الماريونت" يحرك شخصياته كما يحلو له ومن خلال البطل الذي يبدو أنه لا يحمل أي تجارب نسائية سابقة "رامز جلال".. الكاتب فقد ابنه ولهذا يعيش أيضاً في وهم لصناعة ابن آخر من "خياله" ليتجدد اللقاء مع أبيه ولو في هذا الهامش المحدود الذي يقع بين الواقع والحلم.. يكسر دائماً "محيي إسماعيل" الوهم الدرامي وهو يلقن الجمهور الحكاية بتوجيهاته إلي البطل حتي أنه يطلب من الجمهور أن يحصلوا علي استراحة في منتصف الفيلم.. ثم وضع السنياريو شخصية الطبيب النفسي "ماجد الكدواني" الذي يكشف له "رامز جلال" عن تلك الحالة.. يستمع إلي صوت يخبره بما سوف يفعله وهكذا يلتقي الخطان الكاتب الذي يمثل أحياناً القدر الذي يرسم كل خطوات البطل بينما يأتي دور الطبيب النفسي كان من الممكن أن يكتفي بالكاتب ليمنح الشخصية عمقاً درامياً أكبر.. "محيي إسماعيل" لديه إيقاعه ونبضه الخاص.. "محيي" ابتعد عن استوديوهات السينما 13 عاماً لم نكن نسمع عنه سوي أنه يعتذر عن عدم أداء دور ما في عمل فني وبعد ذلك صار خارج أجندة السينمائيين ليعود بعد هذه السنوات وأراه مشحوناً بالإبداع والحضور.. له مساحته علي الشاشة وأيضاً علي الأفيش.. في الفيلم الوجه الجديد "لاميتا فرنجيه" إنها الحسناء اللبنانية التي ينبغي العثور عليها في أي فيلم سينمائي عليه توقيع أي من الشقيقين "أحمد أو "محمد السبكي" ولا بأس من مشهد للراقصة دينا مع ضيف الشرف الدائم في الأفلام الكوميدية "علاء مرسي".. "رامز جلال" كل سنة له فيلم بطولة.. وهو مؤد لطيف إلا أنه حتي الآن لم يستطع أن يثبت جدارته في شباك التذاكر.. غير مرفوض ولا هو أيضاً مفروض إلا أن دائرته الجماهيرية لا تزال محدودة.. والمؤكد أن أفلامه تحقق قدراً من النجاح يؤدي إلي تكرار المشروع السينمائي في موسم تال وهكذا دائماً لديه "ملحق" للعام السينمائي القادم!!
أعجبني في الفيلم أداء "مراد مكرم" المذيع التليفزيوني الذي اختفي من الشاشة الصغيرة ليطل علينا من الكبيرة.. ويبقي في هذه التجربة تلك المحاولة التي أقدم عليها الثنائي "عبد الله" و "عبد العزيز" في الخروج من فكرة الإيفيه الكوميدي التقليدي لآفاق سينمائية أرحب حتي لو لم تكتمل يكفيهما شرف أنهما قد بدآ واستمعنا إليهما.. ولو "علي خفيف"!!
********
أنا من ضيع في «المهرجانات» عمره!
بينما تقرأون هذه الكلمة أكون أنا في مهرجان "دبي" السينمائي الدولي لحضور دورته السادسة.. في الشهر قبل الماضي ذهبت إلي مهرجان "أبو ظبي" في دورته الثالثة بعد أن شهدت من قبل دورتيه السابقتين وبعدها مهرجان "الدوحة" في دورته الأولي و "دمشق" في دورته السابعة عشر عاصرت من هذا المهرجان 11 دورة.. وبعد انتهاء فعاليات مهرجان "دمشق" عدت إلي بلدي لحضور مهرجان "القاهرة" السينمائي الدولي في دورته رقم 33 المهرجانات تتلاحق وأنا أترك نفسي نهباً لها فاتحاً دائماً ذراعي لإرادة أفلامها وندواتها.. جداولها هي جداول حياتي.. أصحو طبقاً لعرض أول فيلم وأنام بعد مشاهدة الفيلم الأخير.. مواعيد المهرجانات هي دستوري الدائم الذي لا أستطيع أن أخالفه مهما كانت لدي من الأسباب فأنا مثلاً علي مدي 18 عاماً لم أتخلف دورة واحدة عن حضور مهرجان "كان" رغم ما أتكبده من نفقات يزداد معدلها عاماً بعد عام بسبب قوة "اليورو" مقارنة بالجنيه وأترحم دائماً علي أيام "الفرنك" الفرنسي الطيب المتواضع الذي كان في عز مجده لا يتجاوز جنيهاً واحداً مصرياً.. أتابع في المهرجانات الأفلام والندوات وأيضاً الوجوه.. وجوه البشر أري كيف يرسم الزمن بصماته التي لا تمحي علي وجوه زملائي وأقول من المؤكد أنهم يشاهدون الزمن وهو ينطق بل يصرخ علي ملامحي ولكني أطمئن نفسي قائلاً ربما يكون الزمن كريماً معي أو بتعبير أدق أظن ذلك وأرجو ألا يخيب ظني.. أري شحاذة في مدينة "كان" منذ 18 عاماً وهي تحمل طفلاً عمره عام وبعد مرور 18 عاماً لا يزال الطفل في عامه الأول إنها تذكرني بالشحاذين في بلادي حيث يؤجرون طفلاً رضيعاً ويظل للأبد رضيعاً.. أري القاعات والأشخاص حتي الذين لا أعرفهم شخصياً فأنا أراهم باعتبارهم من ملامح حياتي.. في مهرجان "كان" تستمع إلي هتاف يسبق عرض أي فيلم ويتكرر دائماً اسم "راؤول" ناقد فرنسي راحل تعود أن ينطق بصوت مسموع اسمه قبل عرض الأفلام وبعد رحيله بخمسة عشر عاماً لا يزال زملاؤه القدامي يهتفون بمجرد إطفاء نور القاعة قبل العرض "راؤول .. راؤول".. في المهرجانات نكتب كصحفيين ونقاد عن الأفلام والندوات واللقاءات وحتي الكواليس بكل تفاصيلها لكننا لا نكتب عن أنفسنا وعما نشعر به لأننا لسنا آلات تذهب لتغطية المهرجانات.. إننا بشر وأعترف لكم أن أسوأ مشاهدة للأعمال الفنية هي تلك التي نجد أنفسنا مضطرين لحضورها في المهرجانات.. لأننا متخمون بكثرة الأفلام التي تتدفق علينا.. في اليوم الواحد قد يصل كم المشاهدات أحياناً إلي خمسة أفلام.. هل هذه عدالة؟! بالطبع لا نحن نظلم أنفسنا بقدر ما نظلم الأفلام.. لأنك بعد أن تشاهد الفيلم تعايشه ليشاهدك هو ويتعايش داخلك ولكن كيف يتحقق ذلك وأنت تلهث من فيلم إلي آخر.. ثم بعد أن نعود من السفر ينبغي أن تستعيد نفسك قليلاً قبل أن تشد الرحال إلي مدينة أخري ومهرجان آخر ووجوه تلتقي بها كثيراً ووجوه تشاهدها لأول مرة.. في فندق "الشام" مثلاً حيث أقيم مهرجان "دمشق" عندما كنت أجلس في كافتيريا الفندق أتذكر المائدة التي كنت ضيفاً عليها لأول مرة منذ 18 عاماً في الدورة السابعة للمهرجان - الذي كان يعقد مرة كل عامين - وأقول أضيف إلي عمري 18 عاماً أما مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فلقد بدأت أذهب إليه وأنا طالب بكلية الإعلام مع دورته الثالثة المهرجان الآن عمره 33 دورة.. أسعد بالأيام وأشعر بالشجن علي الزمن الذي يسرق من بين أيدينا.. نعم المهرجان يعني عيداً وفرحة وبهجة وهو بالنسبة لي يحقق كل ذلك إلا أنه أيضاً يخصم من أعمارنا زمناً.. أشعر بمرارة الأيام والسنوات المسروقة.. يقول عبد الوهاب أنا من ضيع في الأوهام عمره.. أما أنا فأقول أنا من ضيع في المهرجانات عمره!!
tarekelshinnawi @yahoo.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.