حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الحادية عشر)
نشر في اليوم السابع يوم 03 - 09 - 2009


الطريق إلى قصر العروبة
قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الحادية عشر)
10- الحركات الاحتجاجية
عناوين الحوار..
= عمرو هاشم ربيع: قوة الحركات الاحتجاجية فى شرعيتها المستمدة من الشارع وستؤثر فى الانتخابات الرئاسية القادمة
= ضعف الحياة الحزبية وراء ظهور الحركات السياسية ولديها فرصة تقديم قيادة شابة تلتف حولها الجماهير.
= القيمة الحقيقية للحركات الاحتجاجية فى بقائها على صورتها التى ظهرت عليها أمام الجماهير وتحولها إلى حزب سينقل لها كافة الأمراض السياسية.
= الإعلام والإنترنت أقوى الوسائل التى استخدمتها الحركات السياسية لتحقيق أهدافها وكشفها لقضايا التعذيب هز صورة الحكم دوليا.
= تجاهل الحركات للأزمة الاقتصادية واهتمامها بالجانب السياسى أدى إلى تراجع ملحوظ فى شعبيتها.
= علاقة طردية بين زيادة عدد الحركات الاحتجاجية والظروف الاقتصادية والاجتماعية.
= السمة الأساسية للحركات الاحتجاجية المصرية أنها (خلطبيطة) حيث تهتم بكل القضايا ولا تؤمن بالتخصص
= الأمية والضغوط الاقتصادية..عوامل تعوق انتشار الحركات الاحتجاجية
مقدمة الحلقة...
كان ظهور الحركات الاحتجاجية فى مصر خلال السنوات الأخيرة علامة ايجابية على تطور الحياة السياسية وتأكيد على وجود حراك سياسى تأخر ظهوره كثيرا، وبغض النظر عن رؤية البعض فى أن ظهور هذه الحركات دلالة فارقة على موت الحياة الحزبية وتقلص وسائل التعبير السياسى فى مجتمعنا، إلا أننا نرى فى ظهور حركات الاحتجاج تأكيدا على وجود تغيير نوعى فى خريطة القوى السياسية حدث فى مصر.
كانت البداية فى ظهور حركة كفاية والتى كان اسمها تعبيرا عن دلالة لا تخطئها العين المراقبة، كفاية تعذيب وكفاية توريث وكفاية فساد....هكذا نجحت حركة كفاية فى توظيف اسمها وكان ظهور أعضاءها وسط الميادين الرئيسية فى العاصمة قارعين الطبول بمثابة حدث جاذب لانتباه المصريين الذين لم تعتد أعينهم وآذانهم على رؤية هذه الصور كشكل من أشكال التعبير السياسى عن الاحتجاج.
كانت كفاية أول الغيث ثم توالى بعد ذلك ظهور العديد من الحركات والتى ساعد على تعددها وتنوعها بعض العوامل منها:حدوث انفراجة سياسية وهامش ديمقراطى سمح به نظام الحكم فى عامى 2004و2005نتيجة الضغوط الخارجية التى كانت ترى فى استمرار نظم الحكم المستبد ضرر بالغ بمصالحها، ونتيجة لتلك الضغوط خفت السلطة قليلا من قبضتها، وكانت الظروف الاقتصادية الخانقة برقاب المواطنين سببا فى ظهور حركات تندد بالغلاء مثل حركة مواطنون ضد الغلاء ومواطنون ضد الفساد كما شدت الانتباه حركة فئوية مقصورة على أساتذة الجامعات وهى حركة 9مارس والتى تبنت مطالب التغيير فى الحقل الجامعي.
هنا وخلال هذه السلسلة من الحوارات التى تبحث فى القوى المؤثرة فى اختيار حاكم مصر القادم..وبعد أن عرضنا فى الحلقات السابقة لعدد منها كالإخوان المسلمين ولوبى رجال الأعمال وقوى الخارج والمؤسسة الدينية ووسائل الإعلام...نعرض اليوم لأحد القوى الجديدة والتى ظهرت بوضوح فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة ونقصد بها الحركات الاحتجاجية والتى يرى عدد من المراقبين أنه سيكون لها دور بارز وكبير فى الانتخابات الرئاسية القادمة حيث ستستفيد من تراكم خبراتها مقارنة بالانتخابات الماضية وكذلك من التطور الكبير الذى شهدته وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة أو ما يعرف بثورة المعلومات ويتوقف حجم ونوع تأثير هذه الحركات على مدى تصحيحها لأخطائها وأوضاعها سريعا قبل الانتخابات القادمة حيث ينقصها التنسيق فيما بينها. لكن يبرز هنا تساؤل:هل يمكن لهذه الحركات
أن تفرز قيادة جماهيرية يمكن ان يلتف حولها المواطنون أم أن الوقت لايزال مبكرا على حدوث ذلك؟.
فى تقديرى أن إمكانية حدوث ذلك واردة فهذه الحركات الاحتجاجية تتكون بشكل عفوى دون سفسطة وتنظير أو ما نسمية بحوارت وبرامج النخبة وبالتالى فهى تعبير دقيق وحقيقى عن هذا الشعب وعلى هذا يمكن أن تظهر إحدى الحركات بطريقة عفوية وتخترق صفوف المواطنين وتحوز ثقتهم وتفرز قيادة شعبية يلتف حولها الناس ...وإذا كان الواقع الآن يحول دون تحقيق ذلك فان الأمل يدعونا إلى توقع ذلك، ولا ننسى ما فعلته أقوى حركة احتجاجية شعبية فى بولندا أوائل الثمانينات والتى قادها (ليش فاليسا) زعيم العمال وحاز على ثقة الجماهير ووصل من خلالها للسلطة.
مقدمة الحوار:
من العيوب الرئيسية التى تتسم بها الحركات الاحتجاجية فى مصر اهتمامها بكل شيء وبمختلف القضايا فلا تختص بقضية معينة..ويمكن أن نطلق عليها حركات (خلطبيطة) كما وصفها الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو هاشم ربيع والذى سجل عددا من الملاحظات على أداء هذه الحركات..من أهمها عدم وجود تنسيق فيما بينها وتغليب بعض قادتها للمصلحة الخاصة عن العامة.
لكنه فى المقابل يؤكد على أدوار عديدة مهمة لعبتها تلك الحركات خاصة التى تهتم بقضايا حقوق الإنسان حيث كشفت أمام الرأى العام المحلى والدولى العديد من قضايا التعذيب مما أدى إلى هز صورة النظام دوليا، ويرى عمرو ربيع أن ضعف أداء الأحزاب بعد أن تحولت إلى أحزاب مكتبية كان سببا وراء ظهور هذه الحركات التى استمدت شرعيتها وشعبيتها من نزولها إلى الشارع وهذه ميزة نسبية كبيرة تمتعت –ولا تزال- بها هذه الحركات الاحتجاجية.
ولعل المقارنة بين الحركات الاحتجاجية المصرية مع نظيراتها فى الخارج يكشف للقارئ حجم الاختلاف الواضح بين الداخل والخارج من حيث طبيعة المناخ والأهداف والبيئة والآليات التى تملكها الحركات الاحتجاجية فى دول العالم مقارنة بمثيلاتها المصرية لكن تبقى الثورة التكنولوجية الحديثة وما أفرزته من وسائل هو أهم العناصر التى ساعد على انتشار هذه الحركات وشهرتها بين الجماهير....فإلى تفاصيل الحوار:
- لماذا ظهرت الحركات الاحتجاجية فى حياتنا السياسية؟
= فى تقديرى أن ظهور الحركات الاحتجاجية يرجع إلى ضعف حياتنا الحزبية بعد أن تحولت الأحزاب السياسية إلى أحزاب مكاتب بسبب طبيعة نشأتها التى اتسمت بالضعف وبقرار فوقى إضافة إلى أسباب داخلية أخرى ساهمت فى ظاهرة ضعف الحياة الحزبية مثل صراع القيادات داخل الأحزاب على مقعد رئاسة الحزب إضافة إلى أزمة التمويل.
- وماذا عن الأسباب الخارجية؟
= أعتقد أن طبيعة النظام الحزبى المهترئ الذى جعل إنشاء الأحزاب فى مصر يتم بالترخيص وليس الأخطار قد ساعد الدولة على تأليب أعضاء الحزب وتأجيج الصراع الداخلى بينهم، إضافة إلى قانون الطوارئ واستمراره منذ عودة الحياة الحزبية وحتى الآن، كل ذلك كان وراء ضعف الأحزاب فى مصر مما أدى إلى بروز الحركات الاحتجاجية والتى حصلت على شرعيتها من الشارع.
- كيف؟
= حصلت هذه الحركات على شعبية شرعية بسبب نزولها إلى الشارع بعيدا عن الشرعية القانونية، خاصة أنها فتحت صدرها لقوى الأمن وقد ساهم ذلك فى تنامى كبير فى شعبيتها.
- وهل ضعف الحياة الحزبية هو السبب الوحيد فى بزوغ مثل هذه الحركات الاحتجاجية؟
= بالطبع لا، فهناك عوامل أخرى أدت إلى ذلك خاصة أن أى ظاهرة اجتماعية بشكل عام والسياسية بشكل خاص لا يمكن أن تعتمد فى تحليلها إلى سبب واحد
- وماذا أذن عن بقية الأسباب؟
= سنجد هنا ما حدث من تغيير فى المناخ الدولى بعد انهيار القوى السياسية الكبرى مثل الاتحاد السوفيتى وكان من أهم الظواهر المصاحبة لانهيار هذه القوى هو بروز الحركات الاحتجاجية فى العديد من دول العالم خاصة ضد أنظمة الحكم المستبدة والسلطوية والتى انتقلت من عاصمة إلى أخري
- هل من أسباب دولية أخري؟
= لا يمكن هنا أن نغفل ثورة المعلومات مما أدى إلى انتشار الأصوات الاحتجاجية وأتاح لها فرصة الانتشار الكبرى فسرت كالنار فى الهشيم وكانت شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) باستخداماتها المتعددة وانتشار ظاهرة المدونات والمدونون أبرز أوجه الاستفادة من هذه الثورة التكنولوجية.
- ما تتحدث عنه هو عوامل خارجية، فماذا عن العوامل الداخلية والتى أدت إلى ظهور هذه الحركات الاحتجاجية؟
= نود هنا التذكير بطبيعة الخطاب الإعلامى الرسمى والذى مهما بلغ درجات التحفظ عليه إلا أنه كان يدعو باستمرار إلى القبول بالرأى والرأى الآخر والتجديد الديمقراطى والدعوة إلى سيادة مناخ حقوق الإنسان، كل هذه العوامل كانت وراء ظهور مثل هذه الحركات الاحتجاجية بل شجعها على التواجد.
- هل يمكن أن تتحول الحركات الاحتجاجية إلى أحزاب سياسية؟
= تكمن القيمة الحقيقية لمثل هذه الحركات الاحتجاجية فى بقاءها على صورتها التى ظهرت عليها أمام الجماهير كما أنها إذا تحولت إلى حزب ستنتقل إليها كافة أمراض حياتنا الحزبية التى سبق الحديث عنها، كما أنها ستفقد ميزتها النسبية مقارنة بالأحزاب وبقية القوى السياسية الأخرى التى يعيش معظمها داخل المكاتب المكيفة وأقصد هنا ميزة النزول للشارع، أضف إلى ذلك صعوبة موافقة النظام لها بالحصول على رخصة حزب خاصة أن النظام المصرى يعتمد على الترخيص وليس الأخطار فى تأسيس الأحزاب.
- ما هو الوزن النسبى للحركات الاحتجاجية بين بقية القوى السياسية الأخرى؟
= يتوقف ذلك حسب التوقيت، لكن فى اعتقادى أنها فى المجمل مؤثرة لكن بشكل غير مباشر ولا يكون لها صدى لدى صانع القرار، وعند نزولها الشارع يقابلها الأمن بعصاه الغليظة وعند هذه اللحظة يظهر عامل مهم يؤدى إلى زيادة شعبية وتأثير هذه الحركات.
- ما هو هذا العامل؟
= أقصد عنصر وسائل الإعلام والتى تلعب دور الوسيط فى التشهير بنظام الحكم وذلك بتسجيله حالة الصدام بين النظام وبين الحركات الاحتجاجية بل وإظهار الحكم أمام العالم فى صورة النظام الذى يقمع معارضيه، ومن ثم فان هذه الحركات تشكل بهذا التواجد ضغطا على النظام بشكل غير مباشر.
- هل هذا هو التأثير الوحيد لهذه الحركات؟
= يجب ألا نغفل الحركات المدافعة عن حقوق الإنسان بغض النظر عن القضايا المعلقة فى المحاكم ولم يتم البت فيها بحكم نهائي، وقد لعبت هذه الحركات دورا كبيرا فى فضح قضايا التعذيب وكشفه أمام الرأى العام المحلى والدولى وكان ذلك بمثابة علامة فارقة فى فضح هذه التجاوزات مما أدى إلى التأثير على النظام وهز صورته دوليا حتى ولو كان هذا التأثير بشكل غير مباشر
- ومتى تنتقل هذه الحركات إلى التأثير المباشر؟
= لقد حدث تغيير إيجابى فى هذا التأثير وكان إضراب 6 أبريل تعبيرا حقيقيا عن التأثير المباشر لهذه الحركات رغم امتناع غالبية الأحزاب عن المشاركة فى هذا الإضراب كما أن الإخوان رفضوا المشاركة فيه، لكن شرارة البداية انطلقت من حركة عمال المحلة' وفى تقديرى أن هذا الإضراب نجح بشكل كبير كتجربة وبداية وألقى بحجر داخل المياه الراكدة
- وما دليلكم على هذا النجاح؟
= ما يؤكد نجاح إضراب ابريل هو فشل إضراب الرابع من مايو والذى قادته جماعة الإخوان وظهر فى هذه الإضراب الفارق بين قوتهم وقوة هذه الحركات فى مجال الدعوة للإضراب بشكل عام.
- لكن نلاحظ خفوت صوت هذه الحركات منذ فترة وقلة مشاركاتها مقارنة بأعوام سابقة؟
= الانشقاقات هى السبب الرئيسى وراء هذا التراجع الملحوظ فى نشاطها وخاصة انشقاق حركة كفاية بصفتها الأبرز والتى قادت العملية السياسية فى الشارع مع حزب الغد الذى كان معظم أعضاؤه من الشباب.
- لماذا؟
= تميزت كفاية بكونها أول حركة اجتماعية ضمت كافة ألوان الطيف السياسى وتزامن ظهورها مع انتخابات مجلس الشعب والانتخابات الرئاسية لكن مرت الحركة بعد ذلك بسلسلة متتالية من الأحداث التى أثرت عليها سلبا وكانت نتيجته تراجع الحركة واضمحلالها مما أدى إلى كسر كبير فى شوكة بقية الحركات الاحتجاجية، وأعتقد أن النقاش الدائم لقادة الحركات الاحتجاجية حول النظم السياسية والايدلوجيات الخ أدى إلى هذه الانشقاقات ساهم فيه تعدد الاتجاهات السياسية داخل هذه الحركات من اليسار واليمين والوسط والإسلاميين.
- لكن الأصل فى عمل هذه الحركات هو الحوار والاختلاف حول الأساليب والاتجاهات؟
= لكنها كانت مدخلا للخلاف والانشقاق وكان على قادة هذه الحركات تغليب المصلحة الأمة على مصالحهم الخاصة
- هل لديكم أسباب أخرى للتراجع الملحوظ فى أداء الحركات الاحتجاجية؟
= أعتقد أن جانبا كبيرا من تراجعها وقلة الدعم الشعبى لها يعود إلى تبنيها خطابا سياسيا فقط فى الفترة الأخيرة وإغفالها للجوانب الاجتماعية والاقتصادية التى هى محل الاهتمام الأول للمواطن وتهم الشارع المصرى كثيرا خاصة أن الأعباء الاقتصادية تتزايد بطريقة تفوق قدرة المواطنين على التحمل، وأعتقد أن السبب الرئيسى وراء النجاح الجزئى لإضراب ابريل هو تركيزه على الجانب الاقتصادى وغلاء الأسعار، لذا كان التعاطف الشعبى مع الحركات العمالية ومع غالبية المدونين يعود فى المقام الأول إلى تبنيهم للخطاب الاقتصادي.
- هل يمكن أن تتطور الحركات الاحتجاجية إلى أشكال سياسية أخري؟
= لا يمكننا استبعاد حدوث التطور لكنه سيكون فى التفاصيل وليس فى الأساسيات وأتوقع حدوث ذلك خلال عقد أو اثنين من الآن ويعتمد هذا التغيير على حدوث ثورة معلوماتية أخرى
- كيف؟
= جزء كبير من انتشار الحركات الاحتجاجية هو اعتمادها على وسائل الإعلام كوسيط ناقل عنهم وكذلك استفادتهم من ثورة المعلومات
- هذه رؤيتكم عن التطور الإيجابى المتوقع لهذه الحركات، فماذا عن الوجه الآخر السلبي؟
= الضغط الأمنى المتواصل سيؤثر سلبا على هذه الحركات خاصة أنها تعتمد على الشباب والذى مع مرور الزمن سيخرج من مرحلته السنية المتوهجة والمتحمسة إلى مرحلة عمرية أخرى يسعى فيها إلى تحقيق ذاته من خلال تكوين أسرة والالتحاق بوظيفة مستقرة
- ما تقوله يحدث فى كل حركات الدنيا كما أن ذلك من طبيعة الأشياء مثل أن تخرج أجيال ليدخل مكانها أجيال جديدة وبالتالى لا تموت هذه الحركات وجماعة الإخوان المسلمين مثال جيد على ما أقوله؟
= أتفق معك جزئيا أو على أقل تقدير نظريا لكنك تتحدث هنا عن الكم ورغم أهميته فى أداء هذه الحركات لكن الأهم هنا هو الكيف، وأعتقد أن هناك اتفاقا عاما حول الانخفاض الحاصل فى الثقافة والتعليم بالنسبة للأجيال الجديدة الصاعدة يصاحبه تدنى عام فى اهتمامهم بالشأن الوطنى وفى تقديرى مما يصب سلبيا فى تطور هذه الحركات.
- هل تتوقع زيادة فى عدد هذه الحركات؟
= هناك علاقة طردية بين زيادة عدد الحركات الاحتجاجية والظروف الاقتصادية والاجتماعية فكلما زادت قسوة الحالة الاقتصادية نتج عنه زيادة فى عدد هذه الحركات كإحدى وسائل التعبير عن حجم الضيق والغضب الشعبي، لكن لا يمكننا أن نربط زيادة العدد إلى عامل واحد فهناك عوامل أخرى تؤدى إلى زيادتها
- زى أيه؟
= كبت الحريات على سبيل المثال وممارسة الضغوط بأنواعها على المواطنين مما يؤدى إلى احباط أجيال متنوعة من المجتمع.
- وما تفسيركم لأسباب هذا الإحباط؟
= هناك عقليات بعينها فى السلطة لاتزال باقية منذ أيام الاتحاد الاشتراكى ولم تتغير ومن الصعوبة تغيير تفكيرها إضافة إلى وجود النخبة غير المدنية والتى تحكم منذ نصف قرن وترفض أى إصلاح سياسى رغم حاجة المجتمع إليه ومطالبة جميع النخب بضرورة تحقيقه.
- أرجو أن تحدثنا عن الحركات الاحتجاجية الموجودة فى بعض دول العالم وتتشابه مع نظيراتها المصرية؟
= الحركات الاحتجاجية موجودة فى دول العالم واختلاف سماتها وأهدافها يتوقف على المنطقة التى نتكلم عنها
- فلنتحدث عن الحركات الاحتجاجية فى أوروبا؟
= فى أوروبا نلاحظ الدور المهم الذى تلعبه الأحزاب السياسية هناك وبالتالى تصبح هذه الحركات بمثابة إضافة للحياة السياسية لأن الأحزاب تملأ الفراغ وينصب اهتمام هذه الحركات على قضايا لا تحتل الأهمية القصوى لدى هذه الأحزاب كأن تهتم هذه الحركات بقضايا التلوث وتوعية الرأى العام بها وكذا قضايا التسليح النووى والدعوة الدائمة إلى تخفيضها وتقليصها وإذا تحدثنا عن الحركات العنصرية ستجد بعضها يدعو إلى طرد المهاجرين، وقد أدى ثراء التجربة الحزبية فى هذه الدول إلى محدودية هامش التحرك والعمل أمام هذه الحركات.
- وماذا عن دول العالم الثالث؟
= هناك تشابه كبير فى الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وزيادة الكبت السلطوى الذى يعيق أى محاولة للإصلاح ولذا سنلاحظ تشابها كبيرا فى أجندة الحركات الاجتجاجية فى هذه البلدان مع مثيلاتها فى مصر.
- ما أهم سمات الحركات المصرية مقارنة بمثيلاتها فى العالم؟
= السمة الأساسية للحركات الاحتجاجية المصرية أنها (خلطبيطة) حيث تهتم بكل القضايا مقارنة ببقية الحركات فى مختلف دول العالم حيث التخصص سمة أساسية لها، مما يمنحها قوة وقدرة على التنظيم وتحديد الأهداف مع انجازها مع حدوث عملية مراجعة مستمرة ولعل ذلك هو سر قوة حركة 9مارس المتخصصة فى قضايا التعليم ومشاكل أساتذة الجامعات، ومن السمات الأخرى للحركات المصرية هو ضمها لكل الأطياف السياسية
- وأيه المشكلة؟
= الضغوط الموجودة فى حركة كفاية عصفت بالتجربة بعد أن نسب كل شخص الانجاز إلى نفسه وبالتالى توالت الانشقاقات
- ما هى أهم المعوقات التى تحد من فاعلية هذه الحركات فى مصر؟
= تعد الأمية وانتشارها من العوامل المهمة التى تعيق انتشار مثل هذه الحركات بل أى تحركات سياسية كما أن الضغط الاقتصادى لا يمكن استبعاده كأحد العوامل التى تعيق فاعلية هذه الحركات.
- كيف؟
= عندما تحاصر الهموم المواطن منذ استيقاظه وحتى منامه يصبح الحديث معه عن أى قضايا بمثابة ترف له، فالظروف الاقتصادية الطاحنة أدت إلى عزوف المواطن عن الانضمام إلى مثل هذه الحركات وبات شعاره بل لسان حاله أن يبقى الحد الأدنى الذى يعيش فيه مستمرا ويدعو دائما ألا يتغير، وهناك عامل أخير أراه مهما ويعيق فاعلية مثل هذه الحركات.
- ما هو؟
= أعنى به البعد الأمنى ففى تقديرى أن المواجهة الأمنية التى حدثت فى إضراب المحلة الأخير ابريل دفعت الناس إلى عدم المشاركة فى إضراب مايو.
- نلاحظ افتقاد هذه الحركات إلى وجود برنامج لها؟
= كان لحركة كفاية برنامجا واضحا مقارنة ببقية الحركات والتى افتقدت البرنامج إضافة إلى عدم التنسيق فيما بينهم فستجد أن حركة العمال تعمل بمفردها وعمال كفر الدوار (شغالين لوحدهم) وكذلك الحال بالنسبة للمدونين ولا يوجد أدنى تنسيق بينهم جميعا
- وما هو المطلوب؟
= إذا ناقشنا حال المدونين كمثال سنلاحظ غياب الرابط الذى يجمعهم فلايوجد تنظيم للمدونين يلتقون من خلاله للتنسيق فيما بينهم وبالتالى لن تجد أثرا لبرنامج.
- هل يمكن لهذه الحركات أن تفرز قيادة جماهيرية يلتف حولها الشعب؟
= لدى اعتقاد أن الحركات الاحتجاجية التى ترتبط بأشخاص سيكون مصيرها إلى الزوال، لكن من الممكن استخدامها فى البداية فى مرحلة النهوض وتحفيز الجماهير حول هدف مثلما الحال مع تشافيز أو حسن نصرالله، لكن فى التحليل النهائى لا يمكننا التعويل عليها كثيرا فيما هو أبعد من ذلك
- وما دليكم على ما تقولون؟
= من يقرأ التاريخ المصرى سيجد أنه بعد مرور فترة من رحيل زعامات تاريخية مثل عرابى أو سعد زغلول تتوه الحركة، لكن على المستوى النظرى لا يمكننا استبعاد حدوث ذلك بأن تلتف الجماهير حول إحدى قيادات هذه الحركات، ليكن هذا من قبيل الأمل الذى نتمناه بأن تتعدد الروافد التى تخرج منها الزعامات ويلتف حولها الناس
- إذا حدث ما نتمناه..فى تقديركم ما هى أهم السمات الواجب توافرها فى القيادة التى تفرزها هذه الحركات الاحتجاجية ويلتف حولها الناس؟
= أن تكون شابة ليس لأن المجتمع فى أغلبيته من الشباب بل لأنهم يمتلكون روح التغيير وليس روح الإصلاح والأخير يعنى بقاء الحال كما هو عليه
- كيف؟
= كلما قامت السلطة بالإصلاح كان ذلك تثبيتا لأقدامها أكثر فى الحكم وبالتالى فقد الإصلاح معناه والدليل على ذلك ما حدث مع تعديل الدستور وتحديدا فى مواد الترشيح للرئاسة والتى كان ظاهرها الشكلى هو الإصلاح لكن جوهر التغيير كان ترسيخا لأقدام السلطة وحزبها الحاكم فى الحكم
- هل تمتلك هذه الحركات القدرة على التأثير فى الانتخابات الرئاسية القادمة؟
= من المؤكد أنها تمتلك المقدرة على ذلك ويمكنها أن تؤثر فى تمرير سيناريو التوريث كما أنها تستطيع أن تفضح أى جرائم متوقعة لتزوير الانتخابات القادمة وتملك بعض الآليات لتحقيق ذلك وأهمها استخدامها لمنظومة أو وسائل المعلومات الاليكترونية الحديثة وتكمن نقطة ضعفها هنا فى مقدرتها على الحشد أو عمل عصيان مدنى جزئي، لكن إذا استطاعت التنسيق فيما بينها ووضعت لها أقداما فى الجامعات والنقابات وبين العمال ستحقق نتائج طيبة والأهم هنا هو التنسيق وترك العمل الفوضوى والذى لن يحقق نتيجة.
- هل تعتقد أن مرشحى الرئاسة يمكن أن يقيموا وزنا لهذه الحركات؟
= نعم لأنه مع تواجدها فى الشارع واكتسابها لأرضية صلبة تقف عليها بشرط التنسيق والتنظيم والبعد عن الفوضوية، سينعكس ذلك ايجابيا على تأثيرها ومن ثم فان المرشح الرئيسى للانتخابات القادمة سيواجهها بخطاب قوى ليقلل من تأثيرها ودائما يعلو الخطاب السياسى إذا واجه معارضة شديدة ونتوقع هنا أن يحاول المرشح الرئيسى تضخيم الانجازات مع طرح وعود جديدة.
موضوعات متعلقة..
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الأولى)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الثانية)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الثالثة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الرابعة)
محمد على خير يكتب: قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الخامسة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة السادسة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة السابعة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة الثامنة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة التاسعة)
محمد على خير يكتب: الطريق إلى قصر العروبة (الحلقة العاشرة)
محمد على خير يكتب: قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الثانية عشر)
محمد على خير يكتب: مفاجأة: الأسهم التى سيمتلكها المصريون ليست مجانية
محمد على خير يكتب: ملاحظات مهمة حول بيان النائب العام فى قضية سوزان تميم..
محمد على خير يكتب: فى حريق الشورى حضر رئيس الجمهورية والوزراء وفى كارثة المقطم حضر محافظ القاهرة فقط
محمد على خير يكتب: لماذا رفعت الحكومة يدها عن دعم أكبر رجل أعمال فى مصر؟
محمد على خير يكتب: لماذا يمسك رشيد منتصف العصا فى قضية احتكار الحديد؟
محمد على خير يكتب: دولة جمال مبارك التى رحل عنها (عز)
محمد على خير يكتب: 3 سيناريوهات تحدد مصير مجموعة طلعت مصطفى إذا تمت إدانة هشام
محمد على خير يكتب: عمليات شراء واسعة لأراضى طريق مصر إسكندرية الصحراوى
محمد على خير يكتب: قصة رئيس مصر القادم والقوى السياسية المؤثرة فى اختياره (الحلقة الخامسة)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.