أكد وزير الخارجية القطري الدكتور خالد العطية، وعبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على نجاح قمة الدوحة الخليجية بكل المقاييس، بما يحقق تطلعات وطموحات الشعوب الخليجية بدول التعاون. وأشار العطية وزياني في مؤتمر صحفي مشترك في ختام القمة الى ان قمة الدوحة التي اطلق عليها (قمة الفرحة) وفرت أجواء إيجابية إزاء ما شهدته من قوة التآلف والتفاهم بين قادة المجلس على مختلف القضايا والمسائل التي طرحت على ملفات القمة باعتبارها تحديات مؤثرة في مسار العمل الخليجي المشترك ، وأكدا أن القمة سعت فى أولوياتها إلى تحقيق طموحات وتطلعات المواطن فى دول التعاون الخليجي. وقال العطية إن قمة الدوحة سعت لتلبية آمال شعوب دول المجلس فى التضامن والتقدم والإزدهار فى شتى المجالات ولذلك حرصت على أن تكون قرارات هذه القمة فى مستوى هذه الآمال والتطلعات مؤكدًا على الاهتمام البالغ الذى يوليه القادة لتعزيز مسيرة العمل المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وترسيخ أسس التعاون القائمة في مختلف المجالات. وأضاف أنه من هذا المنطلق فقد تم التأكيد خلال القمة على حق السيادة لدولة الأمارات العربية الشقيقة على جزرها الثلاث ودعوة جمهورية إيران للاستجابه إلى المساعي الأماراتيه لحل هذه القضية عن طريق المفاوضات أو التحكيم الدولى. وأعرب وزير الخارجية القطري عن أمله فى استمرار روح التعاون والتكاتف والعمل على تطوير الشراكات الاقتصادية والتجارية والثقافية والانتقال بها إلى مرحلة متقدمة من خلال تنفيذ البرامج والخطط الاستراتيجية اللازمة وذلك من أجل تحقيق التنمية المستدامة والرفاهية للمواطن الخليجي بما تمليه علينا الأمانة. من جانبه أشاد عبد اللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي بالروح الإيجابية والأخوية التي سادت لقاءات قادة دول مجلس التعاون الخليجي في هذه القمة. وأضاف أن القادة استعرضوا في قمتهم العمل الخليجي المشترك واعتمدوا التوصيات والتقارير المرفوعة من المجلس الوزاري وما تحقق من إنجازات منذ الدورة الماضية، معبرين عن شكرهم وتقديرهم للجهود التي تبذل لتعزيز ثقافة التضامن وتعزيز العمل المشترك في مختلف المجالات بين الدول الخليجية، وبالأخص في زيادة مكتسبات المواطنة الخليجية وتوسيع مجالات التكامل بين دول المجلس، كما بحثوا التطورات الإقليمية والدولية وأكدوا على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بما يعزز من تضامن دول المجلس ويصون أمنها واستقرارها. وفيما يخص المجال العسكري، قال الزياني إن المجلس الأعلى عبر عن ارتياحه للخطوات التي اتخذت لبناء القيادة العسكرية الموحدة ووجه إلى تكثيف الجهود وتسريعها من أجل تحقيق التكامل الدفاعي المنشود بين دول المجلس. كما اعتمد القادة توصيات مجلس الدفاع المشترك بما فيها إنشاء قوة بحرية للمجلس وباركوا بدء جهاز الشرطة الخليجية الموحدة والذي سيكون مقره أبو ظبي بدولة الإمارات. وأوضح أمين عام مجلس التعاون الخليجي أن هناك اتفاقية خليجية لمكافحة الإرهاب وقد تمت المصادقة عليها من قبل كافة دول مجلس التعاون ويتم التنسيق بين الأجهزة الأمنية باستمرار، علاوة على أن الاستراتيجيات الخليجية لمكافحة الإرهاب موجودة من أجل هذا الغرض، منوها بمبادرة خادم الحرمين الشريفين لإنشاء مركز عالمي يختص بمكافحة الإرهاب، وهناك جهود مستمرة لتشجيع التحاور والمناصحة، كما تم مناقشة عقد مؤتمر آخر بين الدول العالمية المهتمة بمكافحة هذه الظاهرة. وعن إمكانية التكامل الاقتصادي أكد الزياني على أن وصول دول الخليج لمرحلة الرغبة في التضامن الاقتصادي هي مؤشر إيجابي للغاية ويعني ذلك إننا انهينا مراحل متقدمة للغاية، وقد قطعنا مشوارا من أجل تحقيق كافة المبادىء لتفعيل السوق الخليجية المشتركة. وردا على سؤال حول كيفية تشكيل شرطة مشتركة في ظل عدم وجود تعريف موحد للجماعات الإرهابية فى دول الخليج قال وزير الخارجية العطية إننا نؤكد على أن أمن دول الخليج وحدة واحده ولا يتجزأ وفيما يتعلق بالشرطة الخليجية فإننا نتحدث عنها على غرار الشرطة الدولية (الإنتربول) بين دول مجلس التعاون، وهذا ما أقره القادة بأن يكون مقر الشرطة الخليجية فى أبو ظبي. وعن ليبيا قال "إننا ندعو دائما إلى وحدة الأراضي الليبية ودعم الحوار وحث كافة الأطراف على إيجاد حل سياسي للخروج من الأزمة وهذا موقف موحد فى مجلس التعاون الخليجي. وردا على سؤال حول ماذا أعدت دول التعاون لدعم الفلسطينيين، وتوجه الرئيس الفلسطينى محمود عباس، لمجلس الأمن لإنهاء الإحتلال قال الوزير العطية إن هناك اتفاقا بين دول المجلس لدعم القضية الفلسطينية على كافة الصعد الدولية والإقليمية والعمل على توفير الحماية للمقدسات، مشيرا إلى تقديم قطر معونات مالية بقيمة 250 مليون دولار ضمن مبادرة قطر لإنشاء صندوق االقدس إلى جانب المساعدات المتعلقة بتنمية الموارد الفلسطينية وعملية إعادة إعمار غزة. وفيما يتعلق بسؤال حول ماذا كانت سلطنة عمان قد غيرت رأيها بخصوص إقامة الاتحاد الخليجي قال العطية إن هذه المسالة موضع تشاور مستمر وإن الفكرة لم تنته.