أعلنت وزارة الصحة والسكان حالة الاستنفار للتوعية ضد مرض جدرى القرود، وذلك من خلال قائمة إجراءات وقائية أرسلتها للمديريات التابعة لها فى المحافظات. ووزعت الوزارة منشوراً رسمياً على كل المديريات بالمحافظات للتعريف بمرض جدرى القرود وطرق التشخيص وفترة الحضانة المتعلقة بالمرض، والتشخيص المعملى له. واستعرضت الوزارة، فى المنشور الذى حصلت «الوطن» على نسخة منه، أن جدرى القرود يمكن انتقاله من الحيوان إلى الإنسان من خلال الاتصال المباشر بالدم أو سوائل الجسم أو التقرحات الجلدية أو المخالطة للحيوانات المصابة. وتابعت الوزارة: «يمكن أن يحدث الانتقال من الإنسان إلى الإنسان عن طريق الاتصال الوثيق بإفرازات الجهاز التنفسى أو التقرحات الجلدية لشخص مصاب أو أشياء ملوثة، ويمكن أن ينتقل عن طريق المشيمة من الأم إلى الجنين، ما قد يؤدى إلى جدرى القرود الخلقى أو أثناء الاتصال الوثيق وأثناء الولادة وبعدها». الوزارة: فترة الحضانة من 6 إلى 13 يوماً.. والأعراض حمى وطفح جلدى ويكون أكثر شيوعاً بين الأطفال وأوضحت أن فترة الحضانة لمرض جدرى القرود من 6 إلى 13 يوماً، ويمكن أن تتراوح بين 5 و21 يوماً، ويمكن تقسيم العدوى إلى فترة بداية الإصابة ومهاجمهة الجهاز المناعى وتستمر 5 أيام وتتميز بالحمى والصداع والتهاب العقد اللمفية وآلام فى الظهر والعضلات والوهن الشديد، مشيرة إلى أن التهاب الغدة الليمفاوية هو سمة مميزة لجدرى القرود مقارنة بالأمراض الأخرى التى قد تظهر متشابهة كالحصبة. وأضافت أنه يمكن أن يبدأ التقرح الجلدى عادة فى غضون من يوم إلى ثلاثة أيام من ظهور الحمى ويميل إلى الطفح الجلدى ويكون أكثر تركيزاً على الوجه، لافتة إلى أن مرض جدرى القرود يُشفى ذاتياً عادة، وتستمر أعراضه لمدة 4 أسابيع ويكون أكثر شيوعاً بين الأطفال. وأكدت وزارة الصحة أنه حال الاشتباه بالإصابة بمرض جدرى القرود يجب على العاملين الصحيين جمع العيّنات ونقلها بأمان، وتأكيد الحالات يكون من خلال العينة، وأن العينات يجب أن تخزن فى أنبوب جاف ومعقم، مشيرة إلى أن تطعيم الجدرى يكون فعالاً للوقاية من جدرى القرود وليس تطعيم الجدرى المائى. من جانبه، قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، إن «جدرى القرود» مرض فيروسى يبدأ بطفح جلدى فى الوجه ثم ينتشر لأجزاء كبيرة من الجسم، لكن حتى الآن لا يمكن التصريح بالقول إنه وباء عالمى، موضحاً أنه مرض يتم الشفاء منه بالعلاج، لكن لو هناك حالة موجودة فى المجتمع يمكن بالاتصال المباشر أو غير المباشر انتشار هذا المرض. «تاج الدين»: مطلوب تشديد الرقابة فى المطارات والموانئ وأضاف «تاج الدين»، فى تصريحات اليوم، أن الاحتياطات الوقائية تستلزم تشديد الرقابة فى الموانئ والمطارات على القادمين إلى مصر، وخلال الأسبوع الماضى دخل مصر 509 آلاف شخص من العالم، سواء للسياحة أو أغراض أخرى. وأوضح أن الترقب والترصد والحذر مع القادمين من الخارج أمر مهم للغاية، ومتابعتهم من خلال «كارت صحى» وتتم متابعة الأشخاص القادمين سواء إقامة منزلية أو إقامة فندقية، مع مراقبة أى حيوانات تأتى من الخارج، ولو هناك قرود تأتى لأى سبب يجب مراقبتها ومتابعتها من الحجر الصحى، موضحاً أن المرض له علاج خلال أسبوعين أو 3 وبعدها تشفى الحالة تماماً، وهو ليس مميتاً. وكشف عن أبرز المعلومات عن مرض جدرى القرود، حيث إنه فى الأزمنة الماضية كان هناك مرض يُسمى الجدرى، وكان خطيراً للغاية، ويسبب أوبئة عالمية، متابعاً: «الوباء كان قاتلاً، ونسبة الوفيات بتاعته كانت كبيرة جداً، الجدرى اللى كان موجود زمان كان جدرى بشرى، واختفى تماماً من على الأرض بفضل التطعيمات واللقاحات». وأضاف «تاج الدين» أنه يوم 13 مايو بدأ البعض يتحدث عن جدرى القرود، كون مصدره القرود، إذ إن الجدرى اختفى تماماً من الإنسان لكنه ما زال موجوداً لدى القرود، مؤكداً أن عدد البلاد التى رُصدت إصابات بها من «جدرى القرود» حوالى 12 دولة، وعدد الحالات المجمعة التى تم رصدها80 حالة. وأوضح أن الحالات بدأت فى نيجيريا ثم فى بريطانيا والبرتغال وإسبانيا ودول أخرى، ويتم انتقال المرض من خلال الاحتكاك المباشر أو غير المباشر مع القرود، ويعطى هذا المرض أعراضاً مشابهة تماماً لمرض الجدرى البشرى، وخطورته تكمن فى إمكانية انتقاله من إنسان لإنسان، وينتج عنه ارتفاع فى الحرارة وطفح جلدى. وقال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، إنّ جدرى القردة مرض قديم وليس حديثاً، ومرت على البشرية موجات كثيرة منه. وأضاف «عنان» أن تسليط الضوء على أى مرض أمر جيد، حيث اكتُشف الفيروس منذ فترة السبعينات، وهذا ليس مرض الجدرى، الذى تم القضاء عليه تماماً عام 1980، ولا توجد حالات جدرى ولم نعد نتعاطى التطعيم الخاص به، مشيراً إلى أن جدرى القردة نوع من الجدرى يأتى بموجات، ومعدلات انتشاره قليلة. وأوضح أن مرض الجدرى ليس موجوداً فى مصر، ولم تسجل أى حالات بالإصابة به، وهو مرض لا تزيد نسبة الوفيات به عن 1%، مؤكداً أن العلاج موجود وهناك «فاكسين» خاص به ومطور منذ 2019، لكنه لا يُنتَج نظراً لعدم الاحتياج له. وأشار إلى أن التعافى من الإصابة بمرض جدرى القرود يتم خلال من 4 إلى 6 أسابيع داخل المستشفى، مع تلقى العلاج اللازم، والمرض ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، لكن انتقاله من إنسان إلى إنسان صعب للغاية، لأنه يحتاج للعدوى عن طريق اللعاب أو كمية كبيرة من الرذاذ، مشيراً إلى أن العدوى به تتم عن طريق العض أو جرح حيوان مصاب به لإنسان. وقال إنه يجب الحرص على النظافة الشخصية والعامة وعدم التعامل مع أى شخص عنده أى أعراض والتوجه للمستشفى فى حالة وجود أى أعراض، وعزل الشخص المصاب بأى مرض وبائى موجود وليس فقط جدرى القردة. «عنان»: يجب الحرص على النظافة وعدم التعامل مع أى مصاب.. وانطلاق حملة طرق الأبواب لتطعيم الطلاب بلقاح كورونا بالقاهرة والجيزة على جانب آخر، قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، إنه تم إطلاق حملة «طرق الأبواب» فى مدارس محافظة الجيزة والقاهرة اليوم لتطعيم الطلاب بداية من عمر 12 عاماً فيما فوق، والحملة تستهدف التوسعات فى عملية التطعيم بلقاحات كورونا والوصول إلى المستهدف من التطعيم وهو 70% على نهاية الشهر المقبل للحد من الفيروس والسيطرة عليه. وأضاف المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، ل«الوطن»، أن حملة طرق الأبواب ساعدت فى التوسع بعملية التطعيمات بلقاح كورونا فى بعض المحافظات كالبحيرة التى سجلت «صفر إصابات»، وغيرها من المحافظات التى أعلنت كذلك تسجيل «صفر إصابات»، مشيراً إلى أن اللقاح لا يمنع الإصابة بالفيروس ولكن يعطى مناعة بنسبة معينة ويعمل على تخفيف شدة الأعراض ويجعلها بسيطة ومتوسطة بدلاً من كونها شديدة الخطورة ويخفف الضغط عن المنظومة الصحية. وطالب المتحدث الرسمى لوزارة الصحة المواطنين بالتسجيل للحصول على اللقاح، وعدم التهاون فى اتباع الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من الفيروس، مؤكداً أن الإجراءات الاحترازية ما زالت السلاح الفعّال للوقاية من الفيروس حتى الآن، مشيراً إلى سعى الدولة المصرية للحفاظ على استقرار المنحنى الوبائى للفيروس ومكتسباته خلال جائحة فيروس كورونا.
