لم يغفل أولياء الأمور التطور الملحوظ الذى فعلته وزارة التربية والتعليم فى المناهج، بداية من رياض الأطفال حتى الصف الرابع الابتدائى، فالمعلومات الحيوية المضافة عنصر قوى وفعال فى ربط الطالب بالبيئة المحيطة، إذ يعرف الأسرة والمدرسة والشارع ثم الوطن والإقليم بأكمله، فضلاً عن وجود نوع من الترابط بين المواد من حيث الفكرة العامة للدرس، إلا أن كثافتها مثلت عبئاً على ولى الأمر قبل الطالب، ففتحت طريقاً للدروس الخصوصية كسبيل لتسهيل عملية الفهم واستيعاب المحتوى، فى الوقت الذى عملت فيه الوزارة على توفير العديد من المنصات التعليمية لتدريب الطلاب على فلسفة المنهج الجديد. «نور»: فتحت طريقاً للدروس الخصوصية لاستيعاب المحتوى تقول نور محمد، ولية أمر، إن المناهج الحالية لا شك أنها مختلفة ومتطورة، وبخاصة أن كل المواد الدراسية مكملة لبعضها البعض، لكن كثافة المعلومات بالمقرر الدراسى تحول دون استيعاب الطالب لها، لذلك يلجأ ولى الأمر إلى الدروس الخصوصية. وترى «نور» أن جهد المعلمين فى الوقت الحالى لشرح فلسفة التعليم الجديدة بطرق تسهل استيعابها لا ينكر، لكن الأزمة تعود إلى كثافة المقرر وعدم تناسبه والخطة الزمنية المخصصة لشرحه: «عشان كده أوقات بيشرحوا بسرعة»، مطالبة بإلغاء الامتحانات التى تعقد فى مواد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمهارات المهنية، لأنها مجرد معلومات حياتية يكتسبها الطالب للتعايش مع الحياة ولا تحسب للمجموع. وتؤكد أن الفائدة المحققة من المنصات التعليمية التى وفرتها وزارة التربية والتعليم غير مناسبة لقدرات الطلاب، لأنها تشرح مواد اللغات بالأجنبية، وهو ما يصعب على الطالب فى سن صغيرة فهمه: «الشرح كله بمصطلحات إنجليزية، والطفل لن يدرك كل ما يقال، فيصبح الشرح مفتقراً لجذب الانتباه». «فاطمة»: تحقق المتعة والتفاعلية لكن لا تتناسب مع مدة الشرح وتتفق فاطمة فتحى، ولية أمر، مع «نور»، حيث وصفت المناهج الجديدة بالرائعة والمترابطة مع بعضها البعض، وهو ما يتيح للطالب فهم الإطار العام لجميع المواد بسهولة، إلا أنها لا تتناسب والمدة المخصصة للدراسة والشرح. وترى «فاطمة» أن المنهج الجديد تفاعلى ويركز على نشاط الطالب، وهو ما يتطلب معلماً متدرباً على ذلك بشكل جيد من ناحية، والتغلب على كثافة الفصول من ناحية أخرى، مشيدة باستعانة وزارة التربية والتعليم بالشاشات الذكية فى بعض الفصول، وهو ما سهل عملية التفاعل وفهم المناهج. وتشير إلى أن عدم استكمال تسليم جميع الكتب للطلاب فى المدارس مشكلة جديدة واجهها الطلاب وأولياء الأمور: «الكتب تصل للمدارس متأخرة وأحياناً قبل الامتحانات بشهور قليلة»، لافتة إلى أن تدريب معلمى المدارس الحكومية أمر مهم للغاية حتى لا يضطر ولى الأمر لتحويل الطالب لمدرسة خاصة أو دولية: «المدرس المدرب على هذه المنظومة هو الوحيد الذى بإمكانه تحقيق متعة التعلم للطلاب». وتقول أمانى الشريف، ولية أمر، إن تعامل الطالب مع المناهج الحالية اختلف لأنها تركز على الفهم وليس الحفظ والتلقين، وذلك يتوقف على طريقة كل معلم وقدرته على توصيل المادة وتبسيطها من خلال الأنشطة التفاعلية، مؤكدة أنها مناهج واقعية ومفيدة للغاية لكن ينقصها توفير تدريب مكثف للمعلمين. وتؤكد أن وزارة التربية والتعليم وفرت أنشطة عملية فى نهاية كل درس، وهو ما يساعد الطلاب على فهم الدرس وتحقيق الأهداف المطلوبة منه بسهولة، موضحة أن هذه الأنشطة تساعد الطالب فى التغلب على صعوبة المقرر الدراسى، لكنها لا تلغى الدروس الخصوصية لكثافتها: «المناهج أكبر من الخطة الزمنية الموضوعة». منصة إلكترونية جديدة لطلاب «رابعة ابتدائى» أعلن الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، توفير برنامج إلكترونى متكامل لطلاب الصف الرابع الابتدائى أُطلق عليه اسم «Techbook»، مؤكداً أنه تجربة مميزة هدفها أن نقدم للعالم جيلاً مميزاً قادراً على أن يتعلم من مصادر مختلفة، ويستخدم التكنولوجيا ويفكر ويحلل. وأضاف «شوقى» عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، أن التطبيق يعمل على خدمة تلميذ يقود رحلة تعلمه ويطبق دراسته فى حياته العملية، مؤكداً أن هذه التجربة ستتحقق بدعم من معلم مؤمن بالتغيير، متيقن من أهمية تطوير التعليم. وأكد أن كتب مادتى العلوم والرياضيات لطلاب الصف الرابع الابتدائى متوافرة إلكترونياً عبر المنصة، مشدداً على الطلاب بضرورة الاستفادة من كافة المنصات التعليمية التى وفرتها وزارة التربية والتعليم التى تساعد على فهم مخرجات التعلم. وأعلن الوزير عدد أسئلة امتحانات الصف الرابع الابتدائى للفصل الدراسى الثانى، موضحاً أنها 15 سؤالاً لكل مادة، وتُحسب الدرجة الكلية لكل مادة من 30 درجة، والأسئلة تقتصر على خطة توزيع المنهج المقرر حتى نهاية شهر مارس، مشدداً على أن الامتحانات تبدأ اعتباراً من 2 أبريل المقبل حتى 6 من نفس الشهر. وشدد على أن موجّهى المواد الدراسية بكل إدارة تعليمية يضعون الأسئلة ويختارونها من بنك الأسئلة، وفى نهاية الفصل الدراسى الثانى تقتصر الأسئلة على خطة توزيع المنهج المقرر للفصل الدراسى الثانى. من جهة أخرى، أكدت مصادر ل«الوطن» بالمديريات التعليمية، أنه يجرى حالياً الاستعداد للامتحانات بالتنسيق مع الإدارات التعليمية، وتحقيق الوزن النسبى والمواصفات الفنية فى أسئلة الامتحانات وفق تعليمات وزارة التربية التعليم.
