تسببت الحرب الروسية ضد أوكرانيا في زيادة أسعار المعادن المستخدمة في تصنيع السيارات، وعلى رأسها الألومنيوم والبلاديوم والنيكل عالي الجودة المستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية، ومن المرجح أن يدفع المستهلك الفاتورة. ورغم أنّ المعادن لم تكن هدفًا للعقوبات الغربية حتى الآن، فإن بعض شركات الشحن وموردي قطع غيار السيارات يتجنبون بالفعل البضائع الروسية، ما يفرض مزيدًا من الضغط على شركات صناعة السيارات التي تعاني بالفعل من نقص في الرقائق وارتفاع أسعار الطاقة، بحسب تقرير لوكالة «رويترز»، استعرضت فيه تحديات الصناعة. وقال «كارلوس تافاريس»، الرئيس التنفيذي لشركة «ستيلانتيس»، رابع أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، إنّ ما يحدث هو أن لدينا تصعيدًا في التكلفة يأتي من المواد الخام والطاقة، وهو ما سيخلق مزيدًا من الضغوط. النيكل يتجاوز 100 ألف دولار وسجّل كل من الألومنيوم والبلاديوم مستويات قياسية، أمس الإثنين، بينما تجاوز النيكل، الذي يستخدم في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ، مستوى 100 ألف دولار للطن للمرة الأولى على الإطلاق، اليوم.. ارتفاع الألومنيوم 60% وأكد «أندرياس ويلر»، الرئيس التنفيذي لشركة Aludyne، التي تصنع قطع الألمنيوم والمغنيسيوم المصبوبة لشركات صناعة السيارات، إن شركته الأوروبية شهدت زيادة بنسبة 60% في تكلفة الألمنيوم على مدى الأشهر الأربعة الماضية، فضلاً عن ارتفاع فواتير الطاقة. نقص الرقائق الإلكترونية وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة «ستيلانتيس»، أنّ إنهاء النقص في الرقائق يمكن أن يساعد شركات صناعة السيارات على تعويض ارتفاع أسعار المعادن والطاقة، لكنه لا يتوقع أي حل لقضايا الرقائق الإلكترونية هذا العام. ويدفع المستهلكون بالفعل ثمن النقص في الرقائق حيث أدى ذلك إلى انخفاض مخزونات السيارات وارتفاع الأسعار، حتى قبل أن تصل أسعار المعادن المرتفعة إلى الساحة الأمامية، بحسب التقرير. أسعار السيارات وتضررت شركات صناعة السيارات الألمانية مثل «فولكس فاجن وبي إم دبليو»، بالفعل من الحرب الروسية في أوكرانيا حيث أُجبر صناع الأسلاك، غرب البلاد، على وقف الإنتاج، علماً بأن مجموعة الأسلاك عبارة عن مجموعة حيوية من الأجزاء التي تجمع بدقة ما يصل إلى 5 كيلومترات (3.1 ميل) من الكابلات في السيارة العادية، وتعد أوكرانيا هي المورد الرئيسي. وتعتبر الشركات الروسية من الموردين الرئيسيين لألمانيا، في عام 2020، بنسبة 44% من واردات ألمانيا من النيكل، و41% من التيتانيوم، وثلث الحديد، و 18% من البلاديوم. ومع إنتاج 108 ملايين طن خلال العام الماضي، تعد روسيا خامس أكبر منتج في العالم لخام الحديد، وفقًا لبنك كريدي سويس، حيث تزود صانعي الصلب الأوروبيين الذين يواجهون الآن أسعارًا أعلى وصعوبات محتملة في شراء المعدن. كما تُعد روسيا مُصنِّعًا كبيرًا للألمنيوم، وهو المعدن الأكثر استهلاكًا للطاقة في الإنتاج، حيث يمثل 6% من الإنتاج العالمي، بينما تمثل روسيا 5% من إنتاج النيكل العالمي، وتوفر نحو 20% من النيكل عالي الجودة في العالم. ويتم استخدام الألمنيوم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، ما يشكل تحديًا جديدًا لشركات صناعة السيارات التي تستثمر بالفعل المليارات للابتعاد عن محركات الاحتراق، تمامًا كما بدأ الطلب على النماذج عديمة الانبعاثات. وتعد البطاريات من أغلى المكونات في السيارات الكهربائية ويأمل صانعو السيارات في أن تصبح أرخص حتى يتمكنوا من تقديم سيارات كهربائية بأسعار معقولة. وقالت «بي إم دبليو» إنها تركز قدر الإمكان على إعادة تدوير بطارية النيكل، مع استخدام ما يصل إلى 50% من النيكل الخردة في بطارية الجهد العالي لطراز BMW iX الجديد. ارتفاع سعر البلاديوم وعندما يتعلق الأمر بالبلاديوم، فإن شركات صناعة السيارات أيضًا في مأزق، بحسب التقرير الذي أشار إلى استخدام المعدن في صناعة السيارات سواء في المحولات لنماذج البنزين أو البلاتين لموديلات الديزل، وكلاهما لا يزال يشكل الغالبية العظمى من مبيعات السيارات. وارتفعت أسعار البلاديوم منذ 6 سنوات ويمثل إنتاج روسيا 40% من السوق العالمية، وقال الرئيس التنفيذي «نبتون جلوبال»، كريس بلاسي: «لا يوجد خيار آخر غير البلاديوم والبلاتين للمحولات الحفازة، ولا يمكنك بناء سيارة بدون محول حفاز». وأضاف إنه اشترى الكثير من البلاديوم في ديسمبر بسعر 1940 دولارًا للأوقية، ويوم أمس الإثنين، وصل إلى مستوى قياسي بلغ 3440 دولارًا، مقدرًا قيمة البلاديوم المستخدم في السيارة المتوسطة بنحو 200 دولار، لكن هذا الرقم يمكن أن يتضاعف بسهولة، وفق قوله.