«الصحة»: وضع «كورونا» الوبائى مستقر.. وانكسار الموجة الخامسة منتصف مارس.. وتراجع التردد على مستشفيات الحميات

كشفت تقارير رسمية صادرة من وزارة الصحة والسكان عن ارتفاع معدلات الشفاء من فيروس كورونا داخل جميع مستشفيات العزل الصحى على مستوى الجمهورية، مطالبة المواطنين بضرورة الاستمرار فى اتباع الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من الفيروس والحفاظ على استقرار المنحنى الوبائى فى مصر، والتواصل مع الوزارة من خلال الخط الساخن 105.
وأعلنت الوزارة خروج 983 متعافياً من المستشفيات، مساء أمس الأول، بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وشفائهم وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالى المتعافين من الفيروس إلى 418462، مشيرة إلى تسجيل 1121 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها للفيروس ومتحوراته، ضمن إجراءات الترصد والتقصى والفحوصات اللازمة التى تُجريها الوزارة وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ووفاة 13 حالة جديدة، ليصل إجمالى عدد المصابين إلى 488763 بينهم 418462 حالة تم شفاؤها، و24162 حالة وفاة
ونوهت بأنه طبقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية، فإن زوال الأعراض المرضية لمدة 10 أيام من الإصابة يعد مؤشراً لتعافى المريض من فيروس كورونا، مؤكدة استمرار رفع استعداداتها بجميع المحافظات، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن الفيروس واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أى فيروسات أو أمراض معدية.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى باسم الوزارة، إنَّ الوضع الوبائى يشهد استقراراً من حيث الإصابات والوفيات، وشهد المنحنى الوبائى انخفاضاً ملحوظاً فى أعداد إصابات فيروس كورونا خلال الأسبوعين الماضين مقارنة ببداية شهر فبراير، متوقعاً استمرار انخفاض الحالات حتى انكسار الموجة الخامسة منتصف مارس وفقاً لتوقعات اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا.
«عبدالغفار»: 46% انخفاضاً فى نسب العزل المنزلى للمصابين
وأضاف «عبدالغفار» ل«الوطن»، أن هناك انخفاضاً فى نسب التردد على مستشفيات الحميات على مستوى الجمهورية، وانخفاض فى نسب إصابات العزل المنزلى بنسبة تصل إلى 46% مقارنة بذى قبل، موضحاً أنَّ الحالات تتراوح بين بسيطة ومتوسطة، كما أن الحالات الحرجة التى توجد بالعزل الصحى 86% منها غير حاصل على لقاح كورونا.
وأكد عدم صحة الأقاويل المنتشرة حول استعداد الوزارة لتطعيم المواطنين بالجرعة الرابعة من لقاح كورونا أو الخامسة، متابعاً أن الوزارة تعطى حتى الآن الجرعة التنشيطية وهى الثالثة من لقاح كورونا، ومنظمة الصحة العالمية لم توصِ بالجرعة الرابعة أو أى جرعة أخرى، وناشد متحدث الصحة المواطنين بالتواصل مع رقم وزارة الصحة الخط الساخن 105 للاطلاع على مستجدات الفيروس وعدم الانسياق وراء الشائعات.
86% من الحالات الحرجة لم تحصل على اللقاح.. وإطلاق حملات للتطعيم فى 4 محافظات
وأضاف «عبدالغفار» أنَّ الحملة التى أطلقتها وزارة الصحة فى محافظة المنوفية لتطعيم المواطنين بلقاح كورونا من خلال مجموعة من الفرق الطبية حققت نجاحاً كبيراً وتم تطعيم المواطنين المستهدفين، مشيراً إلى إطلاق الحملة فى 4 محافظات أخرى، بهدف الوقوف على سبب عزوف بعض المواطنين عن حجز لقاح كورونا والتطعيم، مؤكّدا أنَّ جميع لقاحات كورونا آمنة وفعّالة ولا داعى للخوف أو التردد من الحصول على اللقاح.
«جمال الدين»: 700 فريق طبى و67 مركزاً ثابتاً لتطعيم المواطنين فى حملة طرق أبواب بالفيوم ونستهدف 800 ألف مواطن ولدينا مليون جرعة
وفى السياق نفسه، تبدأ مديرية الصحة والسكان بمحافظة الفيوم، فى تطعيم المواطنين بلقاح فيروس كورونا بأنواعه «أسترازينيكا، وفايزر، وجونسون»، اليوم الأحد لمدة عشرة أيام، تنتهى 15 مارس الجارى، ضمن حملة «طرق الأبواب» لتطعيم المواطنين وطلاب الجامعات والمدارس، بدءًا من 12 سنة فأكثر، وتطعيم المقبلين على الزواج بالفيوم بلقاح «فايزر» وفقاً لتعليمات منظمة الصحة العالمية، فيما سيتم منع دخول الموظفين والمواطنين غير الحاصلين على لقاح كورونا الهيئات والمصالح الحكومية.
وكشف الدكتور حاتم جمال الدين، وكيل الوزارة بالفيوم، أنّ الحملة تستهدف تطعيم عدة فئات من المستهدف تطعيمهم بلقاح كورونا، وتشمل طلبة المدارس من سن 12 حتى 18 سنة، والحوامل ومن يخططون للحمل، والأمهات المرضعات، وطلاب الجامعات، والعاملين بالمصالح والهيئات الحكومية، موضحاً أنّ تطعيم المواطنين ب«لقاح كورونا» خلال الحملة، سيكون دون تسجيل مسبق على الموقع، ودون انتظار رسالة، وسيكون فقط ببطاقة الرقم القومى، أو شهادة الميلاد، موضحاً أنّ الحملة ستجوب جميع المدن والقرى والنجوع والعزب.
وقال إنّه تمت زيادة عدد الفرق المتحركة طوال فترة حملة طرق الأبواب إلى 700 فريق يشارك فيها أطباء بشريون، وأسنان، وصيادلة، وأخصائيو العلاج الطبيعى، والتمريض، ومراقبون صحيون، وطلبة معاهد ومدارس التمريض، والرائدات الريفيات، وستقوم الحملة بعملها على فترتين، فترة صباحية وأخرى مسائية، بالإضافة إلى 67 مركزاً ثابتاً لتطعيم المواطنين باللقاح.
وأشار وكيل صحة الفيوم إلى أنّ الحملة تستهدف تطعيم 800 ألف مواطن، بعد أن تم توفير مليون جرعة لقاح لمحافظة الفيوم، منها نصف مليون جرعة متوفرة بالفعل فى المديرية، و500 ألف أخرى سيتم سحبها تبعاً للطاقة التخزينية لمديرية الصحة.
«عنان»: الموجة السادسة من الفيروس ستكون الأخيرة
من جانبه، قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، إن ذروة الموجة الخامسة لفيروس كورونا انكسرت مع بداية شهر مارس، والموجة السادسة ستكون الأخيرة قبل انتهاء تصنيف كوفيد-19 كجائحة، متابعاً: «ده اللى أتمناه لو ماحصلش أى جديد أو تحور غريب».
فعالية اللقاحات ضد «أوميكرون» انخفضت.. والشركات اتجهت لإنتاج نسخ جديدة للمواجهة
وأضاف «عنان» أن العالم اقترب من إعادة تصنيف فيروس كورونا كجائحة، وقد يحدث هذا العام، ليصبح فيروس كورونا مرضاً مثل الإنفلونزا، لافتاً إلى أن معدل وفيات كورونا عالمياً انخفض، مشيراً إلى أن فعالية اللقاحات ضد أوميكرون انخفضت للغاية، وبالتالى اتجهت الشركات لإنتاج نسخ جديدة من اللقاحات وسيتوفر ذلك خلال شهر إلى شهر ونصف، للسيطرة على الفيروس.
وأوضح أن شركتى «فايزر» و«موديرنا» تتحدثان عن حصول الشخص على جرعتين من اللقاح سنوياً، والحصول على الجرعة الثانية من اللقاح بعد 3 أسابيع من الجرعة الأولى وفقاً للدراسات الإكلينيكية، وهناك بعض الأحاديث عن إمكانية مد المدة خاصة مع وجود متحور ضعيف، وهناك دول قررت إعطاء جرعة واحدة لمواطنيها فى الموسم، مع توقعات بوجود متحور جديد لفيروس كورونا فى منتصف العام الجارى مقارب لأوميكرون، وسيكون سريع الانتشار وضعيفاً فى شراسته، وواصل: «إذا حدث ذلك فسنكون نواصل السير لتحول الجائحة لمرض».
وقال إن دولة جنوب أفريقيا تتسيد القارة السمراء فى عدد إصابات ووفيات فيروس كورونا، حيث سجلت 3.6 مليون إصابة و100 ألف وفاة، مضيفاً: «عندهم البحث العلمى والترصد للحالات متقدم جداً ومنظمة الصحة العالمية دائمة الإشادة بالمنظومة الصحية فى جنوب أفريقيا».
وأكد أن مصر لا تواجه حالياً مشكلة فى توفير اللقاحات، نظراً لوجود أكثر من مصدر، وتنتج نصف إنتاج «سينوفاك»، ومتوفر لقاحات «سينوفارم»، وبدأت نقل التكنولوجيا الصيدلانية من «فايزر»، وهناك حديث بين الحكومة و«أسترازينيكا» لتصنيع لقاحها.
من جهة أخرى، قال الدكتور محمد سعد، مدير معهد الأمصال واللقاحات بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن القيادة السياسية شددت على ضرورة المتابعة العلمية وإجراء الأبحاث العلمية لاختراع لقاح مصرى ضد الفيروس، لذلك أمر وزير التعليم العالى والبحث العلمى بتشكيل لجنة لمكافحة فيروس كورونا فى 22 أبريل فى 2020.
وأضاف: «تقدمت بفكرة اللقاح للجنة المختصة وبالفعل أجازته اللجنة، وتم عقد بروتوكول تعاون بين عدد من الجهات، وعملنا على تحضير اللقاح ووصلنا إلى نتائج جيدة، وهو ما شجعنا على بدء تجربة اللقاح على الفئران وغيرها طبقاً للبروتوكولات العلمية».
«الأمصال»: وصلنا إلى نتائج جيدة لاختراع أول لقاح مصرى وبدأنا تجارب على الفئران وحصلنا على إجازة التجارب السريرية
وتابع: «احتجنا إلى شريك صناعى لتصنيع الأدوية البشرية، وبالفعل عملت مع شركة إيفا وبدأنا فى تقديم الملف لهيئة الدواء المصرية وبالفعل حصلنا على إجازة تجاربنا قبل الإكلينيكية طبقاً لشروطها وشروط منظمة الصحة العالمية، وبعدها تقدمنا بإجراء التجارب السريرية (الإكلينيكية) وأجازتها هيئة الدواء، وتم حقن أول مجموعة من المتطوعين فى 13 فبراير المنقضى».
وأكد أن المعهد حاصل على 3 اعتمادات دولية، وبالتالى فإنه يعمل على نقل التكنولوجيا بصفة مستمرة فيما يتعلق بتصنيع اللقاحات، مشدداً على أنّ ظهور اللقاح للنور كان نتيجة لتضافر جهات عديدة، وهو ما أسفر عن نجاحه ووضع مصر فى مكانتها الطبيعية فيما يتعلق بمكافحة الأمراض على مستوى العالم، وفى خلال 6 شهور ستنتهى التجارب السريرية وبعدها سيطرح اللقاح فى السوق.