سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"قافلة الأزهر" تؤكد على عظم الشريعة الإسلامية في التعايش السلمي جادالرب: الإسلام دين المودة والبر والتعاطف مع أهل الأديان الأخرى وليس دين صراع أو كراهية
أكد علماء الأزهر، المشاركين في القافلة الدعوية بمحافظة الوادي الجديد، على عظم الدين الإسلامي وسعته لكافة جوانب الحياة، خاصة جانب التعايش والتأكيد على أن الإسلام دين رحمة وسلام وتعايش ومساواة، وأن الأصل في الإسلام هو السلم بين الناس جميعًا مسلمين وغير مسلمين، مطالبين الجميع بالتحلي بروح الإسلام النبيلة، التي تأمرنا بالرحمة واحترام الإنسان والحفاظ علي العهود. وشدد العلماء، على حرمة الدم المصري، وأن قتل الأبرياء من أكبر الكبائر التي حرمتها شريعة الإسلام، مطالبين جموع الشعب المصري بالالتفاف حول الأزهر ومنهجه الوسطي، حتى تعبر سفينة مصر إلى بر الأمان. وقال الدكتور جادالرب، أمين عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية، إن الإسلام دين التعايش والتآلف والتعارف بين الناس، وهو دين العقل والمنطق الذي يدعو إلى الحوار والتعايش السلمي، وليس دين صراع أو كراهية أو إثارة صدام وعداء بين أبناء الوطن، وهو دين المودة والبر والتعاطف مع أهل الأديان الأخرى المسالمين لنا. ووجه رسالة إلى الشباب، قائلًا "إننا نعيش مرحلة يجب عليكم أن تقدموا لوطنكم ما تحملونه في قلوبكم من الخير، لأنكم عماد الدعوات وقوام النهضات، فانشروا الدعوة الإسلامية بالحق وانهضوا بوطنكم، فلن تجدوا أمة في التاريخ نهضت بعد كبوة، أو قويت بعد ضعف، أو عزت بعد ذل، إلا بعد أن تمتليء نفوس شبابها برسالة واضحة، فقدموا أنفسكم وقودًا لنشر رسالة الخير وفداء للأمة". وقال الدكتور عوض إسماعيل، وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية، "إن مصرنا الغالية نموذجًا للتعايش السلمي في العالم، والبعض يحسدنا على ذلك محاولًا تدمير تلك العلاقة الرائعة بين المصريين، ولن يفلحوا بإذن الله. وأكد أن الإسلام دين السلام، كسائر الأديان التي سبقته، وأنه يعرف قيمة الإنسان كإنسان، ويتبرأ من كل جاهل به يروع الناس، ويمارس الإرهاب فلا إرهاب ولا قتل في الإسلام. وقال الدكتور محمد نجدي، أستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، في خطبة الجمعة، إن التعايش السلمي هو الأساس الذي يحكم العلاقات بين المجتمعات، وليس الحرب والعداء، وتطبيقًا لضوابط خطاب التكليف الإلهي للرسول الأكرم، باشر رسولنا دعوته بالموعظة واللين، وتحمل ما يعجز عن حمله غيره من البشر من الإيذاء في بداية الإعلان عن رسالته، وأمر أصحابه بالحذو حذوه تنفيذًا لأمر ربه "فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا"، وعقد العديد من معاهدات السلام مع اليهود بالمدينة المنورة، والتزم ببنودها ولم يكن أبدًا الباديء بخرقها، وكيف يفعل حاشا لله ورب العالمين أمره بالالتزام بها، والإسلام نهى عن نقض الميثاق مع غير المسلمين، وأمر بتأمين غير المسلمين ولو كانوا محاربين، متى طلبوا الدخول لغير حرب بلاد المسلمين، مع تأمينهم حتى رجوعهم إلى بلادهم، وحتى في حالات الحرب التي وقعت بين المسلمين وغير المسلمين، كانت تبدأ بطلب التعايش السلمي، بطلب الدخول في الإسلام، أو السلام المتمثل في الأمان الدائم أو المؤقت لمن رفض الدخول فيه، فمن قبل الإسلام فهو من المسلمين، ومن رفضه وقبل التعايش السلمي فهو آمن على نفسه وماله وعرضه كالمسلم. وطالب من يتهم الإسلام بالعنف، بالتفريق بين أفعال بعض المسلمين، وبين ما تحمله شريعة الإسلام السمحة، فما يظهر على أيدي بعض جهلاء المسلمين، لا ينسب ذلك إلى شريعة الإسلام، وإنما إلى فاعليه، وديننا منه براء. وقال الدكتور عبدالله فتحي، إن ديننا الحنيف دعا للتعايش السلمي مع جميع البشر، ونهى عن ترويع الآمنين، واعتبره من أعظم الجرائم على الإطلاق، وأوجب في هذه الجريمة أشد العقوبات، لتكون رادعة عن الإقدام على الفعل،"إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، ولا يقتصر هذا الحكم على تخويف وإرهاب المسلمين، بل يتعداهم إلى غيرهم، فعن رسولنا صلى الله عبيه وسلم، "من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين خريفًا". وأوضح في خطبته أن التعايش السلمي لابد أن يكون مبنيًا على أسس صحيحة كالعدل، فهو أساس الملك والإيمان، فلابد لكل إنسان أن يأمن على فكره ونفسه وعرضه، والمساواة والتعاون والتبادل الفكري والمعرفي والتجاري وحفظ العهود. وقال الدكتور يحيى زكريا، أستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، إن الإسلام يقيم مجتمعًا إنسانيًا راقيًا، تحكمه شريعة إلهية، وهو لذلك يقيم العلاقة بين الناس جميعًا على أسس وطيدة من العدل والبر والرحمة، والقرآن الكريم أصلح المجتمع الذي نزل فيه وما بعده من المجتمعات المتجددة، والتي أخذت بهديه، واستضاءت بنوره فهو كفيل بأن يصلح المجتمعات المعاصرة، ويعالج القضايا المتجددة، لأنه لا يزال وسيظل بحمد الله يحمل كل عناصر النمو والتجدد، والكفيلة بأن تجعله صالحًا للتطبيق في كل مجتمع. وأضاف أن الإسلام وضع القواعد التي تنظم العلاقة بين المسلمين وغيرهم في المجتمع المسلم، وتتميز بالسماحة واليسر، وحفظ الحقوق، وتجنب الظلم لمجرد الاختلاف في الدين.