طالب فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر بابا الفاتيكان بالإدانة الواضحة والصريحة لاعمال العنف التي تركتبها جماعات مسيحية في افريقيا الوسطي واسيا وغيرهما كما طالب خلال كلمة الأزهر بمؤتمر الأديان والعنف الذي تنظمه جماعة سانت ايجديدو بايطاليا الدول الكبري بالتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين في تعاملها مع القضايا الدولية، والتوقف عن التحيز ضد المسلمين، مما يدعم العنف والإرهاب كما اعلن إدانة الازهر الشريف لاضطهاد الأقليات السنية في بعض الدول الإسلامية، والمطالبة باتخاذ التدابير الفورية لوقف هذه العمليات، الإجرامية وكذلك اضطهاد الدول الأوربية للمواطنين المسلمين، ومنعهم من تأدية الشعائر الدينية، ومنع المسلمات من ارتداء الحجاب وهو من ابسط حقوق الإنسان، الذين يدعون أنهم يحافظون عليها وقال وكيل الأزهر إن رسالة الإسلام التي جاء بها المبعوث رحمة للعالمين محمد – صلي الله عليه وسلم – أعلمه ربه في خطاب تكليفه بأن رسالته للناس كافة، وليست لقرابته أو عرقه خاصة، وأن السلام الذي يحمله يراد له أن يعم الناس جميعا بمن فيهم من يرفض الدخول في الإسلام ' وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ' وأن النفس البشريّة بصفة عامة مكرمة من رب العالمين فالإنسان لإنسانيته مكرم علي سائر المخلوقات التي خلقها الله عز وجل، ولذا فخطاب إقناعه يجب أن يكون لائقا به' ادْعُ إِلِي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ'، لأن الغلظة في الخطاب كافية لنفور الناس وصدهم عن قبول رسالة السلامو من أسباب النفور سلب الإرادة والقهر علي اتباع المعتقد' لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَيَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ' وأن عليه أن يقبل الآخر إن اختار البقاء علي معتقده، وأبي الدخول في الإسلام' لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين'ليس هذا وفقط بل من شرط قبول الإسلام ممن أراد الدخول فيه الاعتراف بالديانات الأخري ورسلها الكرام الذين حملوها للبشريّة وأضاف د شومان في كلمة الأزهر أمام مؤتمر الأديان والعنف الذي تنظمة جماعة سانت ايجيديو بايطاليا أن التعايش السلمي هو الأساس الذي يحكم العلاقات بين المجتمعات، وليس الحرب والعداء وتطبيقا لضوابط خطاب التكليف الإلهي للرسول الأكرم، باشر رسولنا دعوته بالموعظة واللين، وتحمل ما يعجز عن حمله غيره من البشر من الإيذاء في بداية الإعلان عن رسالته، وأمر أصحابه بالحذو حذوه تنفيذا لأمر ربه'فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا' وعقد العديد من معاهدات السلام مع اليهود بالمدينة المنورة، والتزم ببنودها ولم يكن أبدا البادئ بخرقها، وكيف يفعل حاشا لله وقد أمره رب العالمين بالالتزام بها وقد عد الإسلام نقض الميثاق مع غير المسلمين فضلا عن المسلمين خيانة توجب سخط الله عز وجل وأمر بتأمين غير المسلمين ولو كانوا محاربين متي طلبوا الدخول لغير حرب بلاد المسلمين مع تأمينهم حتي رجوعهم إلي بلادهم وحتي في حالات الحرب التي وقعت بين المسلمين وغير المسلمين، كانت تبدأ بطلب التعايش السلمي وذلك بطلب الدخول في الإسلام، أو السلام المتمثل في الأمان الدائم أو المؤقت لمن رفض الدخول فيه، فمن قبل الإسلام فهو من المسلمين، ومن رفضه وقبل التعايش السلمي فهو آمن علي نفسه وماله وعرضه كالمسلم، وعلي المسلمين حمايته إن اعتدي عليه معتد ولو كان من المسلمين، فإن رفض كل ذلك ولم يكن من الاقتتال بد، فبشروطه التي تمنع الاعتداء أو التعرض لغير المقاتلين في ساحة القتال، وشدد د شومان علي أن النبي صلي الله عليه وسلم ولا صحابته لم يهدموا كنيسة ولامعبدا، ولابيت نار، ولا قطعوا شجرا، ولا قتلوا حيوانا، ولا نكلوا بمهزوم بل المن أو الفداء. واستطرد وكيل الأزهر قائلا أنه من العجب العجاب مع هذه النصوص من كتاب الله الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه، نري كثيرا من الناس يربطون بين العنف والإرهاب وبين الإسلام، ولعلّ الذي أوقعهم في هذا الفهم الخاطئ التصرفات غير القويمة التي تظهر علي أيدي فئات محسوبة علي الإسلام، تروع الآمنين باسم الإسلام وتعد قتل الناس ولو كانوا من المسلمين من الجهاد المشروع، وكلا الفريقين غير معذور، فعلي غير المسلمين الرجوع إلي جهة مؤهلة إن أرادوا معرفة حقيقة الإسلام، وعلي رأس هذه الجهات الأزهر الشريف، ليكتشفوا أن دين الإسلام براء من العنف والإرهاب للمسلمين وغير المسلمين علي السواء مشيرا إلي أن ديننا الحنيف الذي دعا للتعايش السلمي مع جميع البشر عد ترويع الآمنين من أعظم الجرائم علي الإطلاق، وأوجب في هذه الجريمة أشد العقوبات لتكون رادعة عن الإقدام علي الفعل، 'إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ '، ولا يقتصر هذا الحكم علي تخويف وإرهاب المسلمين بل يتعداهم إلي غيرهم فعن رسولنا – صلي الله عبيه وسلم- 'من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين خريفا' كما شدد وكيل الأزهر علي ان الإسلام دين السلام، كسائر الأديان التي سبقته، وأنه يعرف قيمة الإنسان كإنسان، ويتبرأ من كل جاهل به يروع الناس، ويمارس الإرهاب فلاإرهاب ولا قتل في الإسلام وطالب أتباع الديانات السماويّة بالتفريق بين أفعال بعض المسلمين، وبين ما تحمله شريعة الإسلام السمحة، فما يظهر علي أيدي بعض جهلاء المسلمين فلا ينسب ذلك إلي شريعة الإسلام وإنما إلي فاعليه، وديننا منه براء مشددا علي انه ليس من المقبول اضطهاد الأقليات المسلمة، والتنكيل بالمسلمين، ومنعهم من ممارسة الشعائر الدينية، ومنع النساء من الاحتشام بالزي الإسلامي، في بعض الدول غير المسلمة بذريعة الانتماء إلي الإسلام الموصوف ظلما بالعنف والإرهاب, مؤكدا علي ضرورة إدانة جميع أعمال العنف والقهر التي يلاقيها بعض المسلمين في الدول المسلمة لمجرد اختلاف مذهبهم العقدي مع مذهب السلطة الحاكمة، فالعنف والقهر لا يوجد سلاما ولا أمنا، وإنما مزيدا من الكره والدمار. وطالب الدول الداعمة للعنف والتي تستغل حالات الشقاق والصراع السياسيّ في دول مجاورة لها، بالتوقف الفوري عن دعمها للإرهاب، فإنها لن تكون بمأمن من تبعاته مطالبا الدول الكبري بالكف عن التحيّز ضد المسلمين، وسياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا والأزمات، واحترام إرادة الشعوب، وحريتها في اختيار أنظمتها وقادتها، إن أرادت حقا نشر المحبة والوئام والسلام.مشيرا إلي أن العالم جرب وذاق مرارة العنف والإرهاب، وآن الآون لنعود لتعاليم رب العالمين، وهدي المرسلين، ومسلك الراشدين، فالدين لله والأوطان للجميع، والسلام مطية الاستقرار والتقدم والازدهار.