معلش ثقافتى على أدى ومش فاهمة وعايزة حد يفهمنى، وأكيد فيه ناس كتير زى حالاتى مش فاهمين إيه اللى بيحصل فى بلدنا وعايزين حبايبنا من ذوى الخبرة والعقول النابغة أو المسئولين اللى أصبحوا غير مسئولين يعلقوا على اللى بيتقال بين الناس ومش فاهمينه. ولكن قبل ما نحاول نفهم أوجه الشكر لجريدة «الوطن» والقائمين عليها لسعة صدورهم وإعطاء الفرصة للتعبير عن حرية الرأى وعدم تكميم الأفواه كما بدأ يسرى كاللهيب فى بعض الصحف الأخرى، فالاختلاف لا يفسد للود (للوطن) قضية، خاصة بعد نشر الجريدة حوارها مع الرئيس الأسبق (المعزول حسنى مبارك) وصورته التى تصدرت الصفحة الأولى والحوار المطول له وصورته بالحجم الكبير (اضحك الصورة تطلع حلوة) داخل صفحات الجريدة الذى استفز الكثير أو القليل وتعاطف معه مَن تعاطف حسب ما يتراءى للقارئ.. حد يفهمنا يا أسيادنا هى الحالة إيه؟ حالة التشتت والانقسام وتشويه الحقائق وتزييفها ومحاولة تحقير رغبة وإرادة الشعوب.. حد يفهمنا ما حدث فى 25 يناير 2011 (ثورة- مؤامرة- وكسة- ولا جميع ما سبق)؟ وعشان نحاول نفهم ما حدث نبتدى القصة من بدايتها لأنها تحولت بقدرة قادر من (قصة) ثورة ضد الفساد والطغيان وتردى الأوضاع اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وصحياً وتعليمياً إلى (مناظر).. مناظر لمن ركبوا الثورة سواء من الإخوان للاستفادة منها للوصول للسلطة، أو (مناظر) لمخططات إرهابية خارجية لحماس وحزب الله فى فتح السجون ونشر الفوضى، وتحولت ما بعد ثورة 30 يونيو إلى مناظر أبشع سوداء مشوشة لأشخاص فاسدة متلونة كانت لم تجرؤ على أن تذكر الثورة بسوء فكانوا يتغنون ويتغازلون بها أما الآن كما يقال (ادبح زكى قدرة.. دبح زكى قدرة)، فهم يذبحون الثورة ويحاولون تشويهها وطمس معالمها بالسب واللعن والشتائم على كل من قام بهذه الثورة، والأستاذ زكى قدرة أو المايسترو ذو قدرة فهو متنوع الشخصيات والأفكار الخسيسة فهو دكتوراه فى ذبح الضحية بالتخطيط مع أصدقاء السوء الذين حكموا مصر فى عصر الفساد والطغيان. حد يفهمنا يا أسيادنا.. هل كل من قام بثورة 25 يناير خائن وعميل؟ فكل هؤلاء فى السجون الآن!! حد يفهمنا.. ألم يخرج الشعب بالملايين فى الشوارع أم كانت الشوارع خالية؟ أم جموع الشعب أصبحت عميلة وخائنة؟ فلنتذكر معًا بعض كلمات المستشار أحمد رفعت قبل النطق بالحكم فى محاكمة القرن التى أبكت المصريين قبل النطق بالحكم.. هذا المستشار الجليل الذى سوف تسطر كلماته بحروف من ذهب فى التاريخ، ولكى ينصرف عنا أشتاتاً أشتوت (زهايمر ما حدث فى هذا اليوم) فلنتذكر بعض كلماته: (فمنذ أن بذغ صباح يوم الثلاثاء 25 يناير أطل على مصر فجر جديد لم ترَه من قبل.. فتنفس الشعب الذكى الصعداء بعد طول كابوس ليل مظلم... ثلاثون عاماً ظلاماً حالكاً أسودَ.. وأن ينقشع عنها كليل مشرق... فهم لا يطالبون برغد العيش بل يطالبون ساستهم وحكامهم ممن تربعوا على عرش النعم والثراء والسلطة بأن يوفروا لهم لقمة العيش تطعمهم من جوع... تلملم أسرهم وأبناءهم من عفن العشوائيات... وفرصة عمل للعاطلين بالملايين... منادين سلمية سلمية فى وجه من أحكموا قبضتهم عليهم وارتكبوا عظائم الإثم والفساد دون حسيب أو رقيب). وهكذا كانت كلمات المستشار أحمد رفعت بعدما سأل ماذا جرى لكِ يا مصر؟ بعد أن أصبحت أقل من أقل دولة من دول العالم المتخلفة.. حد يفهمنا، ألم تكن هذه تركة الرئيس حسنى مبارك (فشتّان ما بين كلام الأمس وكلام اليوم)، 25 يناير ثورة رغم أنف الحاقدين والمعترضين أصحاب الدكتور زكى قدرة.. ألم تكن هذه الأوضاع نتيجة حكم الرئيس مبارك (صاحب الضربة الجوية) وله كل التحية والتقدير. ولكن ما أكثر الضربات فى عهده للشعب وأبناء هذا الوطن من ضربات تردى الاقتصاد والتعليم والصحة وانتشار الجهل والعشوائيات والفقر والمرض. حد يفهمنا ماذا عن كل هذه الضربات. والتاريخ سوف يحاكمه بما له أو عليه لأن ما يحاكم عليه الآن ليس هو القضية الأساسية فكان لا بد أن يحاكَم محاكمة سياسية عما حدث فى عهده وأنا هنا لا أطالب أيضاً بمحاكمته مرة أخرى (نظراً لكبر سنه وما وصل إليه من الشيخوخة) بل أطالب بالعفو عنه وغلق هذه الصفحة. وأطلب من أصحاب هذا الزمن -الذى لا نريد أن نتذكره بمساوئه- الابتعاد عن الصورة (علشان تطلع حلوة)، والابتعاد عن المشهد السياسى فى مصر وأصحاب الدولة العميقة فظهورهم ووجودهم يزيد من حالة التشتت والانقسام بين طوائف الشعب المصرى وهذا لا نريده. فبعد ثورة 30 يونيو نريد أن نستعيد بلدنا مرة أخرى نعيد بناءها فصورته توجع قلوب كثير من المصريين لإحساسهم بالظلم وعدم العدل من الأضرار التى أصابت مصر فكفى ما نحن فيه من الإرهاب الأسود الذى نواجهه نتيجة لانتشار الفقر والبطالة وسياسة الدولة البوليسية القمعية مما أدى إلى تطرف الكثير من الشباب ودخولهم فى تنظيمات تكفيرية إرهابية لمحاربة الدولة والتى كانت من إنجازات هذا العهد الذى ندفع ثمنه الآن.