جامعة بنها ضمن أفضل 10 جامعات على مستوى مصر بتصنيف كيواس للتنمية المستدامة    وزير التعليم العالي يبحث سبل تعزيز التعاون مع السفير السعودي بالقاهرة    أسعار النفط تهبط بعد تقرير ارتفاع مخزونات الخام والوقود في أميركا    19 نوفمبر 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    رئيس الجمارك: وزير المالية يسعى لتخفيف الأعباء عن المستثمرين لتيسير حركة التجارة    التضخم في بريطانيا يتراجع لأول مرة منذ 7 أشهر    تداول 97 ألف طن و854 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    منال عوض تترأس الاجتماع ال23 لمجلس إدارة صندوق حماية البيئة    ما هي مبادرة الرواد الرقميون وشروط الالتحاق بها؟    "الأونروا" تؤكد استعدادها لإدخال مساعدات لغزة وتحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    رئيس القابضة لمصر للطيران في زيارة تفقدية لطائرة Boeing 777X    برشلونة يعود رسميا لملعب كامب نو في دوري أبطال أوروبا    ضبط 5.4 طن دجاج وشاورما غير صالحة في حملة تموينية بأجا بالدقهلية    أخبار الطقس في الإمارات.. ارتفاع نسب الرطوبة ورياح مثيرة للأتربة    الحبس 15 يوما لربة منزل على ذمة التحقيق فى قتلها زوجها بالإسكندرية    6 مطالب برلمانية لحماية الآثار المصرية ومنع محاولات سرقتها    معرض «رمسيس وذهب الفراعنة».. فخر المصريين في طوكيو    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    وفد من المجلس العربي للاختصاصات الصحية يزور قصر العيني لاعتماد برنامج النساء والتوليد    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    اليوم.. أنظار إفريقيا تتجه إلى الرباط لمتابعة حفل جوائز "كاف 2025"    موعد مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدوري أبطال أفريقيا.. والقنوات الناقلة    تنمية متكاملة للشباب    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    وزير الري يؤكد استعداد مصر للتعاون مع فرنسا في تحلية المياه لأغراض الزراعة    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    الإسكندرية تترقب باقي نوة المكنسة بدءا من 22 نوفمبر.. والشبورة تغلق الطريق الصحراوي    مصرع 3 شباب فى حادث تصادم بالشرقية    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    زيلينسكي: الهجوم الروسي أدى لمقتل 9 أشخاص    بولندا تستأنف عملياتها في مطارين شرق البلاد    هنا الزاهد توجه رسالة دعم لصديقها الفنان تامر حسني    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    رحلة اكتشاف حكماء «ريش»    بعد غد.. انطلاق تصويت المصريين بالخارج في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    الصحة: «ماربورج» ينتقل عبر خفافيش الفاكهة.. ومصر خالية تماما من الفيروس    صحة البحر الأحمر تنظم قافلة طبية مجانية شاملة بقرية النصر بسفاجا لمدة يومين    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    أسعار الفاكهة اليوم الاربعاء 19-11-2025 في قنا    بعد انسحاب "قنديل" بالثالثة.. انسحاب "مهدي" من السباق الانتخابي في قوص بقنا    الضفة.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 100 فلسطيني شمالي الخليل    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    زيلينسكي يزور تركيا لإحياء مساعي السلام في أوكرانيا    بحضور ماسك ورونالدو، ترامب يقيم عشاء رسميا لولي العهد السعودي (فيديو)    زيورخ السويسري يكشف حقيقة المفاوضات مع محمد السيد    انقلاب جرار صيانة في محطة التوفيقية بالبحيرة.. وتوقف حركة القطارات    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    مشروبات طبيعية تساعد على النوم العميق للأطفال    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شيخ الطريقة الإدريسية ل«الوطن »: «التصوف» حجر عثرة أمام «الإخوان والسلفيين».. وواجهنا هجمات شرسة من الطرفين
نشر في الوطن يوم 13 - 12 - 2021

احتفلنا خلال الأيام الماضية بذكرى قدوم رأس الحسين إلى مصر وليس مولده.. والمشككون في وجوده يجهلون الحقيقة
قال السيد إدريس الإدريسى، رئيس لجنة المصالحات العربية وفض المنازعات بمصر والعالم العربى، شيخ الطريقة الأحمدية الإدريسية، إنَّ الطرق الصوفية ومحبى آل البيت، احتفلوا خلال الأيام الماضية بذكرى قدوم رأس الحسين إلى مصر وليس مولد الحسين، كما يظن البعض.
الموروث الثقافي الصوفي يحتاج إلى تجديد وشاركنا في حل المئات من حالات الثأر والصعيد تغيَّر وأصبح يقبل المصالحة
وأضاف فى حوارٍ ل«الوطن» أن الموروث الثقافى الصوفى يحتاج إلى تجديد، لأن كتبه لم تسلم من الصهاينة، لأن اليهود هم من كانوا مسئولين عن المطابع فى القِدم، مشيراً إلى أن التصوف حجر العثرة أمام جماعة الإخوان الإرهابية والسلفيين، لذلك تعرضوا لهجمات شرسة منهم، ولفت إلى أنه ساعد فى حل المئات من حالات الثأر فى الصعيد، خاصة أن أهله أصبحوا يقبلون المصالحات ومن يرفض يكون منبوذاً داخل المجتمع.
نصلح ما أفسده الإخوان والسلفيون بالمحبة.. وأبناء ومريدو طريقتنا منتشرون بدول كثيرة وساعدوا في مواجهة الاستعمار
مع وجود العديد من الجماعات المتطرفة فى دول العالم.. كيف ترى المشهد فى الدول العربية والإسلامية؟
- الأمور فى طريقها إلى العودة للمسار الطبيعى، كانت هناك صراعات عقائدية وهزات قد أحدثت خللاً فى عقول الشباب وتضاربات فى الفكر الإسلامى وعدم تباين الرؤى بشكل واضح، ما أدى إلى خلق بعض مظاهر الإلحاد والبُعد عن قوامة الدين والوسطية الإسلامية السمحة، خاصة خلال الفترة التى مرَّت من 10-15 عاماً، والتى كانت فيها تضاربات كثيرة. وكان كل علماء الأمة يُنادون بتوحيد الرؤى الإسلامية والفكر الإسلامى، حتى تكون هناك حقيقة إسلامية وليس حقيقة مستندة إلى رأى إسلاميين، لأنَّ الآراء هى التى شتَّتت الأمة وشرذمتها وشرذمت القاعدة الإسلامية الكبيرة فى العالم إلى بنيات أفكار، كل واحدة منها منقسمة، وكل منها ترى أنّ الأخرى على غير حق، فكان من المفترض والنداء الطبيعى هو الوصول إلى وحدة الرؤى الإسلامية. وفى فترة ما وجدنا مظاهر ما يدعى بإرهاب الفكر الإسلامى وكل شخص بفكره يُرهب الآخر، بأنه صاحب الدين الحق وأن الآخر على غير هدى، ذلك غير الإرهاب الدموى الذى هو نتاج تضاربات الفكر الإسلامى، والإلحاد الذى دفع بعض الشباب إلى الخروج عن دائرة الاستقامة. وأرى فى الفترة الأخيرة مساراً من المحبة بات واضحاً والتواصل حتى فى العلاقات الإسلامية وغير الإسلامية، وكان يوجد سلام متعايش فيه المسلم وغير المسلم فى كل دولة، والعودة إلى السلام الإسلامى الذى يجمع الإنسانية كلها على رباط واحد ومسار واحد، لنفع المجتمع بأسره ومن يتعايش على أرض كل وطن.

السيد الإدريسي: الصوفية فطرة إسلامية لتزكية النفوس.. ولا نحتاج مدارس وجامعات لتدريسها
ما الأسباب التى تدفع الإخوان والسلفيين للهجوم على الصوفية؟
- لأن التصوّف إذا بحثنا على مدار التاريخ الإسلامى، نجده أنّه هو حجر العثرة الذى وقف أمام كل مَن أراد أن يهز الإسلام من الداخل، ووقف أمام الهجمات الاستعمارية، وإذا نظرنا إلى التاريخ الإسلامى وبدايات الأفكار والجماعات الإرهابية، نجدها وليدات لحظية وأفكار مرتبطة بالعالم الغربى، وإذا قلنا إن أوّل من ساعد فى تكوين جماعة الإخوان كانت الاستخبارات البريطانية، وأوّل من ساعد ما يسمى بالأفكار السلفية التى تشق الصف الإسلامى والأفكار الدموية نجدها أفكاراً من الغرب واستخبارات غربية.. وهذا ثابت تاريخياً بوثائق رسمية معروفة لدى الجميع. أما التصوف فهو فطرة إسلامية لتزكية النفوس، ونجد عبدالقادر الجزائرى هو صاحب الثورة فى الجزائر، وعمر المختار الذى يعتبر تربية الزوايا السنوسية وهو ابن من أبناء الطريقة الأحمدية الإدريسية، كان حجر العثرة أمام الاستعمار الإيطالى فى ليبيا. كما أن العز بن عبدالسلام وصلاح الدين الكردى، كانوا أبناء زوايا صوفية، وكان لهم مشايخ صوفية، وهم من حرروا المسجد الأقصى ومن حارب طواغيت الاستعمار الموجود على أرض الأمة الإسلامية والعربية، ذلك لأن التصوف يربط الناس بحقيقة الدين.
المنهج الإدريسي قائم على الحب والإخاء.. والبعض يعيشون في عالم الخرافة واللامعقول ويدَّعون التصوف وهم لا يعلمون عنه شيئاً
إذاً.. كيف تُصلِح الصُوفيّة ما أفسدته جماعة الإخوان الإرهابية والسلفيون؟
- بالمحبة، لأنّ الصوفية ليست لها ذراع تتحرك بها بين الناس غير الحب ونشر التسامح، وإذا أصبح الإنسان متسامحاً مع نفسه ومع غيره، لانتشرت المحبة والإخاء، وبالتالى أصبحت هى سبيل الاتباع الحقيقى، واليوم بالحب والتسامح نستطيع أن نتواصل مع الآخر، لتقريبه إلى ما فيه الخير والرضا بالنسبة للطرفين.
أغلب مشايخ التصوف في العالم موجودون بمصر
وكيف يُمكن توحيد صفوف الصوفية على مستوى العالم كله وليس مصر فقط؟
- أغلب مشايخ التصوف والطرق الصوفية على مستوى العالم فى الوقت الحالى موجودون فى مصر، حتى وإن كانوا من دول غير مصرية، لكنهم وفدوا إلى مصر واستقروا فيها وأصبحوا هم الرابط ومن يمثلون التصوف الإسلامى على مستوى العالم، ويرجع إليهم كل مشايخ التصوف أو نواب الطرق الصوفية على مستوى العالم يرجعون إلى مشايخهم داخل مصر. وأصبحت الرؤية وتوحيد الصف بين الطرق الصوفية قائمة بشكل طبيعى، ليس فيها ما يكون من زعزعة داخلية وخاصة أن التصوف بشكل عام كان يتعرَّض لهجمات أصحاب أموال ونفوذ وقنوات وإعلام، فأصبح علماء التصوف هم من يتصدون إلى المشهد على مستوى العالم الإسلامى.
المصريون أكثر الناس حباً لآل البيت وصحابة الرسول
وما سر تعلق المصريين بآل البيت؟
- هى فطرة سليمة، والله أرسل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، هادياً ومبشراً ونذيراً وداعياً بإذنه وسراجاً منيراً، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور. وأهل مصر أهل فطرة سليمة وهم أكثر وفاء من أى ما يكون تجاه النبى صلى الله عليه وسلم، ومحبة أهل البيت وفاء للنبى لأن الله سبحانه وتعالى قال فى القرآن الكريم: «ذَلِكَ الَّذِى يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ قُل لَّآ أَسَْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى» (الشورى: 23). الله فرض هذه الفريضة أجراً للنبى صلى الله عليه وسلم، فأهل مصر هم الوسطية القائمة فى محبة أهل البيت، ونحن فى مصر الشعب الوحيد الذى لا نجد فيه متعدياً على أهل البيت ولا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نحب الاثنين فى رابطة واحدة ونحب كل ما يحيط برسول الله.
وماذا عن المنهج الإدريسى الذى تدرسونه لأبناء الطريقة؟
- المنهج الأحمدى الإدريسى قائم على كلمتين «حب وإخاء»، فهو سلوك وإحسان فيما بين الناس، ومنهج الإدريسى هو أن يتجرد الشخص لله سبحانه وتعالى من كل هوى إلا هواه، والمحبة الأساسية بالنسبة له هى حب الله ورسوله وأهل البيت، وحب الصالحين من عباد الله فى مشارق الأرض وحب الناس أجمعين، وأن الإنسان متوافق مع نفسه ومع إخوانه ومع مجتمعه ومع كل ما يحيط به، وليس لديه أى نوع من العداء، فأهم شىء هو سلامة القلب. والمنهج الإدريسى هو عبارة عن رابط من المحبة يؤدى إلى سلامة القلب مع كل ما يحيط به، وقائم على الذكر والأدعية والابتهال والتوسل إلى الله وعلوم سيدى أحمد الإدريسى فى تصفية النفوس مع الخلق والخالق والتزكية، وكل هذه الروابط هى روابط الإنسانية، وعندما نبحث عن روابط الصوفية التى تجعلها رابطاً بين الناس نجد أنها روابط الإنسانية الطبيعية.
وهل لكم منهج تعليمى تُدرّسونه لأبنائكم؟
- بالفعل موجود، هناك علوم كثيرة وكتب العقد النفيس وروح السنة، وكتب كثيرة للإمام أحمد بن إدريس يتدارسها أبناء الطريقة. وهى عبارة عن منتديات دائمة والاحتفالات التى نستقيم فيها، والتواصل على الذكر من خلال حلقات الذكر القائم عليها كل الأحباب فى كل أنحاء العالم، ليلة الاثنين وليلة الجمعة، ويتدارسون فيها الكتب، بالإضافة إلى الأسئلة التى تعرض من أبناء الطريقة عندما يسألون ما المفترض أن يحدث، فيأخذون العلوم من خلال الأسئلة التى هى مفتاح كل علم.
وكيف ترى ظهور بعض مدعى التصوف والخرافات؟
- الخرافة موجودة قَبل الأديان، والأساطير الأولى للمجتمع الإنسانى، فدائماً بعض الناس يعيشون فى عالم الخرافة وحياتهم مبنية على ذلك، وهذا نوع من المرض النفسى وليس ديناً، فيرى فى نفسه أنه غير الناس، وهى الهواجس النفسية وتكون بالنسبة له أنه ملهم، ويبدأ فى التحدث عنها ويوجد بعض الناس يحبون العيش بعيداً عن الواقع وهم يريدون الخرافة والعالم اللامعقول ويتعايشون فيه، ويجدون أتباعاً ومستمعين لهم مهما كانوا متعلمين، لكن من داخلهم يحبون العيش خارج الإطار الشرعى والطبيعى الذى يتعايش فيه الناس.
وما مدى إساءة مثل هؤلاء للصوفية؟
- لا يسيئون لها، لأنهم لا يمثلون قاعدة صوفية، والتصوف الطبيعى موجود، والنبت الشيطانى الذى يخرج لا يستمع إليه غير بعض الناس الذين يتعايشون مع الخرافة كمسكن لحياتهم والخروج عن المألوف، لكنه لا يمثل قاعدة صوفية وبالتالى لا وجود له بين الصوفية عامة.
البعض لديه خلط بين الاحتفالات التى شهدناها خلال الأيام الماضية التى هى ب«قدوم رأس الإمام الحسين إلى مصر» ويظنها البعض «مولد الحسين».. كيف يُفرِّق الناس بينهما؟
- معروف أن الإمام الحسين ولد يوم 4 شعبان، وهذا هو المولد الطبيعى للإمام الحسين، وفى مصر نحتفل بليلة قدوم رأس الحسين إلى مصر، حيث خرج كل شعب مصر لاستقباله بدءاً من الحاكم وجميع الناس من رجال ونساء وفرحوا به. وذكرى 4 شعبان نحتفل بها جميعاً لكن مظاهر الاحتفال فى مصر ليست كبيرة، فى حين أن الاحتفال بقدوم الرأس الشريف هو الأكبر، والبعض يظنه أنه المولد. والشيعة هم أكثر ناس تمسكاً بالميلاد، وأهل مصر يفرحون بقدوم الرأس إليهم، حتى لا يجعلوا خلطاً فى الصفوف، وهو رحمة من رحمات الله قدمت إلى مصر، وفضل من أهل البيت وجد بيننا.
وما ردك على تشكيك البعض بوجود رأس الإمام الحسين داخل مصر؟
- نقول لهم: «جهلتم فازداد الجهل جهلاً»، لأن الشعب المصرى منذ الأزل يبحث عن الحقيقة بفطرته، وهو لا يأخذ بالكلام، والرأس الشريف له حراك تاريخى موجود من الكوفة والعسقلانة، وأتى إلى مصر خيفة على الرأس الشريف أن يكون موجوداً فى وقت المغول، فجاء الرأس وكان أيام الحاكم الفاطمى.
من وجهة نظرك هل ترى أن الموروث الثقافى الصوفى يحتاج إلى تجديد مثل الخطاب الدينى؟
- نعم، ففى فترة من الفترات كان هناك الكثير مما أُدخل على كتب الصوفية ومتناقضات تتناقض مع كلامها، ومثلاً يكون التحدث فى البداية بكلام معين ونجد فيه سطوراً تتحدث عن شىء آخر، ولأنه لم يكن لدينا مطابع قديماً، كانت الطباعة الحجرية فى بيروت، وبعد ذلك أصبحت فى دول أخرى، وكان المسئول عن هذه المطابع فى فترة من الفترات أكثرهم يهود، حتى فى مصر. والإعلام كان قديماً فى يد الصهيونية العالمية وحتى الآن والكل يعلم ذلك، لأن سلاحهم هو الإعلام.
فالكتب فيها متداخلات كثيرة ويوجد أشياء دخلت على العقائد الصوفية ليست من التصوف، وبالتالى هى تحتاج إلى تجديد وفهم طبيعى للتصوف، وأرى أن التصوف هو الفطرة ولا تعتمد على كتاب، وبناء العقيدة الصوفية لدينا لا يعتمد على كتاب ولكن على الفطرة السليمة وما يستحسن وما يجب على المسلم فعله وما لا يجب عليه فعله.
يرى البعض أن التصوف يحتاج إلى وجود مدارس وجامعات لتدريسه.. كيف ترى ذلك؟
- التصوف هو تحسين السلوك الإنسانى، والشخص كما هو طبيب ومهندس وطيار ومقاتل وغيره، وهو لا يقدم شيئاً أكثر من أن يكون الإنسان مسالماً مع نفسه والمجتمع وكل ما يحيط به، ومع كل شىء موجود على الأرض حتى النملة التى تبحث عن رزقها فى الأرض، ليس من حقه أن يقتلها أو يمنع مسارها لرزقها، فالتصوف يركز على أن يرقى القلب مع كل شىء.
تنتشر بعض الأفكار داخل المجتمع مثل القرآنيين والتشكيك فى السنة النبوية.. كيف ترى ذلك؟
- تلك هى الحَرابة القائمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا عُدنا إلى هؤلاء نجدهم أصحاب فكر غير إسلامى، ويقولون إنهم يؤمنون بالكتاب ولكن غير مؤمنين بالسنة النبوية لأن أقوال النبى ليست فريضة أو شريعة، رغم أن الله سبحانه وتعالى قال فى القرآن: «وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» (الحشر: 7). والله أمرنا باتباع النبى صلى الله عليه وسلم، فيجب طاعة الله ورسوله ومن تعلموا عن رسول الله.
بصفتك رئيساً للجنة المصالحات العربية وفض المنازعات بمصر والعالم العربى.. ما دور اللجنة فى مواجهة ظاهرة الثأر فى الصعيد والمصالحة بين المتنازعين؟
- الإصلاح هو الدور الطبيعى للتصوف الحق، ونجد أن «إنَّما أريد الإصلاح ما استطعت»، هو شعار كل المتصوفة وشعارهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإمام الحسن رضى الله عنه، كان أوَّل مَن أراد أن يحقن دماء المسلمين على حساب نفسه وحتى حقه الشرعى فى الخلافة الإسلامية، وأبى إلّا أن يختار الدين عن الدنيا. فبداية الإصلاح أن كل أهل البيت والأمة الإسلامية هم مكلفون به، فالأمة كلها عليها أن تأمر بالمعروف الذى يجمع الأمة وما تعارفت عليه فى إصلاحها الاجتماعى. فهذا الدور تعبدى بالنسبة للإصلاح والمصالحات، وأرى أنَّها ليست مجرد دور فى المجتمع، ولكن هى عبادة مفروضة على كل من وهبه الله سبحانه وتعالى بين الناس سعة أن يستمعوا له أو يأتمنوا رأيه. وهناك عدة مصالحات فى كل أنحاء مصر وخارجها، وداخل بلدنا يوجد رابط ثقة بيننا وبين الناس، بأننا لن نبغى أو نحابى أحداً على الآخر، وبالتالى نتحدث بلسان حق مبين وسطى يجمع الأمَّة ويعطى كل ذى حق حقه، وهذا الذى كان الثابت والرابط الذى أصبح بيننا وبين الناس. فأصبح الناس يستمعون ويصغون ويرتجعون، ومتواصلون فى هذا المجال تواصلاً كاملاً، وهم يتواصلون معنا تواصلاً فيه رضا لنفوسنا، لأن ثقتهم فى الله والنبى وأهل البيت وبنا ثقة كبيرة، وهذا هو الشىء الوحيد الذى يساعدنا على أننا إذا تحدثنا نجد من يسمع ويفهم ما نقول.
قضية الثأر منتهية بنسبة أكثر من 90% .. وفي قنا 400 حالة ثأرية وسوهاج 600 حالة
وهل تستطيع الصوفية القضاء على الثأر داخل الصعيد؟
- الثأر فكرة قديمة وبدأت من قبل الإسلام والجاهلية الأولى، وفى الصعيد أصبحت قضية الثأر منتهية بنسبة أكثر من 90%، وكان قديماً بنسبة 90% لا بد أن يؤخذ و10% هى التى كانت تُترك أو يستطيع البعض أن يتحرك فيها، والآن نجد فى صعيد مصر أن آلاف القضايا الثأرية منها تمَّ الصلح فيها، بشكل مُعلن ومعلوم لدى كل الجهات والناس، فأصبحت هذه دعوة إلى الإصلاح فيما بين الناس بعضهم البعض وتسهيل المصالحات، وبالأعداد التى تمت لن يقول أحد «أنا أصالح وغيرى يأخذ ثأره»، لأن الآن كله يصالح والذى يأخذ ثأره أصبح منبوذاً وأقلية، ويُعاتبه الناس بأنه كان يستطيع أن يأخذ حقه بالحق والفضل والعزة ويحافظ على دماء المسلمين ودمائه ولم يكن هناك تعديات على الدماء، فالآن الشاذ هو الذى يتحرك نحو الثأر.
وكم عدد المصالحات التى شاركت فيها؟
- شاركت فى مئات المصالحات الثأرية الدموية، ولا نستطيع تحديدها بشكل نهائى لأن المصالحات التى تمت فى الآونة الأخيرة 230 حالة صلح ثأرى، والمصالحات التى كانت ستصل إلى الثأر وكان فيها إصابات تصل إلى مئات، وأعدادها كلها كبيرة، بالنسبة للعدد الموجود. وفى محافظة أسوان بكاملها، ليس لدينا أكثر من 367 حالة ثأرية حالياً، وفى محافظة قنا أكثر من 400 حالة ثأرية، ومحافظة سوهاج تصل إلى 600 حالة، لوجود مناطق متعددة فيها، فكل هذه المناطق بها أناس تشارك فى المصالحات.
دور الطريقة الإدريسية
نعمل على الإصلاح من وجهة واحدة، وانتشار العلم مع السلوك، ما يعنى أننا نستقيم على ثوابت الشريعة الإسلامية التى تجمع الأمة مع السلوك الإسلامى، الحب والتسامح وتواصل الأمة على ما يهديها ويقربها وليس على ما يفرقها. وإذا بحثنا عن أبناء الطريقة الأحمدية الإدريسية، سنجد دولة مثل الصومال فيها أكثر من 10 ملايين أحمدى إدريسى يحتفلون بمولد الإمام أحمد بن إدريس سنوياً، وكذلك فى مصر والسودان وليبيا، وكل أبناء الطريقة السنوسية هم أبناء الطريقة الأحمدية الإدريسية، وفى السودان كل أبناء الطريقة المرغنية هم منتمون إلى منهج الإمام أحمد بن إدريس، وإذا بحثنا فى جنوب شرق آسيا، سنجد أعداداً بالملايين تتبع لهذا المنهج الأحمدى الإدريسى.
والزوايا السنوسية أو الأحمدية الإدريسية التى كانت فى ليبيا هى التى خرّجت كل المجاهدين ضد الاستعمار وكذلك فى وسط أفريقيا بالكامل، وكل الدول الأفريقية مثل موريتانيا وجزر القمر، كل هذه روابطها أحمدية إدريسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.