وقع حادث المنشية في مثل هذا اليوم عام 1954، وأدينت فيه جماعة الإخوان بمحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أثناء إلقائه خطاب، وتمت بالفعل المحاكمة وأعدم بعضهم، وبعد أسبوع من الحادثة ظهرت آلة الجريمة التي خرجت منها ثمان رصاصات كادت أن تصيب رئيس الجمهورية آنذاك. يوضح التسجيل الصوتي للخطاب الذي عقد بميدان المنشية بالإسكندرية، أن إطلاق النيران جاء قبل الدقيقة الخامسة من إتمام الرئيس الراحل لخطابه، ما أدى إلى حالة من الهرج والمرج بين صفوف الجماهير استوعبها الرئيس بجملة، "أيها الرجال فليبق كلٌ في مكانه، حياتي فداء لمصر، دمي فداء لمصر، أيها الرجال، أيها الأحرار، أتكلم إليكم بعون الله بعد أن حاول المغرضون أن يعتدوا علي". لم يكن في بال الزعيم الراحل أن يترجل أحد العمال البسطاء، وهو خديوي آدم، من عروس البحر المتوسط إلى مدينة الألف مئذنة سيرا على أقدامه، ليقدم له الدليل المادي وآلة الجريمة المستخدمة في اغتياله آنذاك. فقر الحال، حال بينه وبين السفر بالقطار أو بسيارة، فقرر المشي لمسافة تزيد عن ال300 كيلو متر بحثا عن الرئيس، وقد استغرقت رحلته أسبوعا كاملا من الإسكندرية وصولا للقاهرة، وبعدها بدأ بالبحث عن منزل الرئيس في تصميم واضح بأن يسلم له أداة الجريمة بدلا من تسليمها للأمن أو رجال الشرطة بالإسكندرية. بمجرد أن رأى خديوي الرئيس حتى انكفأ مقبلا يداه، فقابله الأخير بحفاوة بالغة، مقدرا مجهوده وشاكرا إياه على أمانته، وكانت المائة جنيه مكافأة من نصيبه، وهي مبلغ مالي كبير حينها.