سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«المنيا»: توديع الشهداء ب«الدموع».. ومطالب ب«القصاص» أجراس الكنائس تدق فى جنازة «عادل».. والشهيد كان يستعد لعقد قرانه بعد إنهاء خدمته فى القوات المسلحة..
بحزن شديد ووجوه بائسة استقبل أهالى قريتى بلهاسة التابعة لمركز مغاغة شمال المنيا وبنى عمار التابعة لمركز مطاى، خبر استشهاد المجند عادل عيد أمين حبيب «22 عاماً»، والمجند عمر عدلى محمد «21 عاماً»، اللذين استشهدا فى الحادث الإرهابى الغاشم بسيناء أمس الأول «الجمعة».. دقت أجراس كنائس قرية بلهاسة لإعلان الحداد على «عادل»، وتعالت صرخات النساء المدوية على فراق «عمر». «هو عريس السماء»، هكذا قال مايكل بباوى، ابن خال الشهيد، وأضاف أن أهالى القرية عندما علموا بنبأ استشهاد ابنهم كان الحزن عنوان كل الوجوه، وأضاف: «الشهيد كان يفصله عن موعد إنهاء خدمته فى القوات المسلحة أشهر قليلة، وكان يستعد لعقد قرانه، إلا أن الله اختاره ليكون عريساً فى السماء». وذكر ابن خال الشهيد أن «عادل» حاصل على ليسانس آداب علم نفس من جامعة المنيا، وله من الأشقاء ثلاثة، «مينا» وأنهى خدمته العسكرية، منذ شهور قليلة، و«رجاء» حاصلة على ليسانس آداب إنجليزى، و«تريزا» حاصلة على بكالوريوس تجارة من جامعة بنى سويف، وتوفى والده قبل 3 أعوام، وترك «عادل» وأشقاءه يكافحون من أجل حياة كريمة، وأضاف: «الشهيد معروف عنه هدوء الطباع وارتباطه الشديد بالكنيسة، لم يكن لديه خلافات مع أحد ومن شدة إخلاصه ومحبته وعلاقاته الطيبة بالآخرين أصيب جميع زملائه بصدمة شديدة حزناً عليه». وأشار إلى أن الأسرة أبلغت بخبر الاستشهاد، صباح أمس «السبت»، من قائد الكتيبة الذى تحدث هاتفياً لشقيقه «مينا» قائلاً: «انت مينا شقيق عادل؟»، فأجابه «نعم»، وبادره «مينا» قائلاً: «هل شقيقى استشهد؟»، فقال له قائد الكتيبة: «البقية فى حياتك». واكتست قرية بنى عمار بمركز مطاى بالسواد حزناً على استشهاد المجند «عمر»، وقال ابن خالته، إنه الابن الثالث فى الأسرة المكونة من الأب والأم وخمسة أبناء، والده رجل فقير ويعمل فلاحاً أجيراً بالزراعة، ووالدته ربة منزل، وأشقاؤه الذكور باعة جائلون. وأضاف أن 35 يوماً كانت تتبقى لانتهاء فترة الخدمة العسكرية الإلزامية، لكن والده فوجئ صباح أمس «السبت» بعدد من أفراد الشرطة العسكرية يبلغونه باستشهاد ابنه ضمن ضحايا حادث العريش، بعد أن فقد الوالد الاتصال بابنه منذ معرفته بالحادث. وقال ناجى عبدالمنعم محمد، من أهالى قرية بنى عمار التابعة لمركز مطاى، مسقط رأس الشهيد، إن مجموعة من أهل الشهيد عرفوا بالخبر واستقلوا سيارتين وتوجهوا للقاهرة لتسلم جثمانه. وأضاف: الشهيد كان من أفضل شباب القرية، والجميع يشهد له بحسن الخلق، وقاطعه مصطفى محمد، أحد جيران الشهيد، قائلاً: إن والدة «عمر» بمجرد معرفتها بالخبر انهالت فى البكاء وأصرت على السفر للقاهرة، ولكن والده رفض، فأخذت تصرخ وتقول «ابنى ضربوه الخونة، حسبنا الله ونعم الوكيل، عمر الغالى ده أحن وأطيب إخوته».