دماء شهداء التفجير الإرهابى الخسيس، التى اختلطت ببعضها على رمال «كرم القواديس» فى شمال سيناء، لو تباينت، لشكلت لوحة من دماء محافظات مصر كلها. فمحافظة الشرقية ودَّعت اثنين من أبنائها اللذين استشهدا فى أثناء تأدية واجبهما الوطنى وخدمتهما العسكرية، كيرلس فاضل حبيب هو شهيد الشرقية الأول بتلك الأحداث، حيث كان يتسم بدماسة الخلق وكان محبوبا بين أصدقائه، وهو من مواليد مدينة الزقازيق ويبلغ من العمر (23 عاما) وتخرج فى قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الزقازيق. الشهيد كان يعيش بمنزل أسرته ووسطها، فى أحد الشوارع المتفرعة من شارع فاروق بدائرة قسم شرطة أول الزقازيق، وله أخ واحد يدعى شنودة. خبر الموت أدخل أسرة شهيد الشرقية فى «فقدان وعى».. وشهيد المنيا كان سيُزف إلى عروسه فى ديسمبر الشهيد الثانى هو أحمد سعيد إبراهيم، يبلغ من العمر (21 عاما)، خبر استشهاده نزل على أهله كالصاعقة، ليدخلهم حالة من فقدان الوعى. أحزان المنيا، التى فقدت خمسة من أبنائها، لم تختلف كثيرا، فقرية بنى عمار التابعة لمركز مطاى شمال محافظة المنيا، قدمت أحد أبنائها وهو المجند عمر عدلى محمد، شهيدًا فى الحادثة الإرهابية. صلاح محمد، من أبناء عمومة الشهيد، أفاد بأن والد عمر علم باستشهاده فى الساعات الأولى من صباح أمس فقط، عندما توجه إلى مركز الشرطة للاستفسار عن حال نجله، خصوصا بعد أن فقد الاتصال به قبيل الحادثة. ابن عم الشهيد قال «المجند الشهيد لم يتبق له سوى شهر فقط لإنهاء خدمته العسكرية، ووالده مزارع ولديه 6 أشقاء، 3 رجال و3 بنات، وهو أصغرهم، ولديه علاقات طيبة جدا بأهل قريته، وكان من المقرر أن يُزف إلى عروسه فى شهر ديسمبر المقبل». مصدر مسؤول بمرفق إسعاف المنيا قال «تم تجهيز 5 سيارات من الإسعاف الطائر لنقل الجثث الخمس من المطار إلى مسقط رأسهم بمدن مغاغة ومطاى والمنيا وديرمواس، وهم أيمن صلاح عبد العال (21 عاما) ابن قرية التحرير برطباط بمركز مغاغة، وعمر عدلى محمد (21 عاما) ابن قرية بنى عمار بمركز مطاى، وعادل عيد أمين (21 عاما) ابن قرية بلهاسة بمركز مغاغة، ومفدى زكى عونى 22 ابن قرية بنى حرام بمركز ديرمواس، وشنودة أنور إسحاق (21 عامًا) ابن عزبة شاهين بمدينة المنيا». وفى قنا، قدم مركز قوص أحد الشهداء وهو محمود عبد الراضى عبد اللطيف محمد (22 سنة) حاصل على دبلوم، وأكد أهالى المنطقة أنه كان سندا لوالده فى رعاية إخوته، حيث كان يساعده فى جمع الجلود وبيعها، بينما توفت والدته منذ عام ونصف. عبد الناصر عبد اللطيف، عم الشهيد قال «كان فى إجازة العيد وبقى مع أسرته لمدة قاربت 10 أيام، زار فيها معظم أقاربه وأصدقائه»، لافتا إلى أن خبر وفاته وصلتهم عن طريق إشارة من مجلس مدينة ومركز شرطة قوص. فوزى حجاج، خال الشهيد، قال «والد محمود أصيب بحالة انهيار شديد فور وصول خبر استشهاد نجله، لأنه كان أقرب أشقائه إليه، وكان يجتهد فى مساعدة والده فترة إجازته من الخدمة العسكرية»، لافتا إلى تلقيهم اتصالا تليفونيا من الشهيد قبل سفره للخدمة العسكرية بعد العيد مباشرة. ثلاثة من أبناء الدقهلية، راحوا فى هذه الحادثة الغاشمة، وهم تامر ماهر رجب (21 سنة) وأحمد فاضل على (20 سنة) من قرية كفر دميرة الجديد التابعة لمركز طلخا وفرج محمد فرج (21 سنة). قرية كفر دميرة الجديد بمركز طلخا، اتشحت بالسواد كانت فى انتظار أحمد فاضل على (20 سنة)، خريج كلية الشريعة والقانون والابن الأوسط لأسرته. الحاج فاضل على والد الشهيد (68 سنة) قال «نجلى كان هادئ الطباع حافظًا للقرآن الكريم، وكان يؤمّ الناس فى الصلوات، ولم يدخل فى مشكلة يوما مع أحد، وقام بتجهيز شقته مؤخرا، استعدادًا لزواجه». كما سادت حالة من الحزن قرية شبراهور التابعة لمركز السنبلاوين فور سماعهم خبر استشهاد أحد أبنائهم من ضمن عشرات الشهداء والمصابين، وهو الشهيد، مجند فرج محمد فرج عطوة. وأكد والد الشهيد، الذى يعمل بمعهد شبراهور الثانوى، وعمره (50 عاما)، أن نجله كان ينوى استكمال دراسته بمعهد الخدمة الاجتماعية، آملا بأن يصبح إخصائيا اجتماعيا ليشارك فى تربية النشء، كما كان يقوم بإعداد الشقة الخاصة به وتجهيزها استعدادا للخطبة بعد إنهاء الخدمة العسكرية. بينما تستعد قرية صهرجت الكبرى التابعة لمركز ميت غمر لاستقبال جثمان الشهيد المجند تامر ماهر رجب (21 سنة)، وقام مئات من أهالى القرية بالتجمهر أمام منزل الشهيد منذ الساعة العاشرة صباحًا انتظارا لوصول جثمانه إلى القرية.