اتشحت مدينة قوص، جنوب محافظة قنا، أمس، بالسواد؛ حزناً على الشهيد محمود عبدالراضى عبداللطيف، الذى استشهد فى تفجير كمين القواديس الإرهابى بالشيخ زويد، الجمعة، فيما سادت حالة من البكاء والصراخ من والد وأشقاء وعمومة الشهيد، مرددين: «قتلوك الإرهابيين يا محمود، حسبنا الله ونعم الوكيل». وتوافد العشرات من أهالى قوص إلى منزل والد الشهيد؛ لمساندة أسرته، مطالبين الجيش بالقصاص للشهداء. ودخل والد الشهيد عبدالراضى عبداللطيف، الذى يعانى من عجز فى أحد ساقيه، وهو عامل أُجرى، يجمع الجلود من الجزارين، فى حالة انهيار تام من البكاء، وسط التفاف أقاربه من حوله، مردداً: «كنت منتظرك تساعدنى يا ولدى فى تربية إخواتك، حسبى الله ونعم الوكيل فيكم يا ظلمة، قتلتوا ابنى والله ما أشوفكم لأقتلكم يا إرهابيين يا اللى كويتوا قلبى على ولدى». وقال عبدالناصر عبداللطيف، عم الشهيد، إن آخر زيارة له كانت فى عيد الأضحى الماضى، وكان يساعد والده فى فترة العيد فى جمع الجلود، وكان يقول لوالده: «أول ما أطلع من الجيش هخلى أبويا يستريح فى البيت، ويكمل علاجه من فيروس سى اللى بيتعالج منه منذ سنين». فوزى حجاج، خال الشهيد، قال: «إن الشهيد كان أطيب أبناء شقيقتى التى توفيت منذ سنتين، بسبب الإصابة بالفشل الكلوى، وله من الأشقاء ثلاثة محمد، عامل أجرى، وعبداللطيف، مدرس، وأحمد طالب». شقيق الشهيد «محمد» انهار فى البكاء حزناً على شقيقه، وظل يردد: «الإرهابيين والحكومة هما اللى قتلوه، الحكومة اللى رمت أخويا فى الصحراء كبش فدا للإرهابيين» ثم ردد قائلاً: «مش قلت لك يا خال فوزى وأنا فى السوق، لازم نشوف واسطة تنقل محمود من وسط الإرهاب».