اليوم السابع يلتقى أسرة شهيد قنا.. محمود فقد والدته منذ عام ونصف ويساعد والده فى إجازته.. وأحد أقاربهم يطالب بإعانه والده المريض بعجز فى قدمه وفيرس سى.. ومحافظ قنا يقرر صرف إعانة مالية لأسرة الشهيد

سادت حالة من الحزن الشديد بمنطقة الزنية، التابعه لمركز قوص واتشح سيدات القرية بالسواد انتظارا لجثمان شهيد الواجب محمود عبد الراضى عبد اللطيف محمد 22 سنة مجند، والذى استشهد فى الحادث الإرهابى بالعريش أمس.
حيث ظهر والد الشهيد فى حالة انهيار وحزن شديد على نجله، رافضا الحديث مع أحد وانهار أشقاؤه بكاء على فقد شقيقهم، وأكد أهالى المنطقة أنه يتمتع بسمع وأخلاق طيبة بين أبناء المنطقة، وأنه كان سند والده فى الحياة لرعاية أخوته، حيث كان يساعده فى جمع الجلود وبيعها للعيش منها ووالدته متوفاة منذ عام ونصف.
عبد الناصر عبداللطيف "عم الشهيد"، قال إن الشهيد كان فى إجازة العيد وبقى مع أسرته لمدة قاربت 10 أيام زار فيها معظم أقاربه وأصدقائه، لافتا إلى أن خبر وفاته وصلهم عن طريق إشارة من مجلس مدينة ومركز شرطة قوص وتأكدنا من اسم الشهيد ومكان الكتيبة، التى كان يؤدى بها واجبه العسكرى.
حامد حسانى ابن عم والد الشهيد أكد أن علاقة الشهيد طيبة مع جميع أفراد عائلته وجيرانه ووالدته توفيت منذ عام ونصف العام وأن الشهيد كان يساعد والده فى رعاية أشقائه على الرغم من أن هناك أشقاء أكبر منه إلا أنه كان يعمل مع والده فى جمع الجلود وبيعها.
وأضاف فوزى حجاج، خال الشهيد، أن والد الشهيد أصيب بحالة انهيار شديد فور وصول خبر استشهاد نجله لأنه كان أقرب أشقائه لوالده وكان يجتهد فى مساعدة والده فترة إجازته من الخدمة العسكرية، لافتا إلى أنه تلقى اتصالا تليفونيا من الشهيد قبل سفرة للخدمة العسكرية بعد العيد مباشرة للاطمئنان عليه وعلى أسرته.
محمد سليم، محامى أحد أفراد جيرانهم، طالب المسئولين بتقديم رعاية كاملة للأسرة وإعانة لوالد الشهيد، الذى يبلغ من العمر 60 عاما ولديه عجز فى قدمه ومصاب بفيرس سى، وكان الشهيد يساعده فترة الإجازة لرعاية أفراد الأسرة، حيث إن علاج والد الشهيد يكلفهم مبلغا كبيرا، مضيفا أن أشقاءه يعملون برواتب شهرية ضئيلة لاتعينهم على مواجهة الحياة الصعبة بالإضافة إلى مرض والدهم وعجزه، حيث إن لديه 4 أشقاء هم محمد يعمل مع والده فى جمع الجلود وبيعها وعبد اللطيف يعمل بمصنع الأسمنت وعرفة مدرس وأحمد طالب فى الثانوى الفنى الصناعى.
وقال أحمد محمد محمود صديق الشهيد، وكان يؤدى الخدمة العسكرية معه فى نفس الكتيبة ولكنه أنهى الخدمة منذ 6 أشهر، لافتا إلى أن الشهيد كان يؤدى خدمته العسكرية فى سرية مدفعية للهاون تابعة للمشاة، وقال إن الشهيد أثناء فترة الإجازة قال إنهم يواجهون بشكل شبه يومى العناصر الإرهابية بالعريش.
ومن جانبه قال اللواء عبد الحميد الهجان، محافظ قنا، إنه شارك فى الجنازة العسكرية، التى أقيمت لتشييع جنازة شهداء الواجب بالعريش لمثواهم الأخير، لافتا إلى أنه قابل عم الشهيد ابن محافظة قنا وأولاد عمه خلال تسلمهم جثمان الشهيد وجارى الانتهاء من الإجراءات لإرسال الجثمان إلى مطار الأقصر ومنها إلى مدينة قوص بمحافظة قنا لدفن الجثمان بمدافن عائلته بقوص.
وأشار الهجان إلى أن الوطن مهما قدم لأسر الشهيد لن يتمكن من رد الجميل وتضحيته بروحه فداء لواجبه الوطنى، لافتا إلى أنه أعطى تعليماته بصرف إعانة عاجلة لأسرة الشهيد
ووعد الهجان بإطلاق اسم الشهيد على إحدى المصالح الحكومية أو المدارس أو أحد الشوارع القريبة من محل إقامته، مؤكدا أن المحافظة لا تألو جهدًا فى تكريم أسمائهم بالشكل اللائق تقديرا وإعزازا لهم، وأنهم جميعا أحياء عند ربهم يرزقون فى جنات الفردوس.
أقارب الشهيد ينتظرون الجثمان
الشهيد محمود عبد الراضى
أهالى القرية ينتظرون تشييع الجثمان
عم الشهيد فى المنتصف وخاله من اليسار