قصتى أننى منذ أربعين سنة كان عندى حلم مثل أى شاب بالهجرة إلى الخارج، ولكن بعد التحاقى بالخدمة العسكرية واستلام عملى بمجمع الألومنيوم بنجع حمادى عدلت عن الهجرة، استمررت فى حياتى إلى أن وصل عمرى إلى الستين عاماً، وبالصدفة قرأت فى إحدى الصحف عن تنظيم رحلات إلى الخارج ومنها فرنسا فتجدد الحلم بالزيارة ومشاهدة البلد الذى كنت سوف أعيش فيه، وفعلاً تقدمت إلى الشركة السياحية وتم عمل ملف لى لتقديمه إلى السفارة وكان به رحلة محددة «التاريخ، حجز طيران ذهاب وعودة، حجز فندق ثلاث نجوم، بوليصة تأمين صحى، شهادة بيانات من شركتى، حساب بنك يغطى تكاليف الرحلة، مفردات مرتب» وكان الفوج أكثر من أربعين فرداً، ولكن أنا الوحيد الذى رُفض طلبى والسبب أننى عامل فنى ولست مهندساً أو محاسباً (منتهى العنصرية) لبلد يدعى الحرية.