تقتصر دعوات التبرع عادة على حالات عاجلة لمرضى يحتاجون السفر للخارج، أو تكاليف جراحة، أو حتى لشراء «شنط رمضان» و«لحوم العيد» وتوزيعها على الفقراء، لكن «هنا المصرى»، الشابة العشرينية، أعطت التبرع معنى جديداً، حيث قررت أن تستكمل دراستها بالخارج عبر تبرعات أصدقائها. «جنيه واحد مش هيأثر.. اللحظة اللى باخد فيها جنيه من حد مابحسش إنى بشحت والله»، بخليط من الفخر والحماس تتحدث «هنا المصرى» عن فكرتها التى أطلقتها، مطالبة من خلالها كل مهتم بأن يتبرع لها ولو ب«جنيه واحد»، هى الآن تدرس فى عامها الثانى بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، لكنها لا تشعر بالرضا عن حال التعليم المصرى ووضعه، تلخص فكرتها باختصار: «عاوزة أدرس ومش معايا فلوس أسافر، أعمل إيه يعنى؟». «التوجيه الإبداعى والتفكير الإبداعى» تخصصات لم تعثر لها «هنا» على أثر فى مصر «طول عمرى بحب الفنون بشكل عام، خطى حلو وبرسم حلو، وكان نفسى أدخل فنون جميلة لكن «الأزهر» مفيهاش كليات فنون، ولو نقلت جامعة بره هروح تعليم مفتوح وهدفع فلوس كتير ودى فكرة مرفوضة» تناقض بين قبولها فكرة التعلم فى الخارج بأموال كثيرة ورفضها التعلم فى الداخل بنفس الأموال: «فى أمريكا وأوروبا بياخدوا فلوس على جودة العملية التعليمية، فلوس مقابل مكان نضيف وخدمة مميزة، أما المواد العلمية تكون متاحة على المواقع الإلكترونية ليهم، هنا فى مصر العكس، الفكرة فى الفلوس، لكن بدون جودة أو اهتمام بأى حاجة تانية.. شىء تجارى بحت». استقرت هنا بصورة أولية على أكاديمية الفنون بسان فرانسيسكو بأمريكا، لكنها ما زالت تبحث أيضاً عن فرصة قد تكون أفضل، وتراسل عدداً من الجامعات حول العالم، فى محاولة لحساب التكاليف بصورة دقيقة، ونهائية، جمعت فى يومها الأول ثلاثة جنيهات ونصف الجنيه فقط، لكنها تشعر بأنها مجرد بداية، محاولة إقناع المزيد من الأصدقاء بالتبرع لها.