قال الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير فى العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، هو رأس الحربة للولايات المتحدةالأمريكية التى تهدف إلى تمزيق مصر وسوريا، مؤكداً أن الخطر على المنطقة العربية ليس من إسرائيل الآن ولكن من تركيا. ■ كيف ترى ملف العلاقات المصرية التركية عقب تصريحات «أردوغان» المسيئة ضد مصر؟ - العلاقات المصرية مع تركيا تسير من سيئ لأسوأ، وبدأت قبل فترة حين اعتبرت الخارجية المصرية أن تصريحات «أردوغان» تعد تدخلاً فى الشأن الداخلى المصرى، ثم كانت الخطوة الثانية بسحب السفير المصرى من هناك وطرد السفير التركى من القاهرة، ومصر أدركت أن «أردوغان» يريد بناء مجد على حسابنا، وقد تألم كثيراً من يقظة مصر لأن يقظتها أنهت حلمه بأن يكون الوالى العثمانى الجديد فى المنطقة. تركيا شعرت فى غياب مصر بكينونتها ولكن عادت مصر ووجدت تركيا العالم الإسلامى والدول العربية التفت حول مصر. ■ هل ترى أن المواجهة المقبلة مع تركيا ستكون اقتصادية أكثر؟ - فى ظل التصعيد والخلاف من جانب تركيا، أعتقد أن نسبة كبيرة من السائحين المصريين لن تذهب هناك لأن العلاقات أصبحت سيئة للغاية مع أنقرة، والشعب المصرى شعر بذلك وليست مؤسسات الدولة والرئاسة فقط، فالشعب رأى أن «أردوغان» وتركيا تجاوزا الخطوط الحمراء مع مصر، وبالتالى يرى وقف جميع أشكال التعاون معها. إن تركيا هى الوجه الآخر لإسرائيل، فالتآمر على المنطقة العربية، خصوصاً مصر، من قبَل تركيا يجرى بإيعاز من أمريكا التى تدمن الحرب بالوكالة، ورأس الحرب فى المنطقة وتركيا لأنها عضو فى حلف الناتو. ■ كيف تقيِّم تعاملات الدولة المصرية إزاء تركيا؟ - مصر تتعامل مع تركيا كدولة تجاوزت جميع الخطوط المتعارف عليها فى التدخل فى الشأن الداخلى وعليها أن تجعل الأممالمتحدة تعترض على ذلك. نحن لا نريد مواجهات عسكرية مع أحد، ولكن إذا وقفت تركيا على حدودنا سيكون هناك كلام آخر مع أنقرة. ■ ما رأيك فى توجيه بعض الأحزاب المصرية الدعوة لأحزاب المعارضة التركية للحضور للقاهرة لتوثيق جرائم «أردوغان»؟ - يجب أن يؤدى الشعب المصرى كله هذا الدور لأن سامح شكرى، وزير الخارجية، قال طموحات المصريين ورغباتهم أصبحت عنصراً فى صناعة السياسة الخارجية، والأحزاب المصرية فى مخاطبتها للمعارضة التركية لا أقول ستفيد التوازن المصرى التركى ولكنها أمر جيد لإقامة علاقة مع المعارضة التركية واستغلال الخلاف معهم، وكان يجب أن يحدث منذ زمن طويل. ■ هناك اتهامات ل«أردوغان» بدعم تنظيم «داعش» وتقديم تسهيلات له بدخول سوريا؟ - «أردوغان» يدعم ويساند تنظيم «داعش» الذى صنعته أمريكا ويعطى السلاح له، وتركيا تتقرب للغرب أكثر من الشرق وترغب فى أن تكون عضواً فى الاتحاد الأوروبى فهى دولة انتهازية وتريد أن تتفكك سوريا تحقيقاً لرغبة إسرائيل.